لا يخفى على الجميع أن الشعائر الدينية تحاكي العقول النيرة، لتسلط الضوء بواقعيتها الرسالية على حقيقة الصراع الأبدي بين الحق والباطل، لتظهر بشكل واضح الزيف الذي عاشه الطغاة ، لذلك نرى مواطن الخوف تتجدد في نفوس الظالمين في كل حين، من موضوعة الشعائر الحسينية ، وكيفية محاربتها بكل ما أوتوا من قوة ؛ وعليه يمكننا القول أن الشعائر هي رمز من رموز الاحتجاج الواضحة في وجه الظلم، الذي وقع على أهل بيت النبي الأكرم (عليهم السّلام)، على مر السنين، ولعل من اهم العوامل المستلة من احاديث أهل البيت (عليهم السلام) لهذه الشعائر هو الترابط العاطفي مع أهل بيت العصمة (عليهم السّلام) باعتباره نص صريح في القرآن الحكيم : (قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) مع الراي الصريح في التربية والتوعية للجيل الجديد وبناء أساس فطري عقائدي متين يستند إليه ؛ وخاصة في زمن كثرت فيه الشبهات الضالة ومنها الإلحادية ؛ لهذا فان الشعائر أشبه ما تكون في خطابها إلى اللوحة الفنية، التي يستطيع الجميع أن يدرك مدى روعتها وجمال تعبيراتها، وإن كان هذا الإدراك يختلف بالدرجة وفقاً للوعي الثقافي .ولهذا سعى ويسعى جاهداً المركز الاعلامي لمكتب المحقق الصرخي الحسني الى تعميق جانب الشعائر الحسنية في مجالس اللطم والعزاء، بتلك التركيبة الجماعية في اللطم بقصائد الشور والبندرية ، والتي نالت استقطابا محبباً لجيل الشباب، وهذا ما يدعو الى العمل والحث لنيل اكثر عدد ممكن لهذا الجيل الناشئ، بدلاً من الانجرار خلف الدعاوى الضالة والفتن التكفيرية الالحادية والمغريات الدنيوية المادية ؛ وذلك لما تدعو اليه تلك المجالس من الترابط والالفة والتي بدورها تدعو الى خلق عامل مساعد ومثمر ، من خلال المشاركة الجماهيرية في المواساة ؛ كونها امتزجت بالحزن والعاطفة اللذان اتحدا مع الفكر والعقيدة، وبنمط معتدل وسطي يحاكي جميع التوجهات الفكرية ، والتي أثبتت إنها الأقرب لقلوب الشباب المسلم، كونها تحاكي الواقع وتتكلم بلغة يفهمها اغلب الناس ؛ ومن هنا كانت هذه الشعائر تمثّل أحد الأعمدة التي يقوم عليها المذهب جنباً إلى جنب مع المرجعيّة الحقة التي تمثّل الإدارة والعقل الموجّه ؛ في حين أنّ الشعائر تمثّل العنصر الجامع والموحّد بين أبناء المذهب على اختلاف جنسياتهم وقومياتهم .لهذا نجد ان عزاء الشور والبندرية بالكيفية الحزينة الخالية من المخالفات الشرعية، مِنْ أروع مجالس العزاء في إحياء مصائب سيّد الشهداء عليه السلام والتي بدورها تحرك العاطفة الشبابية نحو قضية الحق وصاحب الحق .وهنا جانب من هذه المجالس.
لقد اخذ الشباب الواعي على عاتقة ان يعطي الصور الحقيقة لطور الشور في الشعائر الحسينية الخالدة في الوجود والنفوس السليمة في الاتجاه الذي اراده الشرع المقدس