المفكر الإسلامي المعاصر- لنكن صادقين في حب الحسين وجده الأمين
-- بقلم احمد الحياوي --
تعلمنا عاشوراءُ أنها قرآنٌ وتربيةٌ وأخلاقٌ وعزاءٌ فالحسين-عليه السلام- لم يفارق صلاته ولم يترك ذكر ربه وكان نعم المخلوق ربى عياله على عزة النفس والقرآن والصلاة والأمر بالمعروف ولم يهتم إلا بأمر الله وإرادته وهي الشهادة والنصرة للحق والوقوف بوجه الظلم والخونة ممن أفسدوا في الأرض
ولا يفلح الظالمون ...
فهل سرنا على ذلك الطريق ..وهل أدينا ما علينا من تلك الرسالة والتضحية للحسين بشيء وهل أخذنا العبر؟
فيقول المحقق الأستاذ الصرخي في (محطات في مسير كربلاء)
والآن أيّها الأعزاء الأحباب وصل المقام الذي نسأل فيه أنفسنا، هل سِرنا ونسير ونبقى نسير ونثبت ونثبت ونثبت على السير ونختم العمر بهذا السير المبارك المقدس السير الكربلائي الحسيني الإلهي القدسي في النصح والأمر والإصلاح والنهي عن المنكر وإلزام الحجة التامة الدامغة للجميع وعلى كل المستويات فنؤسّس القانون القرآني الإلهي وتطبيقه في تحقيق المعذرة إلى الله تعالى أو (لعلهم يتقون) حيث قال الله رب العالمين- سبحانه وتعالى-: {وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُون} الأعراف/164.
وبهذا سنكون إنْ شاء الله في ومن الأمة التي تَعِظ الآخرين وتنصح وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فينجّيها الله تعالى من العذاب والهلاك، فلا نكون من الأمة التي قعدت عن الأمر والنهي والنصح والوعظ فصارت فاسقة وظالمة وأخذها الله تعالى بعذاب بئيس، ولا نكون من الأمة التي عملت السيئات ولم تَنْتَهِ ولم تتّعظ فعذّبها الله تعالى وأهلكها وأخذها بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فقال لهم الله كونوا قردة خاسئين، قال العزيز الحكيم: {لَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} الأعراف/166،165.
المحطة الرابعة:
وبعد الذي قيل لا بدّ أنْ نتيقّن الوجوب والإلزام الشرعي العقلي الأخلاقي التاريخي الاجتماعي الإنساني في إعلان البراءة والبراءة والبراءة……. وكلّ البراءة مِن أنْ نكون كأولئك القوم وعلى مسلكهم وبنفس قلوبهم وأفكارهم ونفوسهم وأفعالهم حيث وصفهم الفرزدق الشاعر للإمام الحسين-عليه السلام- بقوله: (أما القلوب فمعك وأما السيوف فمع بني أمية) فقال الإمام الشهيد المظلوم الحسين-عليه السلام-: (صدقت، فالناس عبيد المال، والدين لَعْق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت به معايشهم، فإذا مُحِّصوا بالبلاء قلَّ الديّانون).والسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى الأنصار الأخيار السائرين على درب الحسين ومنهجه قولًا وفعلًا وصدقًا وعدلًا.
الصرخي الحسني