كتب الشيخ عبد المجيد بن محمود الهتاري الريمي:
الدولة الإسلامية دولة الخلافة لا يعاديها أحد إلا فضحه الله وأخزاه وأذهب ريحه
لما كانت دولة الإسلام دولة الخلافة الراشدة هي التي تعبر عن طبيعة النظام الإسلامي وهي التي بحق تمثل تطبيق شريعة الله في أرضه وتمثل عدالته في خلقه حسب القدرة والمستطاع وهي التي تمثل بحق دولة أهل السنة الذين هم بقية السلف الصالحين والذين هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية والباقية إلى قيام الساعة وكانت تمثل الخط الجهادي الأصيل الذي يهدف من خلال مراحل زمنية وخطط منهجية إلى تحقيق هدف العمل الجهادي الرئيس ألا وهو إقامة الخلافة الراشدة وتطبيق شرع الله كان من فضل الله وسنته مع أوليائه أن تصحبها معيته وأن تحظى بنصره وتأييده وأن يلبس الله الذلة والهوان كل من نازعها وعاداها وأمامنا أمثلة واضحة للعيان عن قوى وجماعات كان صيتها في السماء فأصبحت في الحضيض وشخصيات علمية ودعوية بارزة كانت تعتبر رموزا للمسلمين فما أن اتخذت موقفا معاديا لدولة الإسلام حتى ذهبت سمعتها أدراج الرياح .
فأين كانت #جماعة #الإخوان #المسلمين حين أعلن عن دولة الإسلام في العراق والشام الجواب كان صيتها يجلجل في أنحاء السماء وكانت أذرعتها تمد في بقاع الأرض في أرض الكنانة وليبيا والمغرب وتونس واليمن والعراق والشام وخاصة في غزة ودول الخليج وشرقا وغربا وشمالا وجنوبا فما أن وقفت ضد الدولة الإسلامية حتى قيض الله أركانها وشتت شملها في أيام وجيزة ( سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية ) فأصبحت نسيا منسيا فأين كانت سمعة #حماس في العالم الإسلامي وأين هي اليوم وهي تتودد للنصارى في الكنائس وتقف مستنكرة ومدينة لفعل من أخذته الغيرة على رسول الإسلام فقتل شاتمه واعتبر كذلك بجماعة الإخوان اليمن فهي عندنا بعد معاداتها لدولة الخلافة أصبحت لا تهش ولا تنش يتبؤ الحوثيون مراكزها وجامعاتها ومرافقها المختلفة ومقرات حزبها وهي واقفة مشدوهة متصلبة كالخشب المسندة لا تدري ما هو المخرج ولا متى يأتي الفرج ولا ما هو الحل وما كان بينها وبين هذا الحال إلا أياما معدودة بعد أن أسقطت نظاما كان من أعتى الأنظمة في المنطقة وهوونظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح فأين ذهبت قوتها ؟ .
