اخر الاخبار

الأربعاء , 3 أكتوبر , 2018


النهضة الحسينية بين الديمومة والتجديد... المحقق الأستاذ مؤكدًا
_____________________

لماذا جرت السيرة الإلهية المقدسة في دعوتها الصادقة الرسـالية الإسلامية على إعطاء صفة الاستمرارية والديمومة والتجديد للثورة الحسينية على طول التاريخ؟!

عادةً ما تُبلى الثورات وتفقد عمقها الأيديولوجي والروحي، وقد تتحوّل إلى إرهاب فتغدو الثورة مجرمة، بينما تستمر طراوة الثورة الحسينية توحي بالكثير من المعنى والقيم والإنسانية والأمل والعدالة والسّلام ومناهضة الظّلم!
إنَّ أقوى وأكمل الأفكار الاجتماعية هي التي تتسع للمعقول واللاّمعقول..
لقد كانت ثورة كربلاء في أصلها التّاريخي تجري على أرض الواقع وتواجه منتهى التّعسف بقدر ما تتمثّل منتهى التّحرر. فهي لوحة رومانسية على أرض الواقع التاريخي، تهاوت فيها هواجس الاستبداد إلى أسفل درك النزول وارتقت فيها مُهج التّحرر إلى منتهى مدارج الكمال.
لأوّل مرّة في تاريخ النوع وليس في تاريخ المسلمين، تقوم ثورة لأجل هدف غير السّلطة، بل لأجل حفظ الكرامة واسترجاع التحرّر وحماية مكتسبات الإنسان.
ثورة الحسين هي نزعة أكثر مما هي ثورة. نزعة دائمة لها صلة بالشعور الإنساني وطبائع النّوع، فهي لن تكون محض ذاكرة بل هي إحساس دائم ووجدان مُعاش.
فالحسين بات عنوانًا لهذا الإحساس عند محبّيه، إحساس لا تقدحه الذّاكرة بل يستدعيه المستقبل، ويمكننا مقاربة الحدث الحسيني في كربلاء في ضوء الحدث الحسني في الصّلح، في محاولة للتفريق بين من جمع بينهما الرسول -صلى الله عليه وآله- مُذ قال: “الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة” وقد كان الحسين في عهد الصّلح وصالح على الشّروط التي تحفظ الكرامة وتحقن الدماء، كما لم يكن أمام الحسن لو عاصر محنة الحسين إلاّ أنْ يكون كربلائيًا حينما تهدر الكرامة وينتهك عقد الصّلح وتستباح الدّماء.
هناك مساحات حقيقية يسمح بها الخطاب الديني العالم للممارسة الاجتماعية للدين، بوصفها مساحات تعزّز من مكانة الدّين وفاعليته، فلا يمكن أنْ يوجد دين من دون تعبير اجتماعي، كما لا يمكن أنْ يكون التعبير الاجتماعي من دون طقوس ثقافية نابعة من خبرات اجتماعية مخصوصة. لكن وظيفة الخطاب الدّيني العالم هو مراقبة حدود هذه التعبيرات ومقاومة الشَّطط، حتى لا يتمّ بذلك تعدّي حدود الله. وحدود الله هو المعقول من الدين والشريعة والعقل.
إنَّ قصّة هابيل وقابيل ومواقف ابراهيم ومشهد أصحاب الأخدود وتضحيات موسى وسائر الأنبياء والصّالحين هي مظهر من مظاهر الحدث العاشورائي حينما ينبري الحقّ كلّه للظّلم كلّه، ولعل أفضل طرح معقول للقضية الحسنية وسر ديمومتها هو ما جاء من قولِ في بحث (الثورة الحسينية والدولة المهدوية) للسيد الأستاذ المحقق الصرخي والذي قال فيه: "جرت السيرة الإلهية المقدسة في دعوتها الصادقة الرسـالية الإسلامية على إعطاء صفة الاستمرارية والديمومة والتجديد على طول التاريخ وهذا الإجراء لا بُدّ منه مـا دام إبلـيس والهوى والنفس وشياطين الجن والإنس كلّهم أعداء الحـقّ ومسيرته، ولهذا تتالى بعث الأنبياء والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام- وتلازم مع ذلك مـساندة ومـؤازرة الأنبيـاء والصالحين -عليهم السلام-، وعلى هذه الـسيرة كانـت الثورة الحسينية حياة وروحًا وصـيانةً للنهـضة وامتدادًا للرسالة المحمدية -صلوات الله على صاحبها الـنبي وعلـى آله-، وعلى هذا الأساس احتاجت النهضة الحسينية الـتي جعلها الشارع المقدس المحـور والقطـب إلى الاسـتمرار والديمومة والتجديد على طول التاريخ حتى تحقق الأهداف الإلهية التي من أجلها اتّقدت وانطلقت الثـورة المقدسـة"...
فالنهضة الحسينية لا تقرأ في سفر ولا تُحفظ في ذاكرة فحسب بل هي وجدان وشعور متدفّق ونزعة تسكن مشاعر الإنسان من حيث هو إنسان. فحتّى إنْ جهل المرء من يكون حُسينًا، فسيقرأ سيرته عند كلّ موقف إنساني وثورة ضدّ الظلم وإحساس عارم للحرّية والكرامة.

