اخر الاخبار

الأحد , 15 أبريل , 2018



صراع القــــوى وطُرق الخلاص

صراحةً مَن ينظر للعنوان بلا شك يأخذه فكره نحو الصراع السياسي ولكن الامر ليس كذلك فهنا الصراع مختلف نوعا ما وان كان الأمر يتلاقى بشيء وهو انانية الانسان في القيادة والتحكم ومسك زمام الامور بكلا الشكلين !!
وعليه يمكننا القو ان الأنسان يعيش حالة الشد والجذب بين الروح والجسد ؛ فطالما يفضل الجسد النزول الى الأرض والاستمتاع بكل لذاتها فمصدره منها واليها بينما تحاول الروح أن تسمو وتعلو وترتفع الى مرتكزها ؛ وحتماً بعد هذا سيحدث الصراع بينهما فكلٌُ يريد موقعه ومركزه ؛ ولا شك أن هذا الصراع يحمل فى طياته كل تعب للإنسان ، وطاعة أهواء الجسد كفيلة بجعل الإنسان بعيداً عن النعمة ونيل رضا الله ، بل و منبوذاً من الاخرين و من نفسه أيضاً ، وسوف يجاهد مراراً لاقتناء رضا الاخرين و لا ينجح فى ذلك ، لأن إهمال الإنسان لاحتياجات الروح يفقده كرامته وهيبته وقناعته ؛ فغالباً ما تكون مسرة الجسد السلوك فى الفساد والإفساد ومخالفة نعم الله ، بل والتغلب على حركات الروح وأعماله التى تبغي إصلاح الإنسان وارتقائه فى الكمال و معرفة الله ، وتزداد أعمال الجسد العدوانية تجاه الروح كلما أزداد الإنسان فى طاعة الروح وإرضاء الله ..
ولعل الصراع بين رغبة الجسد فى السيطرة والقيادة وبين الروح فى الانتقال بالإنسان إلى أسمى درجات التقوى والكمال والفضيلة ،كما هو الصراع بين الحق والباطل ؛ هذا الصراع وإن كان يكلف الإنسان المزيد من الآلام المشقة والتعب ، إلا أن كل هذا لا يبقى طويلا ، حيث أن كل ما يواجهه الإنسان من أتعاب فترة هذا الصراع يتلاشى تدريجياً بقدر ما يجد الروح فى الإنسان الاستجابة لتدبيره والإذعان لخطته المملوءة حباً وإخلاصاً .ولعل من جميل ماقرته في مبحث الصلاة للاستاذ الصرخي الحسني وهو يتحدث عن صراع القوى في الانسان وكيف تتأثر الروح بافعال الجسد وتنعكس عليها واليكم ما قاله ( إن الصراع القائم في الروح، والنفس بين قوى الخير، وقوى الشر أي بين الفجور، والتقوى، صراع يخضع له الجسد أيضًا، ويتأثر بنتائجه للارتباط الوثيق بين الروح، والجسد، وكذا الكلام فيما إذا كان الجسد يعيش صراعًا من مرض معين، فإن هذا الصراع ينعكس على الروح )) .
عندما تكون القيادة فى الحياة للروح تكون نجاة الإنسان أكيدة بقدر إصراره على إبقاء هذه القيادة للروح أيضاً ، والسعادة الابدية أن يعيش الإنسان فى حرية صحيحة وكفيلة بأن تجعله مقدس فى الحق وسعيداً ، وهذا لا يتآتى للإنسان إلا بمحاربة ميول الفساد التى بداخله .

هيام الكناني

بقلم: #hudaah7@gmail.com

القراء 514

التعليقات

مريم_محمد

موفقه استاذة

رانية_سلام

عاشت الانامل

عطاء_

أحسنتي

نور

جزيتم خير

محمد

موفقين لكل خير

همام

بارك الله فيكم

رياض_الفراتي

وفقكم الله

أ.سجال

موفقه استاذة

مقالات ذات صلة

عقبات وأهوال الرحيل الى الآخرة ومُــنجياتها في بحث الطهارة للصرخي الحسني

نزيل السجون والتصدي الى تيار الإلحاد والزندقة

عندما تكونُ المرجعيةُ شمولية يتحققُ الأثر

أطفالُنا إن لَمْ نحتَضِنُهم ســيفسُدون، المحقق الأُستاذ يَُربّي

أمّ البنين مثالٌ للوفاء وتجسيدٌ للأُمّ الصالحة

الـراب المهــدوي بـين الإبـــداع والإنـــكار

 الفكر الحسيني والشباب ورسالة الإصلاح، المحقق الصرخي مُرشداً

على خٌطى الحسين، المُحقق الصرخي والتعامل العَملي مَعَ الهدف

رسالةُ الإمام السجاد للزُهري عامل لإصلاح النفوس... الصرخي إنموذجًا

النهضة الحسينية بين الديمومة والتجديد... المحقق الأستاذ مؤكدًا

براءة الطفولة والوعي العاشورائي جسّدتها حشود المحبين

الحَج رِحلة العُروج والوحدةِ المنشودة... الصرخي مؤكدًا

نَهج الإمام الباقر يتجسد بخُطى المُفكر الصرخي الحسني

الفتن ومُضّلاتها تترتب على كلام الخارجة التيمية!!! الأستاذ المحقق مؤكدًا

مصلحة الأمة ونجاتها بيد الأعلم الجامع للشرائط ..المحقق الصرخي أعلماً

الإمام الصادق "عليه السلام" صرخةٌ جريئةٌ تُعالِج الإنحراف الفكري بالعقل المحقق الصرخي إنموذجاً

التجاسّرُ الوضِيعُ لـِهدمِ قبورِ البقيع

 ِالإخلاص ملاك العبادة وهو سر من أسرار الله

دعوة لإستلهام قيم الإعتدال والوسطية من مجالس الشور والبندرية

شهر رمضان والشور المهــدوي تهذيب وروحانية

الشورالمهدوي بين الثابت والمتغير

الشورُالمهدويّ تطلعات في الرؤية والأنتماء

وصفة علاجية وسرها الشور والبندرية

الشوريصنع أنصار الله ويدك مكر الملحدين

الصلح خير .. دعوة لتنقية القلوب

صراع القــــوى وطُرق الخلاص

لكل مقام مقال

الملحد التـائـــــه !!

فاطمة الزهراء عليها السلام نورٌ يُضيء الأُسر الإسلاميّة

مبادرات شبابية بقصائد الشور والبندرية تشرح مفاهيم الإسلام

بين الشور والبندرية قصة ألــم وعقيدة أمم

تراجيديا المصائب والألم بقصائد الشور والبندرية !!

الشيطان عدو أزلــي لــِبني الإنسان

بطون تُتخــم وجيوب تُحرم

الأعتدال والوسطية سلوك مفقود في حياتنا

نور الإيمان يُحيي القلوب

الأنسان والترقي في درجــات الكمال

نهج الصحابة وأهل البيت نهج قرآني يا مارقة الفكر

زينب .. قمعت بموروثها الحسيني خداع الخوارج المارقة

معاجز زينب .. صبرها على نوائب الدنيا وفجائع الأيام !!



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net