المحقق الأستاذ - لنكن صادقين في نيل رضا الله
-- بقلم أحمد الحياوي --
في ذكرى استشهاد الحسين-عليه السلام- انتصار الدم على السيف والحق على الباطل انتصار الفكر والأخلاق على الرذيلة والكفر والفسوق يستذكر العراقيون تلك الواقعة
والشهداء الذين ساروا على درب الطف وإلى يومنا هذا لمن أراد الحرية والوطن ولم يخضع للذل ولم يتمسكن لأهل النفاق والمصالح والمناصب فمن أراد نصرة الحسين-عليه السلام- بحق فليطعم الفقير وليكسوا العاري ويرحم المساكين وليعلم أولاده معنى التربية الصالحة والدين والحلال والحرام والصلاة وقراءة القرآن ومن أراد نصرة الحسين-عليه السلام- فليحسن إلى جاره فليسير نفسه وأهله وأصحابه نحو الاعتدال والتقوى والصبر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فيقول المفكر الإسلامي المعاصر في بيان رقم 69 وفي (محطات في مسير كربلاء)
إذن لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقًاً وعدلًا الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين- عليه السلام- ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين- عليه وعلى آله الصلاة والسلام- في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونِعَمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار.
ولنسأل أنفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات، هل تعلمناها على نهج الحسين -عليه السلام-؟ وهل عملنا بها وطبقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الأطهار-عليهم السلام- وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل أنواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين والثبات الثبات الثبات….؟ قال العلي القدير جلت قدرته : بسم الله الرحمن الرحيم {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}التوبة/ 16.
فها هو كلام الله المقدّس الأقدس يصرّح بعدم ترك الإنسان دون تمحيص واختبار وغربلة وابتلاء، فَيُعرف الَّزَبد والضارّ ويتميّز ما ينفع الناس والمجاهد للأعداء وإبليس والنفس والدنيا والهوى فلا يتّخذ بِطانة ولا وليًا ولا نصيرًا ولا رفيقًا ولا خليلًا ولا حبيبًا غير الله تعالى ورسوله الكريم والمؤمنين الصالحين الصادقين -عليهم الصلاة والسلام- فيرغب في لقاء الله العزيز العليم فيسعد بالموت الذي يؤدي به إلى لقاء الحبيب-جلّ وعلا- ونيل رضاه وجنته، وفي كربلاء ومن الحسين-عليه السلام- جُسّد هذا القانون والنظام الإلهي، حيث قام-عليه السلام- في أصحابه وقال :((إنَّه قدْ نَزَل من الأمر ما تَرَون، وإنّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت، وأدبَر مَعروفُها………. ألاَ تَرَون أنّ الحقَّ لا يُعمَل به، والباطلَ لا يُتناهى عنه، ليرغَب المؤمنُ في لقاء ربِّه فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَمًا)).إنتهى كلام الأستاذ
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين وفرج كرب المكروبين وأقضِ الدين عن المدينين وأشفِ مرضانا ومرضى المسلمين وارحم الشهداء برحمتك يا أرحم الراحمين.