بقلم: #hudaah7@gmail.com

القراء 591

التعليقات

بيداء

وفقكم الله تعالى

غريب

وفقكم المولى سبحانه وتعالى لكل خير وصلاح

مريم_علي

المنظومة الفكرية للسيد الصرخي الحسني هي امتداد للفكر الإسلامي المعتدل الرافض لكل الأفكار التكفيرية المعادية للإسلام ولآل بيت النبي الأطهار ( عليهم الصلاة والسلام ).

مهدي_العراقي

وفقكم الله تعالى

جود_حيدر

بارك الله فيكم وعظم الله لكم الاجر

عبد_الله

وفقكم الله تعالى

رياض_الفراتي

وفقكم الله وسدد حطاكم

مناوي

وفقكم الله وجزاكم الله خير الجزاء

سراج_محمد

عظم الله لكم الاجر

مناوي_

مأجورين جزاكم الله خير الجزاء

مناوي

عظم الله لكم الأجر والثواب

حسام_مرتضى

الله يوفقكم

طيبه

بارك الله فيكم وعظم الله لكم الاجر

محمد_الجواد

عظم الله لكم الاجر

احمد_صادق

عظم الله لكم الاجر

مالك_محمد

عظم الله لكم الاجر

ازهر_العراقي_

طفّ كربلاء تمثّل الخير والشرّ والصراع بينهما إن الغاية والهدف لـيس الطـفّ كواقعـة حصلت وليس الإمام الحسين (عليـه الـسلام) كـشخص معصوم مفترض الطاعة، قُتل فعلينا ذرف الدموع على تلك الحادثة المأساوية الحزينة ، بل إن طفّ كربلاء تمثـل الخـير والشرّ والصراع بينهما منذ خلق آدم إلى يوم الـدين ‏، في الأرض والسماء ، عند أهل الأرض وعند ‏سكان ‏‏السماء ، وإن الإمام الحسين (عليه السلام) يمثـل الـصدق والحـق والقسيم والمحكّ بين الخير والشرّ ‏والجنة ‏والنـار وفي جميع تلك العوالم

بدر_الدجى

احسنتم ووفقكم الله لما يحب ويرضى

زهراء_علي_

موفقين بارك الله فيكم

جلنار_

وفقكم الله تعالى

ام_تقي

موفقين بارك الله فيكم

مناوي

جزاكم الله خير الجزاء

فاطمة

عظم الله لكم الاجر

كاظم_حسين

لقد ظهرت انسانية نهضة الامام الحسين (عليه السلام) في موقفه الحازم من تسلط يزيد على رقاب المسلمين ، حيث ان الاسلام الحنيف لا يرضى بان تدنس ارضه الطاهرة بأفعال منكرة كتلك الافعال التي كان يفعلها يزيد بن معاوية من شرب الخمر واللعب واللهو ، وقد اتفق علماء الاسلام جميعاً على فسقه وضلاله وظلمه وجوره ، فكان هذا التحرك من السبط الشهيد (عليه السلام) والاعلان الصارم بحد ذاته موقف نفع الناس جميعاً حيث ايقظهم من نومتهم وغفلتهم ، فكل من يحذر الناس من الظالم ويكشف زيفه فانه لا شك فقد نفع الناس بهذا التحذير

نور_علي_

ان الامام الحسين(عليه السلام) كان يعامل الناس بالحرية والاختيار والحب والسلام ، فكان يهتم بالانسانية بشكل كبير ، وما كان خروجه الا بعد ان طلبوا منه ان يخرج لهم ، حيث توالت عليه رسائل أهل الكوفة يستنجدونه ويطلبون منه المجيء ، فاستجاب لدعوتهم بل عزم وحزم ، فهي الكلمة التي كان ينتظرها منهم ، مع عمله بحالتهم ، لكنه يعلم البشرية جمعاء مبدأ مهم ، هو ان لا تفرض نفسك على أحد ما دام انه لا يرضى بك ، فاذا كانت الارضية مهيأة لاستقباله استجاب لها ، وقد سبق ان الظروف لم تكن جيدة حتى يقوم الامام الحسن (عليه السلام) بمثل ما قام به اخيه الاصغر ، فهذا دليل على ان منهجهم فيه نقطة رائعة وهو عدم اخضاع الناس لهم بالقوة والبطش ، ورسالتهم تسري وكلمتهم تنفذ وتصل الى الاسماع حتى ولو لم تكن ارجلهم تطئ منبر السلطة ، فاذا حضروا حضرت الانسانية معهم بل هم الانسانية والرحمة ، كما ويظهر ذلك جلياً عندما كان في مكة حيث لم يجبر اي شخص على المجيء معه ، كل ما في الامر عرض مشروعه وبين سبب نهضته بصورة واضحة ، بل رغم علمه ومنزلته ، سمح لبعض الاشخاص بمناقشته ، وهذا بحد ذاته اسلوب جميل من القائد الفذ فلقد أثبت قواعد رائعة للقيادة هي باقية الى اليوم تفتقر البشرية اليها ، فقليل ما نجد قائداً يتعامل بهذه الطريقة مع الناس

