- بقلم أحمد الحياوي ---
قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
(الأحزاب/33).
الله تعالى أراد لنا أن لا نكتم ما أنزله من البيّنات، ولأن رســــول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
قال: “إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه، و مــــــــــــــــن لم يفعل فعليه لعنة الله”
، فكيف إذا بانت الحقائق و التحديات للحرب ضد الإسلام وقتل كلمة الحق والحسيـن؟
ومثالها رسالة الإمام الحســـــــــــين-عليه الســــــــــــــلام- إلى أهل الكوفة واضحة :
رداً علــــــــــــــى رســائلهم التــــــــــــــي وصلته يذكرهم فيه و دعواتهم المتكررة مناشداً إياهم
بالثبات على بيعتهم وهي ...وقد أتتني كتبكم وقدمت علـــــــــــــــــــــي رسلكم ببيعتكم، أنكم لا
تسلموني ولا تخذلوني، فان وفيتم لي فــــــــــــــــــي بيعتكم فقد أصبتم خطّكم و رشـــــــــــدكم، و
نفسي مع أنفسكم وأهلي وولدي مـــــــــــــــــــــع أهاليكم وأولادكم، فلكم بي اُسوة …إلى أن
قال-عليه السلام- : ومن نكث فإنما ينكث علـــــــــــــــــــــــــــى نفسه وسيغني الله عنكم والسلام)
حين نتطلّع إلى الجانب الخلقي مــــــــــــــــــــن شـخصية الإمام الحســـــــين-عليه السلام- نلمس
مدى تفاعله مع الأمة بمختلف مستوياتها باعتباره المثل والقدوة الحســـــــــــــــنة ، فــــــــــــي
طبيعة التفاعل مـــــــــــــــــــع المؤمـــنون والاخلاص
فعندما نبحث إلـــــــــــــــى الجانب الأخلاقي مــــــــــــــــــن شخصية الإمام الحسين -عليه السلام-
،فنذكر مصاديق العدل والتــــــقوى والاعتدال والتواضع والعفة والصدق والرحمة والشفقة
حتى ســــــــــــــلام الله عليه عندما يمرَّ بمساكين وهم يأكلون كِسَراً لهم علــــــــــــى كسـاء ،
فيسلّم عليهم ، ثمّ قال-عليه السلام- :قوموا إلى منزلي، فأطعمهم وكساهم وأمرَ لهُم بِدَراهم ..
فهذه صفات تواضعه وعمقه واحساسه من خلال ما يتمتّع به فمن فــــــــــــــــــي مستواه القيادي
فـــــــــــــــــــــــــي الاُمّة ، فهو مرجعا ربانيا لهذه الامة الفكري والعقائدي ، وإمامها المنصوص
عليه مــــــــــــــن الله ورسوله الكريم-صلى الله عليه وعلــــــــــــــى آله ـوـــلم- وهو يردد ويقول
: «حســـــــــــــينٌ منِّي وأنا من حسيــــــــــن، أحبَّ الله مَــــــــــــنْ أحبَّ حسـيناً،حسينٌ سبطٌ من
الاسباط» كان فكر الإمام-عليه السلام- منارًا للسائرين شـــــــــــــــــــــــعلة الأحرار : وكان
نشاطه الفكري الرائد و ما يتمتّع به مـــــــــــــــــتن علو شاهق في مستواه العقلي والإيماني
الّذي صقله منهج الله وحدّد مســــــــــــــــــاره ومنهاجه
إذن الإصلاح يبدأ من النفس مــــــــــــــــع خالقها وطاعة الخالق والوالدين والأهل واحترام
الجار وعمل المعروف ولكن كيف بنا أن نأخذ العبر مـــــــــــــــــــن إمامنا أبي الأحرار أليس
بالقرب من الله وطاعته وطاعة رسول الأكرم وأهل البيت-عليهم الســـــــــــــلام- أليــــــــــــس
عدم الانجرار خلف الباطل وأن لا نكون كالســــــــــــــلوكيين المتمسكين بالشر ليعلمون إلا وجهنم
والنارتنتـــظرهم .
أليس العقل والضمير الحي هــــــــــــــــــــــــو من يقود ولا يكون الإنسان كالبهيمة
همه إلا بطنه مـــــــــــــــــا يدخل ومــــــــــــــــا يخرج منها والركض خلف المصالح والمناصب
والدينار والدولار ..!!!
فيقتل ابن بنت رسول الله أمام مرى ومسمع الشيعة
وهو ينادي-سلام الله عليه- أما من ناصر ينصرنا ، أما مــــــــــــــــن مغيث يغيثنا ، هل مـــــــــــن
موحد يخاف الله فيــــــــــــــــــنا ، أما مــــــــــــــــــن ذاب يذب عن حرم رســـــــــــول الله ؟!!
