أطفالُنا إن لَمْ نحتَضِنُهم ســيفسُدون، المحقق الأُستاذ يَُربّي
==============================
بما إننا مسلمون ، فبالتأكيــد كعقيدة وشريعة إسلامية تتجه الأنظار إلى إعداد النشئ والعناية به منذ النشأة الأولى، وبالتأكيد يُرشَد الإنسان المؤمن إلى اختيار الزوجة الصالحة حتى يكون النشئ الذي يولد له طيبًا؛ لأنّ الزوجة هي التربة الصالحة التي تُنبت نباتًا حسنًا، ولهذا حَرص الإسلام على تنشئةِ الأبناءِ على أساسٍ من العقيدةِ الصحيحةِ، والعبادةِ السليمةِ، وتقوى الله تعالى منذ نعومةِ أظفارِهِم، حتى إذا شَبّوا وكبروا كانوا معتادين على العباداتِ، وعلى طاعةِ الله تعالى، وكانت سائر أعمالهم وعلاقاتِهم بغيرهم نابعةً من محيط ٍإسلاميٍّ نقيٍّ.
كُلّنا يعلم ويُؤمن أنّ هناك أمورًا تحتمل التناقض وأمورًا تحتمل النقاش، ويمكن أن يُحبّها الشخص أو يكرَهَها، وهناك مُسَلّمات لا تحتمِل سوى أن تُوافق عليها بشدّة أو تعترض عليها وبشدّة؛ لأنّ النفس البشرية جُبلت على نَجْدين: هما الخير والشرّ، فينشأ الطفل حاملًا بقلبه بذور الخير، وطبيعة الحياة المحيطة هي من تنبت هذه البذرة؛ فإن اعتنيت بالطفل نبتت بذرة الخير وأثمرت خيرًا كثيرًا لتنشر ذلك الخير بين الآخرين، ولكن إن أهملت الطفل وحياته المحيطة به فسَدت تلك البذرة، وفسادها يعني نشر العدوى على مَن حولها، وهكذا ..فـــ إذًا ما هو الحلّ في مَن ســيفسدون؟ ذكرت السين لأنها تحكي وتُحاكي المستقبل (مُستقبلية) أي: إن لم نتبع الخطوات السليمة والإجراءات الحقيقية الواقعية لحماية أطفالنا فإنهم سيفسدون، والعمل هو أهمّ شيء، ألا وهو أن نعتني بهم ونفهمهم كي نعلم كيفية التواصل مع عقولهم، ولا نقيس تصرفاتهم بتصرفات الكبار، علينا أن نُحبِّبَ لهم دينهم ونستدرجَهُم رويدًا رويدًا وحسب نظرتهم، مع توجيهها التوجيه الصحيح؛ لأنّ لكل عقل بصمة في التفكير والابتكار؛ فإن حصرنا عقل الطفل ضمن محدودية تفكير عقولنا أطفأنا بذلك الأنوار الموجودة داخل عقله، لهذا دأبتْ مرجعيةُ الصرخيِّ الحسني على احتضان الناشئةِ والأطفالِ، ومنح الطفل الدور البارز في المجال العلمي والثقافي التوعوي، فما كان إلا أن بادر الأطفال يحثّهم الإصرار والعزم على إلقاءِ البحوث والمحاضراتِ وكتابَتها حتى أبدعوا في ذلك عقائديًا وعلميًا وأخلاقيًا وفلسفيًا، فأصبح الطفل قدوة لغيره، صغيرًا في عمره كبيرًا بعلمهِ وبصيرتهِ، يرتقي المنابر ويخطب بالناس ويوجّه في زمن ابتعد الكثير عن الأخلاق الإسلامية وأصبح في مواطن الشبهةِ والرذيلة، فكان الطفل الرسالي مِنهالًا للقيمِ والأخلاقِ الأصيلة، وأصبح يرتاد المساجد ويُجالس أهل العلم والبصيرة بدلًا من مجالس اللهو والرذيلة، فما أجمله من منظر يسُرّ الأنظار ويبعث في النفوس الطمأنينة لجيلٍ واعدٍ مُشرق! .
ولتسليط الضوء أكثر لتبصر أعيننا هذه الفئة الصغيرة المثقفةِ الواعية، إليكم هذا الرابط:
goo.gl/49it9h