ِالإخلاص ملاك العبادة وهو سر من أسرار الله
فلسفة الخلق والتكاليف الإلهية وما يترتب عليها من أمور في الدنيا والاخرة، والتي أوضحها الله في كتابه وتحدثت بها رسله وأنبيائه هي العبادة كما هو معلوم فهي غاية الوجود على وجه الأرض كما قال الله تعالى:(ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)
فالعبادة غاية الطاعة ومن نتائجها سعادة يتميز بها الإنسان المؤمن الحق ؛ ولكن هذه العبادة لها لوازمها ؛ ولوازم العبادة هو الإخلاص وهو جوهر هذه العبادة، وعليها يترتب كفاية الله لعبده المخلص له وضمان الحياة الطيبة له في الدنيا والاخرة ؛ فالجوارح محل العبادة الظاهرة وهو الشيء الخارجي الذي يمكن أن يراه الغير كالصلاة والزكاة والطاعات الأخرى ؛ أما القلب محل العبادة الباطنة الشي الداخلي ؛ فإذا لم تصح العبادة الباطنة حبطت العبادة الظاهرة قال تعالى (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلص له الدين) إذن الإخلاص ملاك العبادة ما يعني أن المؤمن المخلص قد أخرج من قلبه نظر الآخرين إلى تقييم عمله فلم يعد يبالي بردود أفعالهم السلبية أو الإيجابية وإنما جعل الله هو المحور والمرجع الذي يرجع اليه في تقييم أعماله، فهو يفرح بطاعته له، ويتألم عند تزيين الشيطان له بمعصيته أو التهاون في طاعته ، ولمثل هذا الأمر حث الشارع المقدس على عقد النية والإخلاص في كل الأعمال لتكون القربة لقبول الأعمال ؛ وإنما هي تربية روحية أخلاقية ليسمو الإنسان ليصل مدارج الرقي والكمال الروحي للقرب والتقرب منه سبحانه لهذا أشار الأُستاذ المحقق المعاصر الصرخي الحسني في مقتبس من بحثه الأخلاقي (روح الصلاة)مبيناً حقيقة الإخلاص ذاكرا ذلك بان (((حقيقة الإخلاص سر من أسرار الله (سبحانه وتعالى) لايعرفه إلامن أحب الله فأنعم عليه وقذف النور في قلبه واستودعه الإخلاص، كما ورد في الحديث القدسي :((الإخلاص سر من أسرار أسراري أستودعه قلب من أحببت من عبادي)).
goo.gl/EKBcri
إن أعلى درجات الإيمان أن يصل الإنسان الى الإخلاص لله في أعماله وأقواله فلا يلاحظ غير الله تعالى فيها ؛ وهو ما يحتاج الى تربية نفسية وعملية عالية تستشعر وجود الله في كل حين .