اخر الاخبار

الثلاثاء , 9 ديسمبر , 2014


كتب أحمد طه:

الوهم الموعود

عندما كان المنافقون يلقون على مسامع المسلمين حديث الخلافة: "ثم تكون خلافة على منهاج النبوة" لم يكن يعنيهم "كيفية" عودة هذه الخلافة.. كل ما في الأمر هو عملية "تخدير" للمسلمين عن آلامهم، و عذاباتهم.. أنه في الغيب المجهول ستأتي "خلافة" تنتشلهم من عذاباتهم، و جراحهم.. و تفتح لهم أبواب الخير و النعيم و الملذات "ببركة" أنهم مسلمين!!! كان – و ما زال المنافقون - يخدرون الناس عن مواجهة الطاغوت، و فساده، و إفساده عن طريق "الوهم الموعود" و هي نفس طريقة الحديث عن "المهدي المنتظر" أنه سيأتي هو و الخلافة ليحقق لهم الأحلام و الآمال بطريقة سحرية غامضة الأسباب.. ليس عليهم فيها تكاليف و لا جهاد و لا معاناة.. و كأن الخلافة و المهدي هي "منحة ربانية" - تهبط من السماء - بعد المعاناة و الآلام التي سببها قعودهم عن الجهاد.
و لأن الناس عندما تقعد، و تنتظر المعجزة.. تتكلس عقولها، و تفتر عزائمها، و تموت أرواحها، و تترهل نفوسها، و تجف قلوبها، و تبحث عن طريقة ما للتكيف مع الطاغوت، أو الإستفادة الشخصية منه، أو تجنبه قدر الإمكان.. و يتملكها "الخوف" و باستمرار الخوف الرعب.. تتضخم صورة الحياة الدنيا في النفس، و تخاف المواجهة، و تقع في أسر الاستسلام لقوى الطاغوت المادية؛ فتكون "أحرص" الناس على حياة، حتى و لو كانت حياة ذليلة !
و لما يأتيها "الوعود المنتظر" بالجهاد و الخلافة تكون أول من يحاربه.. و إذ ظلت هي تنتظرها، و تطلبها، و تشكو غيابها.. إلا أن تكيفها مع الوضع الفاسد القائم، يجعلها تتكاسل و تنفر من المواجهة، و تنهض لا لتواجه الطاغوت، و لكن لتحارب من يريد تحريرها من الطاغوت !
و لا يستجيب إلا "ذرية" من الشباب الذي لم تمت روحه بعد، و الذي لم يتلوث بالتكيف مع الوضع القائم..
هكذا فعل بنو إسرائيل.. لما جاءهم من يريد تحريرهم و إنقاذهم.. لم يقولوا ربنا لك الحمد أن رضيت عنا، أو ربنا لك الحمد أن أذنت بتحريرنا، أو ربنا لك الحمد أن أرسلت إلينا من يوحد كلمتنا، و يحيي ديننا، و يعيد عزتنا و كرامتنا.. كلا.. كل ما شغلهم هو: { أنى يكون له المُلك علينا و نحن أحق بالملك منه }
كل ما شغلهم أمرين: (1) التفلّت من الجهاد و تكاليفه. (2) الملك و المتاع و قياس الأمر بالمادة و المال.
و الأمة تسير في سنن أهل الكتاب - اليهود و النصارى - شبرا بشر و ذراعاً بذراع.. و تمضي فيما وقعوا فيه من باطل و إفساد..
و لكن الحمد لله أن جعل لهذه الأمة أمرين: (1) أن تظل فئة ظاهرة على الحق. (2) أن يظل الجهاد ماض إلى يوم القيامة. فلا يضيع الحق، و لا يطبق الذل على الأمة كلها.. فيبقى لها مخرج لطريق النور في بحور الظلمات.. إنه صراط الله المستقيم.


القراء 1033

التعليقات


مقالات ذات صلة

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((( الأسد المركوب )))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((المطبخ))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الناس))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((مسوخ أرض عاميس))

حروف ممنوعة بقلم/ هشام حسن الببغاوات

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((قفا نبك من ذكرى آخر أسهمى))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((عصا وأرجوز))

حروف ممنوعة _ هشام حسن الخوازيق

تعقيباً على لقاء أجناد مصر بقلم/ إحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((خووووووووود))

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

دولة ‫‏الخلافة‬ لا يعاديها أحد إلا فضحه الله بقلم/ الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي

طواغيت، منافقون، عبيد بقلم/ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( السفينة ))

الإرهاب و السحر عند الفراعنة

ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ

بروتوكولات حكماء العرب البروتوكول الثاني

هجمات باريس وإرهاب الإسلام - حسن أبو هنيّة

هل حان الوقت لكي نفهم ؟ بقلم المستشار/ محمد يوسف عدس

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

تأملات في الواقع بقلم/ حسين بن محمود

النماذج الثلاثة

عبادة الرموز و تقديسها بقلم/ أيمن إمام

بروتوكولات حكماء العرب الجنس الثالث..!!.. البروتوكول الخامس د. محمد عباس

التعصب للجماعات يعمي البصيرة حتى و لو كانت الجماعة جماعة مجاهدة

جاءت الملاحم يامسلمون فتهيئوا لها

انتصارات الدولة الإسلامية وشعبيتها

غلام الجاهلية

انتهت مرحلة الردود على الشبهات بقلم أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((الرجل ذو الألف مسبحة))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الفلاشة ))

طه عبد الرحمن، السياسة والترجمة: أي معنى للإبداع؟

سلسلة قبل الغروب عوامل السقوط الحضارة و التخلف

لماذا فشلت الثورات العربية؟ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( ليلة التاسع من نوفمبر ))

تعليقاً على المصالحة المصرية القطرية.. أحمد طه

و إذا كان العرب أغبياء فلم نلوم الغير ؟

تعليقاً علي خبر القبض على شاب وفتاة بالمترو تحدثا بالإنجليزية



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net