الشوريصنع أنصار الله ويدك مكر الملحدين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاريب أنّ الفرد المسلم بحاجة إلى المنهل الرائق والنبع الاَصيل الذي يضمن له معرفة الحق من الباطل ويحقق له أقرب الطرق التي تؤمّن الوصول إلى خير الدنيا والآخرة ، وبما أن الاِنسان يميل إلى الاَخذ ممن أحب وممّن تعلق قلبه به ، فان من يهوى أهل البيت عليهم السلام سوف يأخذ العلم من أهله ، والدين من محله ؛والتنزيل من مَنزِله ، والاعتقاد من أصله، وبذلك تكون محبتهم عليهم السلام وقاءً وعاصماً من الانحراف في تيارات الباطل والفرق الضالة ، وتكون فيصلاً للدين الحق عن تمويهات المبطلين وتشبيهات المغرضين ؛ ولهذا بادر الجمع المؤمن لتحصين الانفس من الوقوع في الشبهات في زمن غلبت عليه صبغة الإلـحاد والتكفير والفجور والفسق بطرق مُحَفزة تواكب المرحلة التي تمر بها البشرية فانبرى الشباب المسلم يتلو القصائد بطوري الشور والبندرية لتوطيد الانفس بالشعائر الألهية و لتوثيق عرى الاسلام بمحبة اهل البيت والتمسك باخلاق الاسلام الاصيلة وكشف الاثار المترتبة على حبّ أهل البيت عليهم السلام والمعطيات الدنيوية والاَخروية لمودتهم ابتداءاً من وصاياهم سلام الله عليهم أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا امرنا ..
ومن الجدير بالذكر ان الكلمات التي تنثر في القصائد تزيد من حماسة الحاضرين وخاصة جيل الناشئة اضافة لما تترتب عليه تلك الحركات من القوة وتحفيز الجسم الحيوية والنشاط كما تنظم حركة تدفق الدم وتزيد من نشاطه ؛ ناهيك ايها القارىء النبيه أن للغة الجسد التواصل الكبير يفوق الكلمات والتعابير التي يطلقها الجسد تُعين الفرد على التواصل مع الأخرين وتحفز الكثير بألم وعمق المصاب والمظلومية لما تحمله تلك الحركات والتعابير من علامات مرئية لما يخفيه النسان من مشاعر وأحاسيس دفينة , لذا على كل من يشكل على تلك الحركات والافعال عليه ان ينظر بواقعية للغة الجسد ويربطها مع الم الوقائع والمصائب وكيف انها تؤثر كثيراً على المستمعين والحاضرين وعليه نقول بما قاله وبينه الاستاذ الصرخي حول الشور ومشروعيته (لا يخفى على أجهل الجهّال، أنّه قد تنوّعت الاستعمالات القرآنية لظاهرة الحذف في اللغة بحيث صارت الأحرف المقطّعة أحد العناصر الرئيسة في القرآن الكريم، كما في الآيات المباركة: {ن}، {ق}، {ص}، {حم}، {طه}، {طس}، {يس}، {الم}، {الر}، {طسم}، {المر}، {المص}، {كهيعص} وورد في الروايات والتفاسير أن كلّ حرف منها يدل على لفظ أو أكثر وأن كلا منها يدل على معنى أو أكثر.
2ـ الحذف ظاهرة موجودة في اللغة العربية وتعدّ أيضًا من أساليب القرآن الكريم ويراد بها في اللغة: “قَطْفُ الشَّيْء من الطَّرَف كما يُحْذَف طَرَفُ ذَنَب الشّاة”، وفي الاصطلاح، أن يَحذِف المتكلم من كلامه حرفًا أو كلمة أو جملة أو أكثر ليفيد مع الحذف معاني بلاغية، بشرط وجود قرينة ولو حالية تعين على إدراك العنصر أو العناصر المحذوفة.
3ـ وللحذف أغراض عقلائية من قبيل الحذف للترخيم كقولنا: (يا سُعَا) في ترخيم (سُعَاد،) أو الحذف للتفخيم والتعظيم كما في قوله تعالى: { وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } والتقدير: يعلم السرّ وأخفى علمه، أو الحذف بقصد زيادة اللذَّة بسبب استنباط المعنى المحذوف كما في قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} أي وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرّ والبرد، وغير ذلك من أغراض وفوائد لغوية وبلاغية))
وهكذا هي معطيات الشور وحركاته وانفعالاته مبدأ رسالي يتظمن ابعاداً مهمة له آثاره في حياة الفرد المسلم والمجتمع الاسلامي ؛فهو الطريق المؤدي الى النبع الصافي والمصدر الاَمين لاَحكام الرسالة ومفاهيمها والانفتاح على قيمها الاخلاقية وعطاءاتها التربوية .
هيام الكناني