اخر الاخبار

الإثنين , 29 ديسمبر , 2014


كتب أحمد طه:

النماذج الثلاثة

(1) القرآن الكريم هو نور من الله جل جلاله يكشف للإنسان الطريق من بدايته إلى نهايته.. ويعرّفه سنن الله التي لا تتبدل في الأنفس والكون والحياة.. تلك السنن التي لا تحابي أحداً، ويكشف له في يقين عن مصارع الأمم السابقة وأسباب هلاكها..
الإبصار بنور الوحي.. هو أقصر وأسلم الطرق، وأقلها تضحية وتكاليف - مهما بدا غير ذلك - وهو أقصر طريق للنصر والتمكين.. إنه صراط الله المستقيم.

(2) قد يعجز الإنسان عن رؤية نور الوحي بذنوبه أو فساد نيته أو ظرف ما، لكنه مازال يبحث عن "الحق" وإن تلوثت نفسه ببعض "الدخن" وفي هذه الرؤية الضبابية سيصطدم ببعض السنن، ولكنه من لحظة الاصطدام تنكشف له الحقيقة التي كانت غائبة.. ويدرك الدرس سريعاً ويعود ليستقيم على الطريق بعدما عرف "بالتجربة الواقعية" طبيعة السنن وكيفية عملها.. وكلما سطع نور الوحي في قلب وعقل إنسان، كلما قلت التكاليف والتضحيات، وكلما تحقق له موعود الله جل جلاله.
هذان النموذجان: من يبصر من أول مرة بنور الوحي، ومن يبصر بعد ألم التجربة الواقعية.. هما نموذجان منصوران بإذن الله.

(3) هناك نموذج ثالث وهو الأسوأ على الإطلاق: إنه لا يرى بنور الوحي، ولا يتعظ ويستفيد من ألم وتضحيات التجربة الواقعية.. إذ يتبع الفكر الشيطاني "التبريري" لكل حادثة.. كل ألم، وكل عاقب من الله عن خروجه عن سنن الله وصراطه المستقيم.. يعتبرها أنها لم تكن، أو أنها ابتلاء كابتلاء الأنبياء، أو يعتبرها مؤامرة عليه، أو يعتبر نفسه مقدس عن الخطأ وأن الخطأ من الآخرين لا منه، أو يعتبر نفسه مخطئ قليلاً ولكنه الأفضل وليس هناك من هو أفضل منه، وتصبح الدماء والأرواح والتضحيات لا تثمل له أي صورة من صور المراجعة أو التغيير أو التأمل أو التدبر أو الاستفادة، تصبح هدراً لا أثر له..

وهذا النموذج محرقة وكارثة على أصحابه وعلى المكان الذي وجد فيه. وهو نموذج يتخذ الدين هزواً ولاعبا.. إذ يعتبره مجرد تحزب وانتماء لحزب أو جماعة ما، عليها يوالي ويعادي، يراها فيها القدس والطهارة.. وفي غيرها الدناسة والحقارة وتصبح آيات الله في الكون وفي الكتاب، كلها مُفسرة له على أنه هو الأفضل وهو الأهدى سبيلا ! وأينما حل هذا النموذج في مكان إلا حل به الخزي والهزيمة..

فاختر لنفسك النموذج الذي تريد.

لمزيد من القراءة حول النموذج الثالث.. يراجع: خطورة الفكر التبريري - خطورة الفكر المتعصب.
http://ommaty1401.blogspot.com/2014/06/blog-post_10.html

http://ommaty1401.blogspot.com/2014/02/blog-post_25.html

أحمد طه


القراء 1394

التعليقات


مقالات ذات صلة

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((( الأسد المركوب )))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((المطبخ))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الناس))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((مسوخ أرض عاميس))

حروف ممنوعة بقلم/ هشام حسن الببغاوات

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((قفا نبك من ذكرى آخر أسهمى))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((عصا وأرجوز))

حروف ممنوعة _ هشام حسن الخوازيق

تعقيباً على لقاء أجناد مصر بقلم/ إحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((خووووووووود))

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

دولة ‫‏الخلافة‬ لا يعاديها أحد إلا فضحه الله بقلم/ الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي

طواغيت، منافقون، عبيد بقلم/ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( السفينة ))

الإرهاب و السحر عند الفراعنة

ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ

بروتوكولات حكماء العرب البروتوكول الثاني

هجمات باريس وإرهاب الإسلام - حسن أبو هنيّة

هل حان الوقت لكي نفهم ؟ بقلم المستشار/ محمد يوسف عدس

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

تأملات في الواقع بقلم/ حسين بن محمود

النماذج الثلاثة

عبادة الرموز و تقديسها بقلم/ أيمن إمام

بروتوكولات حكماء العرب الجنس الثالث..!!.. البروتوكول الخامس د. محمد عباس

التعصب للجماعات يعمي البصيرة حتى و لو كانت الجماعة جماعة مجاهدة

جاءت الملاحم يامسلمون فتهيئوا لها

انتصارات الدولة الإسلامية وشعبيتها

غلام الجاهلية

انتهت مرحلة الردود على الشبهات بقلم أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((الرجل ذو الألف مسبحة))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الفلاشة ))

طه عبد الرحمن، السياسة والترجمة: أي معنى للإبداع؟

سلسلة قبل الغروب عوامل السقوط الحضارة و التخلف

لماذا فشلت الثورات العربية؟ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( ليلة التاسع من نوفمبر ))

تعليقاً على المصالحة المصرية القطرية.. أحمد طه

و إذا كان العرب أغبياء فلم نلوم الغير ؟

تعليقاً علي خبر القبض على شاب وفتاة بالمترو تحدثا بالإنجليزية



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net