لكل مقام مقال
هناك حقيقة ثابتة ومعروفة تقول ان الشريعة جاءت لتحقيق المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها ، وأنها مبنية على تحصيل أعلى المصلحتين ،ودفع أكبر المفاسد والفاسدين ، وأن المتقرر أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح؛ بل ان الدعوة مربوطة بالنظر في المصالح والمفاسد واذا ما كان الداعية وولي أمر المسلمين يراقب عن كثب هذه القواعد ؛ وينظر في المصالح والمفاسد فإن الدعوة سليمة .إذا مانظرنا الى مآلها بالنسبة الى حال الزمان وأهله ؛ الأمر الذي يتطلب إحداث قضايا وأمور خارجة على المتعارف عليها ؛ أو امور أُريد لها أن تكون مطمورة ومخفية لما فيها من الشيء المفيد من تحويل بعض المفاسد الى مصالح وان كان النظر اليها يؤول اليه بالخروج والمروق عن المألوف .كما يحدث الان في مجالس الشور والبندرية الذي يقيمه المركز الاعلامي لمرجعية الصرخي الحسني والتي نالت استقطاب الكثير من الشباب واثارت ضجة معاكسة كما أشيع لها انها مجالس غير مقبولة او انها رقص وماشاكل ؛ والمشكلة ان المعترض يتناسى مايمر به جيلنا اليوم من أنحطاط واستهتار بكل معتقد وقيم واباحية ويتباهى بمجالس الذكر الحسينية وهو يعيش المفاسد في كل مكان ! وهذا الأمر يتعلق بالقالب الذي تقدم من خلاله المجالس واللغة المستخدمة في التبليغ، ومدى ملاءمة المقام للتحديث بهذه المجالس ، كما يتعلق بمضمون الخطاب ولا شك أن إشغال الشباب بهذه المجالس أولى وأنفع من مجالس اللهو والمجون والحفلات مع وسائل التطور الحديثة والانفتاح الماجن ومع ما يحمله البعض على ترك العمل والقعود انتظارا لخروج مهدي من هنا أو هناك، فكيف إذا كان فيها ما يهيئ الجو لكل مدع للمهدوية فيجد له أتباعا ممن تقاصرت عقولهم وفهومهم عن ملكة التمحيص والنقد، لا شك أن الأمر حينئذ يكون أخطر وأخطر، وكيف إذا ما وجد الكثير ما يمهد الجو للطاعنين في الدين بدعوى معارضة الواقع لواقع النصوص الشرعية ؟ وكيف يكون الامر وقد كثر الالحاد وخرج العديد عن جادة الشريعة اليس من المفرض ان نسير وفق القاعدة المشهورة (لكل مقام مقال) أليس تغيير الاسلوب تبعاً للمتغيرات دليل إرتقاء الفكر والتجدد ؛ أوليس ان مايصدر من أفواههم يدل على حكمة عقولهم ؛وتقديرهم لمقاماتهم انفسهم بعد تقديرهم للمقام الذي يذكرونه خصوصاً اذا كان في محبة الرسول وأهل بيته فهم عشقاً يعيشون ؛ وهذا فناً يفوق فن التفاوض والحوار ؛ فهو ينزل الاشياء منازلها ولايخلط بين ماتشابه أو أختلف فيامن تثرثرون هنا وهناك أعلموا أن لكل مقام مقاله.
#عزاؤنا_بالشور_للمهدي_بالكاظم يا راهبَ الآل قد طابَ البكاءُ لكم *** عزاؤنا نظمه شورٌ وتسبيحُ
https://d.top4top.net/p_8270v2br1.png .
هيام الكناني