وأين كانت الجماعة السرورية وقياداتها التي ملئت السمع والبصر في العالم الإسلامي كله وكان مشايخها زهور الربيع ونجوم الليل وشمس النهار في الفضائيات وفي شبكة الانترنت لا يسمع لأحد بمقابلة أو كلمة إلا وترقب المسلمون في أنحاء المعمورة وقت مجيء تلك الكلمة على أحر من الجمر بشوق وتلهف من أمثال ناصر العمر أو سفر الحوالي أو محمد سرور أو سلمان العودة فضلا عن غيرهم من صغار الجماعة فلما ظهرت دولة الخلافة واتخذوا موقفا معاديا ووسموها بالخوارج والغلاة ذهب كل ذلك الزخم الإعلامي وذهبت مكانتهم من قلوب المسلمين عموما وأهل السنة خصوصا فأصبحوا في ديارهم جاثمين هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا وكانت جمعية الإحسان عندنا في اليمن تمثل هذا الاتجاه وكان لها رواج في طول اليمن وعرضه حتى أنه نقل والله أعلم بصحة ذلك عن الرئيس السابق أنه كان يسميها جمهورية الإحسان فلما اتخذوا موقفا معاديا لدولة الإسلام والعراق وادعوا أنها صناعة أمريكية وإيرانية فأين هم الآن ؟ إنهم عبرة للمعتبرين فرقة مع الاشتراكي والحراك الجنوبي وفرقة مع الحوار الوطني يضعون الدساتير العلمانية للمسلمين ويقسمون بالله العظيم على احترامها جل جلاله وتقدست أسماؤه وتعالت عظمته عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
وأما جماعة القاعدة الجهادية فلأول مرة في تاريخ هذه الجماعة تتزعزع ثقة العديد من أتباعها عن مدى صحة منهج القاعدة بعد أن وقفت ضد دولة الخلافة وشككت في منهجها وتصدت قيادات مرموقة في القاعدة تنفر عنها فمن ثم سلطت ألسنة العديدين من المجاهدين على هذه القيادات وحطت من قدرها وتساءلت عن مصداقيتها فيما تدعو إليه من الدعوة إلى تطبيق شرع الله وكانت تلك القيادات قبل ذلك في حصن حصين لا يقدر أحد أن يقرب من سور تلك الحصون فضلا عن أن يخترق أسوارها ويجوسوا خلالها فأسقطوا سمعتهم بموقفهم المريب من دولة الخلافة ومن ثم تتابعت كتائب المفارقين لتنظيم القاعدة في كل أرض متجهين نحو دولة الخلافة حتى أن ما بقي من تنظيمات القاعدة متماسكا محافظا على سمعته ومكانته فإن ذلك لا يكون إلا بسبب موقفه الإيجابي من دولة الخلافة واعتبر ذلك بجبهة النصرة حيث يعتبر الفريق الأجمل والأحسن سمعة والأحب إلى قلوب المؤمنين المجاهدين هو من يربطه بالدولة علاقة ودية وبقدر معاداة أفراد تنظيم القاعدة لدولة الخلافة تكون النفرة عنهم وعدم الوثوق بين أفرادهم وبغضهم في قلوب المؤمنين المجاهدين .
وأين كانت هيئة كبار العلماء وأين كان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وما كانوا عليه من المكانة والسمعة فلما اتخذوا موقفا معاديا لدولة الخلافة أخزاهم الله وأصبحوا يستنكرون أي عمل إرهابي جهادي ينال أعداء الإسلام حتى لو كان ضد عدو صليبي حاقد يشتم الرسول ويسيء إليه فيرسمه عاريا ويقول هذا محمد بن عبد الله ا فقبل أن يستنكر بابا النصارى لمثل هذا العمل البطولي الذي يفرض احترام دين الإسلام بقوة السيف والسلاح يكون رؤساء هذه الاتحادات والهيئات والأزهريات قد سبقوه بالإدانة والاستنكار وتبرئة الإسلام من هذه الأعمال التي تعبر عن البقية الباقية من مجد الإسلام وعزته فأصبحت سمعتهم كسمعة أحبار يهود في التحريف والتبديل والاشتراء بآيات الله ثمنا قليلا .
أما حزب الله والرافضة فقد ذابت سمعتهم حين عادوا هذه الدولة كما يذوب الدجال حين يرى عيسى بن مريم عليه السلام
وأما دول الخليج والسعودية فيكفيها أن بغضها ومعاداتها لدولة الخلافة ساقها إلى أن تكون حليفا للصليبيين تقوم طائراتها لتضرب أطفال ونساء وشيوخ المسلمين على مرأى ومسمع من أعين العالم فذهبت كل تلك الزوابع الإعلامية عن ملك الإنسانية وعن بقية مملكة الرحمة والسلام ومد يد العون للضعفاء والمساكين وظهرت للعيان السريرة التابعة للصليبية المعادية للإسلام والمسلمين .
وأعظم من هذه الخسارات كلها هو ماذا سيكون جوابهم بين يدي الله حين وقفوا مع أعدائه لمحاربة أوليائه وماذا بقي لهم من الإسلام الذي سيلقون به ربهم ليجيرهم به من عذاب يوم أليم .
فسبحان من أرانا في المعادين لدولة الخلافة عجائب قدرته وعدالة حكمه وعاجل عقوبته