بين الشور والبندرية قصة ألــم وعقيدة أمم
هيام الكناني
قليلةٌ تلك الحوادث التي كُتب لها أن تبقى حية وتُدَون على صفحات التأريخ، لتأخذ هذا الحيز الواسع على مدى الدهور وبالشكل الدقيق والتفصيلي، كحادثةِ الطفِ التي استطاعت أن تترك آثارًا راسخةً في عمليّة السير التكامليّ لدى الكثير من الشعوب والأمم، وكانت ولا تزال وستبقى من أهمّ العوامل القادرة على التحريك والتغيير، بل هي بمرور الزمان تزدادُ عمقًا وتكاملًا واتّساعًا، تلك العَظَمَةُ التي بَلَغتْها الواقعة من الخلود والعمق، جعلت منها تأريخًا تحظى بها المؤلفات شعرًا ونثرًا وبكل اللغات!! وكل تلك التصنيفات أسهمت في تخليدها ونشرها وإبقائها حيةٌ وجذوةٌ لا تنطفئ، وحتى تبقى جذوة الإحياء مستمرة فقد حثَّ أهل بيت العصمة الشعراء وشجعوهِم على إنشاد الشعر والمراثي، وحَرَصَ أئمّتنا عليهم السلام على إحياء الشعائر الحسينية، وحثّوا أصحابهم على إقامة مجالس الحزن والبكاء في كلّ عام مع اختلاف وسائل الإيصال الى المتلقين بأطوار مختلفة وخاصة (الشور والبندرية ) والتي تنسجم وتطور المجتمع ومحاكاة الواقعة بأسس وفنون مختلفة متسمة بالاعتدال والوسطية، وبأسهل الألفاظ، حيث تتجلى الشعائر الحسينية، وتخضع في شكلها الاجتماعي وتعابيرها الأدائية الفنية الى إطار تشريعي يؤسس لمشروعيتها ، ويحث على ممارستها في أوساط المسلمين، لهذا سعى ويسعى دعاة الله الى احتضانِ أبناء الأمة من الوقوع في زلل الشبهات والانحرافات الفكرية والعقائدية، والتي عزلت الشباب عن إسلامهم الحق وابعادهم عن جادة الصواب، لتصبح مجالس العزاء والذكر كالغيثِ الذي ينزل من السماء على الأرض فيطهّرها كماءٍ مباركٍ يزيل عنها الأدران ، وهكذا تلك الشعائر، فهي تطهّر بيئتنا الاجتماعيّة من كلّ الوساوس والشبهات والأفكار الفاسدة التي يبثّها الأعداء، وتضفي عليها روحًا جديدة عبقةً بالعشق والإيمان الإلهيّ؛ وكل دمعة تُذرف في مجالسِ العزاء لها دور كبير في هداية الكثير وإرشادهم خلال هذه القرون الأخيرة نحو أحضان الإسلام المحمّديّ الأصيل.
لهذا فقد أسهمت مرجعية الأستاذ السيد الصرخي الحسني في إحياء مجالس العزاء للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء، فكان الحضور شبابيًا يوحي بالأمل لجيل الأمة الواعد في التمسك بالثوابت الأصيلة والوعي الشبابي والعمق الشعوري لقضية أهل البيت وأحقية قضيتهم الخالدة، مع عِظَمِ المأساةِ في إقامة هذه الشعائر الإلهية المباركة من قصائد لطوري الشور والبندرية في المجالس التي أقامها أبناء مرجعية الأستاذ المعلم السيد الصرخي في المساجد والحسينيات في بعض المحافظات العراقية .
ولمشاهدتها على الروابط التالية:
|| قصائد الشور
http://cutt.us/eJri0 || قصائد البندرية
http://cutt.us/Opzn +++