بين كذب الكاهن ووهن الخرافة
عندما يكون الإسلام يُحكم في ظل خليفة مستبد ظالم متظاهر بتقوى الله ؛ ويبرر له فقهاؤه شرعية حكمه وظلمه للناس فهذا بلا شك إســلام مزعوم " فالاسلام الحقيقي هو الذي تحكم فيه الأغلبية لمصلحة الأغلبية ولامحل فيه لتسلط الفرد ؛ لامجال للفئوية فيه ؛ أسلام قائم ضوابط محددة لامجال لتغييرها وفق أهواء المتسيد اسلام يكون المال فيه للناس، كل الناس .. لان الأديان جاءت لخدمة الانسان وتحريره من التبعية والعبودية وحماية حقوق الناس من الناس " ولطالما أستهدفت الأديان تحريرَ الشعوبِ من سيطرةِ الأقوياءِِ، والقضاءَ على الطبقيةِ، وتحريرَ الناسِ من الحاجةِ، ومناهضةَ القهرِ والظلمِ ..
بينما في الواقع تعرضت العلاقة بين الإرادة الإلهية والإرادة الإنسانية إلى التزييف،
فَزَعَمَ الخليفة أنه لا يجوز لإرادة الإنسان أن تمضي بعيدا عن نطاق الإرادة الإلهية، ثم زعموا أنهم الناطقون باسم الله وإرادته، حتى أسروا الانسان بأسم سجان وهمي خرافي أسمه الكاهن أو الخليفة وأوهم هذا الكاهن الناس ان الصراط المستقيم هو العكوف على العبادات والشعائر حتى تتورم الأقدام !! حتى بات الناس تستشعر ان تلك العبادات كـالــدّيّــن الذي يعجز الانسان عن سداد وان الصراط المستقيم هو ذلك العكوف متناسياً ان الصراط المستقيم هو تلك التعاليم الالهية التي خصها الله في سورة الانعام وخاصة في الايات 151-152-153 وهي امور غير تعبدية وانما معاملاتية قال تعالى {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ مِّنْ إمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَواحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ* وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* وَأَنَّ هَـذَا صِراطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
لهذا دأب المخلصون من الناس والعلماء أخراج الناس من تلك الأوهام المستوحاة من خرافة الأساطير الوضعية التي سطروها عبر أجيال متعاقبة حتى باتت زاداً تتزود به في حياتها !!! ولعل تلك الاشارة التي اشارها رجل الدين العراقي الصرخي الحسني في بحثه الدولة..المارقة...في عصر الظهور... منذ عهد الرسول قائلاً (نحن نحترم إنسانيتنا وعقولنا فلا نلتحق بما يقوله المقابل من إدعاءات وأوهام وأساطير وخزعبلات) ..
للاسف لقد تم ترويض الانسان بوهن من الخرافة في دولة الخلافة والكاهن حتى ملَّ من الوعظ ؛ وقُهر حتى ذل؛ وأحنى رقبته لذابحه ؛فاصبح عاجزاً عن عَنْ مـُجَرَّدِ إِدْرَاكِ أَنَّهُ مَظْلُومٌ، واصبح عديم الوعي بوضعه وواقعه اذ أوهمه فقيه السلطان أن الطبقية هي قدرة الله وان الناس منازل ودرجات والدنيا راعٍ ورعية فالسلطان هو الراعي وسائر الناس هم الرًّعيّة
ـــــ
هيام الكناني