محمد_العراقي

احسنتم

أمينة_

الشمرية

عراقي

حياالله العراقين أهل المعرفة

المعلمه_نهى

بوركتم موفقين

سيروان_باره_

وفقكم الله تعالى

محمد_الصرخي

وفقكم الله وتقبل الطاعات

نبراس_الخالدي

إنَّ الغاية من الثورة الحسينية ليست ذرف الدموع والحزن فحسب بل هي نهضة فكرية معنوية تتصف بالديمومة والتجديد كما أنَّها الروح لكل مسيرة إصلاح تقدّست في النفوس الطاهرة لتكمل مسيرتها في الرُّقي والتعايش السلمي بين المسلمين فيما توثقت روح الإباء من خلال تضحية الحسين -عليه السلام- وثورته من أجل إصلاح الأمة وتسويتها. دمتم أستاذة هيام ولكم خالص الشكر والتقدير لما طرحتموه ...

اميمة_الدليمي

سلمت اناملك استاذه هيام الكناني نعم لقد تلاشت الكثير من الثورات ولم يبقى منها الا مقدمات بسيطه يذكرها التأريخ الا ثورة الحسين التي دامت وتتجدد كانها وليدة كل عصر لانها ثورة تربويه رساليه ثورة مبدئ وعقيدة ثورة تربي كل الاجيال السابقه واللاحقه تنور الاذهان والعقول تعلم الصبر وتعطي القوه ضد الظلم والتعسف مهما كانت قوة الطاغيه وعنجهيته ثورة الحسين تحرر واستقلال

مقالات ذات صلة

عقبات وأهوال الرحيل الى الآخرة ومُــنجياتها في بحث الطهارة للصرخي الحسني

نزيل السجون والتصدي الى تيار الإلحاد والزندقة

عندما تكونُ المرجعيةُ شمولية يتحققُ الأثر

أطفالُنا إن لَمْ نحتَضِنُهم ســيفسُدون، المحقق الأُستاذ يَُربّي

أمّ البنين مثالٌ للوفاء وتجسيدٌ للأُمّ الصالحة

الـراب المهــدوي بـين الإبـــداع والإنـــكار

 الفكر الحسيني والشباب ورسالة الإصلاح، المحقق الصرخي مُرشداً

على خٌطى الحسين، المُحقق الصرخي والتعامل العَملي مَعَ الهدف

رسالةُ الإمام السجاد للزُهري عامل لإصلاح النفوس... الصرخي إنموذجًا

النهضة الحسينية بين الديمومة والتجديد... المحقق الأستاذ مؤكدًا

براءة الطفولة والوعي العاشورائي جسّدتها حشود المحبين

الحَج رِحلة العُروج والوحدةِ المنشودة... الصرخي مؤكدًا

نَهج الإمام الباقر يتجسد بخُطى المُفكر الصرخي الحسني

الفتن ومُضّلاتها تترتب على كلام الخارجة التيمية!!! الأستاذ المحقق مؤكدًا

مصلحة الأمة ونجاتها بيد الأعلم الجامع للشرائط ..المحقق الصرخي أعلماً

الإمام الصادق "عليه السلام" صرخةٌ جريئةٌ تُعالِج الإنحراف الفكري بالعقل المحقق الصرخي إنموذجاً

التجاسّرُ الوضِيعُ لـِهدمِ قبورِ البقيع

 ِالإخلاص ملاك العبادة وهو سر من أسرار الله

دعوة لإستلهام قيم الإعتدال والوسطية من مجالس الشور والبندرية

شهر رمضان والشور المهــدوي تهذيب وروحانية

الشورالمهدوي بين الثابت والمتغير

الشورُالمهدويّ تطلعات في الرؤية والأنتماء

وصفة علاجية وسرها الشور والبندرية

الشوريصنع أنصار الله ويدك مكر الملحدين

الصلح خير .. دعوة لتنقية القلوب

صراع القــــوى وطُرق الخلاص

لكل مقام مقال

الملحد التـائـــــه !!

فاطمة الزهراء عليها السلام نورٌ يُضيء الأُسر الإسلاميّة

مبادرات شبابية بقصائد الشور والبندرية تشرح مفاهيم الإسلام

بين الشور والبندرية قصة ألــم وعقيدة أمم

تراجيديا المصائب والألم بقصائد الشور والبندرية !!

الشيطان عدو أزلــي لــِبني الإنسان

بطون تُتخــم وجيوب تُحرم

الأعتدال والوسطية سلوك مفقود في حياتنا

نور الإيمان يُحيي القلوب

الأنسان والترقي في درجــات الكمال

نهج الصحابة وأهل البيت نهج قرآني يا مارقة الفكر

زينب .. قمعت بموروثها الحسيني خداع الخوارج المارقة

معاجز زينب .. صبرها على نوائب الدنيا وفجائع الأيام !!



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net