كتب أحمد طه:
النماذج الثلاثة
(1) القرآن الكريم هو نور من الله جل جلاله يكشف للإنسان الطريق من بدايته إلى نهايته.. ويعرّفه سنن الله التي لا تتبدل في الأنفس والكون والحياة.. تلك السنن التي لا تحابي أحداً، ويكشف له في يقين عن مصارع الأمم السابقة وأسباب هلاكها..
الإبصار بنور الوحي.. هو أقصر وأسلم الطرق، وأقلها تضحية وتكاليف - مهما بدا غير ذلك - وهو أقصر طريق للنصر والتمكين.. إنه صراط الله المستقيم.
(2) قد يعجز الإنسان عن رؤية نور الوحي بذنوبه أو فساد نيته أو ظرف ما، لكنه مازال يبحث عن "الحق" وإن تلوثت نفسه ببعض "الدخن" وفي هذه الرؤية الضبابية سيصطدم ببعض السنن، ولكنه من لحظة الاصطدام تنكشف له الحقيقة التي كانت غائبة.. ويدرك الدرس سريعاً ويعود ليستقيم على الطريق بعدما عرف "بالتجربة الواقعية" طبيعة السنن وكيفية عملها.. وكلما سطع نور الوحي في قلب وعقل إنسان، كلما قلت التكاليف والتضحيات، وكلما تحقق له موعود الله جل جلاله.
هذان النموذجان: من يبصر من أول مرة بنور الوحي، ومن يبصر بعد ألم التجربة الواقعية.. هما نموذجان منصوران بإذن الله.
(3) هناك نموذج ثالث وهو الأسوأ على الإطلاق: إنه لا يرى بنور الوحي، ولا يتعظ ويستفيد من ألم وتضحيات التجربة الواقعية.. إذ يتبع الفكر الشيطاني "التبريري" لكل حادثة.. كل ألم، وكل عاقب من الله عن خروجه عن سنن الله وصراطه المستقيم.. يعتبرها أنها لم تكن، أو أنها ابتلاء كابتلاء الأنبياء، أو يعتبرها مؤامرة عليه، أو يعتبر نفسه مقدس عن الخطأ وأن الخطأ من الآخرين لا منه، أو يعتبر نفسه مخطئ قليلاً ولكنه الأفضل وليس هناك من هو أفضل منه، وتصبح الدماء والأرواح والتضحيات لا تثمل له أي صورة من صور المراجعة أو التغيير أو التأمل أو التدبر أو الاستفادة، تصبح هدراً لا أثر له..
وهذا النموذج محرقة وكارثة على أصحابه وعلى المكان الذي وجد فيه. وهو نموذج يتخذ الدين هزواً ولاعبا.. إذ يعتبره مجرد تحزب وانتماء لحزب أو جماعة ما، عليها يوالي ويعادي، يراها فيها القدس والطهارة.. وفي غيرها الدناسة والحقارة وتصبح آيات الله في الكون وفي الكتاب، كلها مُفسرة له على أنه هو الأفضل وهو الأهدى سبيلا ! وأينما حل هذا النموذج في مكان إلا حل به الخزي والهزيمة..
فاختر لنفسك النموذج الذي تريد.
لمزيد من القراءة حول النموذج الثالث.. يراجع: خطورة الفكر التبريري - خطورة الفكر المتعصب.
http://ommaty1401.blogspot.com/2014/06/blog-post_10.html http://ommaty1401.blogspot.com/2014/02/blog-post_25.html أحمد طه