كتب أحمد طه:
غلام الجاهلية
ترددت كثيراً في الحديث عن غلام المستشرقين "إسلام بحيري" من باب أن هناك بعض الأمور الخبيثة في حياتنا يكون الأولى السكوت عنها، وتنتهي بعد حين.. وهذا الغلام يطير فرحاً ! عندما يتهمه أحد بالكفر والإلحاد، فيحسب نفسه أنه المتنور أمام الظلاميين التكفيريين !
ولو أن هذا الغلام الآتي من أعماق الجاهلية الغربية الاستشراقية، يثير شبهة أو شبهتين لسهل الرد عليه.. لكنه:
(1) يطعن في السنة النبوية المطهرة. (2) يطعن في تاريخ المسلمين من لحظة وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى هذه اللحظة. (3) لم يتبق إلا القرآن الكريم.. فيطعن في كل معانيه وتفسيراته.. ويُلحد في آيات الله، ويفسرها على غير معانيها ودلالتها الظاهرة الواضحة.
وبالجملة: إنه يطعن في كل شيء يمت للإسلام بصلة، بقلب مملؤ بالحقد والغل.. ثم يختم ذلك في النهاية باحترام القرآن والرجوع إليه ولكن على طريقة تفسير "المتنورين" وهذه المدرسة من أحد مدراس الاستشراق الصليبي المعروفة.
ترددت أن أتكلم عنه، فأعطي هذا الغلام حجماً أكبر من حجمه.. ولكن للأسف يُفرد له مساحة واسعة على قناة ماسونية تنشر الفسق والفجور والإلحاد والرذيلة بلا أدنى خجل أو حياء، وذات نفوذ سياسي قوي !
هذا الغلام لم يأت بما لم يأت به الأوائل من أسياده.. فهو تلميذ فاشل للمستشرقين، ولأهل الحقد الصليبي تجاه الإسلام، وكل ما يجتره من شبهات حول الإسلام ليست بجديدة.. الجديد فقط أنه اسمه "إسلام" بدلاً عن "جورج" ويُقدم برنامجه للمستمع المسلم ! فيطعن في الإسلام بما لم يجرؤ عليه الصليبي !!
وقد ينخدع كثير من المسلمين فيما يقدمه هذا المتزندق المارق من الإسلام، إذ ينقل من الكتب نقولات مشوهة ليس للمشاهد علم بها، ويترك المشاهد أمام حالة من "الشك".. وهذا هو المطلوب: أن يتشكك المسلم في دينه، أو على الأقل ينكسر في حسه عظمته، ويتحلل من تكاليفه، ويلاقي هذا هوى في قلوب الذين في قلوبهم مرض من أتباع دين "الإسلام الوسطي الجميل" وممن تربى في مدراس العلمانية التي تمجد الغرب وتُحقر من شرائع الإسلام.. وما أكثرها !
إن هذا الغلام شيء حقير من آثار الجاهلية العلمانية.. ينتهي باستئصالها، وبالجهاد في سبيل الله لتحطيم القوى السياسية والمادية والعسكرية التي تغذي هذه الروافد الخبيثة؛ التي تُخرّج للمسلمين رؤوس الشياطين لتضلهم عن سبيل الله.. وكلما تعطل الجهاد، كلما كثر الخبث والخبثاء.
وفي هذه الفتن من الأمواج المتلاطمة يبتلي الله - سبحانه - الناس بعضها ببعض، ويستجيب للباطل من في قلبه مرض، وليُسمع الله - جل جلاله - الحق من علم في قلبه خيرا.. ومن "جاهد" ليعرف الله، كان حقاً على الله أن يهديه سبله.
ـــــــــــــــ
لطفاً.. يراجع مقال: الإسلام الوسطي الجميل علي هذا الرابط
http://ommaty1401.blogspot.com/2014/10/blog-post_23.html