فمتى نمضي خلف الحق ونعرف أنــــــــــــــــــه حق ! ومـتى نترك الخذلان ونعرف أننا
تخاذلنا في الأمس ولا نعيد الكرة ومـــــــــــــــــتى نتذكر قول الله تعالى
-يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا
كُنَّا فَاعِلِينَ ...
أســــــــــــــتاذنا الفيلسوف والمفكر الإسلامي المعاصر الصرخي الحسني لـــــــــــه قول
ولطالما كان ينطق الحق و بريء الذمة أمام الله ورســــــــــــوله والمؤمنين والإنســـــــانية و
بمواقفه وبحوثه ورجاحة عقله يسـير علــــــــــــــى خطى جده الحســــين-عليه السلام
واستلهم من تلك الشهامة والشجاعة والفكر والاعتدال
لينير بفكره الأبصار ويقوي العقول ويرشدنا إلى بر الأمان والاطمئنان مغردًا على صفحته في توتير .
.
نص التغريد ه ...
عُمَر(رض).......إيوانُ كِسْرَى...بَينَ الدّين وَالتّنْجِيم!!! قَالَ(عليه السّلام):{اللّهُمَّ إنَّ أهْلَ العِرَاقِ
غَرَّوْنِي، وَخَدَعُوْنِي، وَصَنَعُوا بِأخِي مَا
صَنَعُوا، اللّهُمَّ شَتِّتْ عَلَيْهِم أمْرَهُم، وَأحْصِهِمْ عَدَداً}[الطبقات الكبرى لِابن سعد، سِيَر
أعلام النُبلاء٣ للذهبي، تَرجَمَة الإمَام الحُسَين مِن تاريخ دمشق لِابن عساكر]
السّلَام عَلَى الحُسَيْن وَبَنِيه وَأخِيه وَأمّه وَأبيه وَجَدِّه الصّادِق الأمِين(صَلَواتُ الله
وَسَلامُه عَلَيهم أجمَعِين)
فِي السّاعَات الأولَى مِن محرّم الحَرَام (١٤٤٢هـ)،
وَبَعْد التّوكّل عَلَى الله سبحَانَه، أبدَأ الكِتَابة تَحتَ عنوَان{عُمَر(رض)...إيوانُ
كِسْرَى...بَينَ الدّين وَالتّنْجِيم}:
١- قَالَ الإمَام الحُسَين(عَليه السّلام): {إنّما خَرَجْتُ لِطَلبِ الإصلَاحِ(أطْلُبُ الصّلَاحَ)
فِي أمّةِ جَدِّي مُحَمّد(صَلّى الله عَلَيه وَآلِه وَسَلَّم)}[المناقب٤ لابن شهرآشوب، مقتل
ألحسين للخوارزمي، الفتوح٥ لابن أعثم].
٢- إنّ الإصلَاحَ إصلَاحُ العَقْلِ، والعَقلُ سَيّد الأعمَالِ، وَفِيه صَلاحُ الدّنيَا وَالآخِرة،
قَالَ رَسولُ الله(عَلَيه وَعَلى آلِه الصّلَاة وَالسّلَام): {إنَّ الْعَقْلَ سَيِّدُ الْأعْمَالِ فِي
الدّارَيْنِ جَمِيعًا}[بغية الباحث للهیثمي]...وقال(عليه وَعلى آلِه الصّلَاة وَالتّسليم)
:{لِكُلِّ شَيْءٍ آلةٌ وَعُدَّةٌ، وَآلةُ الْمُؤْمِنِ وَعُدَّتُهُ الْعَقْلُ...وَلِكُلِّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ، وَعِمَارَةُ
الآخِرَةِ الْعَقْلُ} [بغية الباحث للهيثمي، مختصر إتحاف السادة٤ للبوصيري، المطالب
العالية لابن حجر، البحار للمَجلِسي]
٣- جَاء في القرآن الكريم:{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ}
[الأنفال٢٢]...
وَقَالَ رَسولُ الله(صَلّی الله عَلَیه وَعَلَی آلِه وَسَلّم): {وَاعْلَمُوا أنَّ الْعَاقِلَ مَنْ أطَاعَ
اللهَ...وَأنَّ الْجَاهِلَ مَنْ عَصَى الله...وَالْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ أعْقَلُ عِنْدَ اللهِ مِمّنْ
عَصَاهُ...وَلَا تَغْتَرُّوا بِتَعْظِيمِ أهْلِ الدّنْيَا إيّاكُمْ، فَإنّهُمْ غَدًا مِنَ الْخَاسِرِينَ}[إحياء علوم
الدين١ للغزالي، بغية الباحث للهيثمي، مختصر إتحاف السادة٤ للبوصيري، تاريخ
بغداد١٦ للبغدادي، المطالب العالية لابن حجر]
٤- بَعدَ أن رَاسَلَه أهلُ الكُوفة وَطَلبُوا مِنهُ المَجِيء، وَبَعدَ أن تَبَيّن نِفَاقُهم وَغدْرُهم
وَإصرَارُهم عَلَى قِتَالِهِ وَقَتلِه!! قَالَ الإمَامُ الحُسَين(عَلَيه السّلام):{لَا تَعْجَلُوا، وَاللهِ مَا
أتيتُكُم حَتّى أتَتْنِي كُتُبُ أمَاثِلِكُم، بِأنّ السُّنَّةَ قَدْ أمِيتَتْ، وَالنّفَاقَ قَدْ نَجَمَ، وَالحُدُودَ قَدْ
عُطِّلَتْ، فَاقْدمْ، لَعَلّ اللهَ يُصْلِحُ بِكَ الأُمّةَ!! فَأتَيْتُ، فَإذْ كَرِهتُم ذَلِكَ، فَأنَا رَاجِعٌ!!
