أمّ البنين مثالٌ للوفاء وتجسيدٌ للأُمّ الصالحة
تتميز الدين الإسلامي وخلال تأريخه المشرّف بشخصيات نسوية عظيمة،خُلِّدن على صفحات الشرف والتضحية والوفاء والثبات على الفضيلة؛ إذ وقفنَ مواقف مشهودة جسّدت وجه الإسلام المشرق الناصع. فكان لمفهوم الوفاء عنوانٌ بارز وخصلة أخلاقية سامية لا يمكن ذكره إلّا وأخذتنا الذاكرة إلى تلك المرأة المربّية والزوجة المطيعة، إنها فاطمة بنت حزام الكلابية -عليها السلام- الملقّبة بـأمّ البنين، التي كانت لها مواقف مشرّفة مع حجج الله، بعد أن نهلت معاني الحياة الحقيقية وصيّرتها بالعمل، فكانت بنفسها مصداقًا للتضحية والفداء في سبيل المبدأ، والتي ما إن وضعت قدميها في بيت الإمام علي -عليه السلام- إلا ونكرت ذاتها وحدّدت معالم رسالتها التي شاء الله أن تحملها في هذه اللحظات.. فيا تُرى هل كل تطلّعاتها قد تحققت ؟ وكيف لا؟! وهي بالقرب من وصيّ الرسول وخدمة أبناء الرسول، وهي التي تُربّي أبطــالًا كي يكونوا شهداء الحقّ في طريق الإسلام تحت لواء سيد الشهداء، وهل هناك هدفٌ أعظم من ذلك ورسالة أثقل منها ؟! بالتأكيد لم تكن تصل إلى هذا المستوى من الوفاء والطاعة ما لم تكن ممن كمُلت محاسِنها وترقّت فضائلُها لتصبح أهلًا لأن تكون بابًا للحوائج يتوجه إليها كل محتاج ومكروب، ولم تكن هذه المنزلة لتتسنى لها من دون سعي شخصي وكدح نحو الكمال والترقّي في سُلّم ودرجات الإيـمان .
أيـــا أُمّ البنين، حُييتِ يا قدوة المؤمنات وأمّ الأتقياء، موقف وأصالة ووفاء، وإيمان وتضحية وفداء، ومنزلة وعزّة وإباء، إنها أمّ البنين التي ضحّت بكل الأبناء، لأجل دين الله الحقّ ولأجل نصرة سيد الشهداء، حُييتِ يا قدوة المؤمنات وأم الأتقياء، فموقفكِ في الحقّ عطاء، ولذكراكِ اليوم حين فقدتكِ البرية نقيمُ أعظم العزاء، ونتبع خُطاك باقتداء، بوفاتكِ نعزّي الرسول وآله العظماء لا سيّما خاتمهم المهدي معزّ الأولياء، والأمة الإسلامية جمعاء، وعلماءها العاملين الشرفاء يتقدّمهم المرجع المربّي السيد الأستاذ الصرخي المحافظ على الشباب من الضياع والإلحاد والانحراف.
فسلامٌ على المرأة الرسالية الصابرة المحتسبة التي بذلت نفسها وأولادها لأجل المبدأ والعقيدة.
هيام الكناني