عقبات وأهوال الرحيل الى الآخرة ومُــنجياتها في بحث الطهارة للصرخي الحسني
=========================================
هناك حقيقة لــطالما حيّرت العقول، وحطّمت أماني الخلود، وأجبرت الناس على اختلاف منازلهم أن يروا الحياة محطة عابرة، لا خلود فيها ولا قرار.
ما أحوجنا الى وقفة متأملة مع حقيقة الموت،تلك الحقيقة المرّة التي يرحل بها الإنسان من حياة إلى أخرى، ومن دار إلى دار..
ففريق منهم قد أدرك سرّ الحياة، فآمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ نبياً ورسولاً، وعلم من دينه أن الحياة رحلة إبتلاء، يعبرها المؤمن مسافراً إلى ربه، يرجو زاداً يبلغه إليه سالماً غانماً، وفريق منهم أدرك تفاهة الحياة وقصرها واندثارها، بَيْدَ أنه ضلّ الطريق، فاتخذها قراراً، ورضي بها منزلاً، ولم يعمل لزاد رحلته حسابًا! فهو في تناقض واضطراب، وتضادٍّ وعذاب.
فيا أيها الانسان من أي الفريقين أنت ؟ وهل أعددت زاداً للرحيل؟فأنت لامحالة عابر سبيل ، وأنت في النهاية سترحل! وفي سائر الحالات أنت عابرها! فمُنى الخلود كالظل الزائل، {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مّن قَبلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} [الأنبياء:34]، هكذا خلق الله الحياة، وهكذا أرادها، {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ . وَيَبَقَى وَجْهُ رَبِكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ} [الرحمن:27،26]، الكل وإن طالت الأعمار راحل، وبريق الدنيا مهما لمع زائل، وعمودها مهما استقام مائل،فالطريق طويلة والمآسي على الطريق كثيرة.
وهنا أيها القارىء النبيه لابد من ذكر العقبات والأهوال التي يمر بها الانسان من خلال ماقرأنا وتفحصنا في بحث الطهارة للسيد الحسني الصرخي دون ذكر مقدمتها وتفاصيلها التي ذكرها سماحته مراعاةً للاختصار والتي ترافق الانسان من حين الاحتضار الى قيامه بين يدي الله سبحانه:
قال سماحته: والكلام في عدة محطات:
المحطة الاولى: الحسرة.
المحطة الثانية: العديلة وسوء العاقبة.
المحطة الثالثة: ابليس واتباعه.
المحطة الرابعة: الملائكة.
المحطة الخامسة: ملك الموت.
المحطة السادسة: الموت.
المحطة السابعة: القبر.
المحطة الثامنة: منكر ونكير.
ويقول سماحته : هذه محطة بحثنا الاخيرة في هذا المقام، وذكرنا سابقاً تليها كثيرة وكثيرة اشد عذاباً واعظم اهوالاً، وهذه المحطة تمثل الامتحان والاختبار الذي بانتهائه واجتيازه سننتقل الى حياة اخرى وهي البرزخ، فـ أما الفوز والنجاح فتكون معنا الملائكة تؤنسنا في القبر الذي يصير روضة من رياض الجنة، فنكون منعمين ومكرمين الى يوم القيامة والنشر والحشر، واما الفشل والسقوط والانحطاط فيخلى بيننا وبين ابليس وشياطينه، وسيوكل بنا زبانية العذاب فنكون من المحرومين المعذبين الى يوم القيامة والحشر والنشر..
فمن أراد النجاة فليتزود للرحيل فأن خير زادك هو زاد التقوى {...وَتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى..} [البقرة:197]، وهي: اسم جامع لكل ما يحبه ويرضاه من القيام بفرائضه، والتزام أوامره، وإجتناب نواهيه، والمسارعة إلى محابه، فلنصحح مسارنا ، ونبذل جهدنا لمعرفة حقيقة الأعمال، لهذا فقد وضّح وبين لنا سماحة السيد الحسني الصرخي(دام ظله) أموراً وارشادات وعلمنا أحكاماً ومنجيات تقينا شرور هذه الحياة وتزودنا بخير زاد الاخرة ، وسنذكر لكم ماخطه قلمه الشريف عن المنجيات من الأهوال والمحطات التي ذكرها سماحته، والتي تبدأ بمواجهة الانسان للاحتضار، وسنذكرها كذلك دون ذكر مقدمتها وتفاصيلها اللتان ذكرها سماحته مراعاةً للاختصارِ ايضاً حتى ننتفع بما خطه لنا قلمه الشريف:
المنجيات
المنجي الاول: قراءة القرآن.
المنجي الثاني: الصلاة.
المنجي الثالث: الصيام.
المنجي الرابع: الحج.
المنجي الخامس: الدعاء.
المنجي السادس: الطهارة من الذنوب والاحداث والاخباث.
المنجي السابع: التخلي عن رذائل الاخلاق ومساوئ الاعمال والتحلي بفضائل الاخلاق ومحاسن الاعمال.
المنجي الثامن: زيارة الحسين.
المنجي التاسع: الدفن في النجف الاشرف.
المنجي العاشر: الولاية (لمحمد وآل محمد).
فمن اراد معرفة التفاصيل اكثر فعليه زيارة
الموقع الرسمي للسيد الحسني الصرخي
الرسالة العملية / المنهاج الواضح
كتاب الطهارة ج2
بحث الرحيل الى الآخرة
وهنيئا لمن تزود من الدنيا إلى الآخرة، ومن المحطة العاجلة إلى المحطة الآجلة، ومن ضيق المعاش إلى سعة المعاد، ومن دار الرحيل إلى دار البقاء.
ــــــ
هيام الكناني