فَارْجِعُوا إلَى أنْفُسِكُم، هَلْ يَصلُحُ لَكُم قَتْلِي، أوْ يَحِلُّ دَمِي؟! ألسْتُ ابْنَ بِنْتِ نبِیِّكُم وَابْنَ
ابْنِ عَمِّهِ؟! أوَليْسَ حَمْزَةُ وَالعَبَّاسُ وَجَعْفَرُ عُمُومَتِي؟! ألَمْ يَبلُغُكُم قَوْلُ رَسُوْلِ
اللهِ(صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فِيَّ وَفِي أخِي: [هَذَانِ سَيّدَا شَبَابِ أهْلِ الجَنّةِ]؟!}[سِيَر
أعلام النُّبَلاء٤، تَرجَمَة الإمَام الحُسَين مِن الطّبقَات الكبير لابن سعد، تَرجَمَة الإمَام
الحُسَين مِن تَاريخ دِمشق لِابن عسَاكر].
٥- مُحرِمٌ مِن أهلِ العِراق سَألَ عَن قَتْلِ الذّباب(البَعُوض)، فَأجَابَ عَبدُ الله بن
عُمَر(رض): {أهْلُ العِرَاقِ يَسْألُونَ عَنِ الذّبَابِ(دَمِ الْبَعُوضِ)، وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ رَسولِ
أاللهِ (صَلّى اللهُ عَلَيه وَآلِه وَسَلّم)، وقالَ النبيُّ (صَلّى اللهُ عليه وآلِه وَسَلّم):
[هُما رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا]} [بُغيَة الطّلَب في تاريخ حَلب ٦ لابن العديم، ترجَمَة
الإمَام الحُسَين مِن تاريخ دِمشق لِابن عسَاكر، أسد الغَابة٢ لابن الأثير، مختصر
تاريخ دمشق٧ لابن منظور].
٦- لَقَد شَرّف الله تَعَالَى أهلَ العِرَاق بالاسلام بِفَضْلِ الخَليفة الثّانِي(رض) وَحِنكَتِه
فِي القِيَادَةِ وَفَتْحِ وَتَحرِير العِرَاق...فَأنقَذَ العِرَاقِيّين مِن العبُودِيّة وَالخنُوع لِلفُرْس
وَالمَجوسِيّة، كَمَا تَمّ إنقَاذُ الشّعْب الفَارِسِيّ وَبَاقِي الشّعوب مِن المَجوسِيّةِ وَكَهنَتِها
وَأكاسِرَتها...لَكِن مَا هُوَ سرّ بُغْض وَعَدَاء هَؤلَاء لِلخَلِيفَة المُحَرِّر؟! وَهَل تَمَكّنُوا
بِالمَكْرِ وَالخَدِيعَة وَالغَدْر مِن مُصَادَرَة الإسلَام وَالتّشَيّع؟! وَمَا هُوَ دَورُ التّنجِيم
وَالكَهَانَة فِي تَحقِيق ذَلِك؟! أرجو من الله التّسدِيد في الإجابَة بإنصَاف وَوَسَطِيّة
وَاقِعِيّة مَوضوعِيّة...وَأمّا قِرَاءَة وَتَحلِيل علَاقَة الصّحابَة بِأهلِ البَيْت، والسّلوكيات
والمَواقِف الصّادرة عَنهم(رَضي الله عَنهم وَعَلَيهم السّلام)، فَلَهَا مَقَامٌ آخَر إن شَاء
الله، وَالكَلَام فِي أمور: الصّرخي الحَسَني
لمتابعة الحساب على: تويتر: AlsrkhyAlhasny@ الفيس بوك: Alsarkhyalhasny
الإنستغرام: alsarkhyalhasany@
#الصرخي_يغرد_ولايةالفقيه_ولايةالطاغوت #وهم_الصدر_بالعرفان https://twitter.com/AlsrkhyAlha…/status/1297183841266868226