كتب أحمد طه:
انتصارات الدولة الإسلامية وشعبيتها
يُرجع - كثير من السفهاء - انتصارات الدولة الإسلامية وشعبيتها، إلى "المؤامرة" على السلمية والديمقراطية، وأنه بمجرد الانتصار لـ ( الديمقراطية ) ستنتهي الدولة الإسلامية.. وعليه؛ أعيد نشر مقال داعش هي الحل لبيان الأمر.
داعش هي الحل !
انتشر وسم "هاشتج" (داعش هي الحل) بعد براءة الطاغوت الملعون مبارك، وبعد فشل السلمية في تحقيق أغراضها..!
ويوحي الهاشتج أنه يريد أن يقول: "القوة هي الحل" وفي ذلك مغالطات كثيرة ربما لا ينتبه إليها الشباب:
دعونا أولاً نقر أن هناك جماعة من الناس نصحت وشددت في النصح في موضوع السلمية، وتكلموا فيها من كافة أبعادها.. كونك تفهم بعد وقوع ما تعتبره مصيبة، فهذا لا شك يعني أن لديك خلل في الفهم، وقصور في التصور.. يجب معالجته واستدراكه، ومعرفة أسبابه وعلاجه.. فتخيل "قنبلة" تسقط عليك من الدور العشرين، وهناك من حولك من يصرخ أن ابتعد عنها، فتبتسم له، وتقول: لن تصيبني..! ثم لا تشعر بها إلا وهي تنفجر في وجهك، عندها فقط تفهم !!
وبعيداً عن هذه النقطة، ودخولاً في صلب الموضوع: هل حقاً داعش هي الحل.. هل القوة هي الحل؟
الإجابة: لا.. ليست "داعش" هي الحل، وليس السلاح هي المقصد.. داعش هي صناعة إعلامية علمانية صليبية لجماعة خرجت عن هيمنة الصليب، فتولى الصليب تشويهها، وتصويرها في صورة "جماعة - تنظيم" من الأشخاص العنيفة الغبية التي لا تفهم شيئاً سوى لغة الذبح، وعليه فالقائل: بداعش هي الحل، يُمجد منطق القوة فقط.. وهذا التصور غير صحيح إطلاقاً.
إن القوة والعزة التي فيها "الدولة الإسلامية" وليس كما يسميها إعلام الصليب "داعش" لم يأت من فراغ، وليست الدولة الإسلامية مجرد مجموعة من الأشخاص قررت استخدام منطق القوة بعدما فشلت السلمية !!
كــــلا.. لقد عبرت الدولة الإسلامية فوق أخطر حواجز عقيدية وفكرية، هي التي أهلتها لنجاح "مرحلة القوة" :
(1) لقد حسمت الدولة الإسلامية قضية الإسلام والعقيدة، بالكفر بالطاغوت.. كل الطاغوت.. وعدم مداهنته، أو مراوغته، أو التوافق معه، أو مصالحته، أو قبول دعم بعض الطواغيت، بل كفرت بالطاغوت كله.. و"استعلنت" الكفر به، وأعلنت الجهاد عليه. وذلك بداية الطريق.
(من معاني الطاغوت: التحاكم إلى غير الشرع، والدعوة إلى غير الكتاب والسنة).
(2) كفرت الدولة بالديمقراطية والمسار الديمقراطي.. حتى ولو جعلها على رأس الحكم، ذلك لأنه مسلك جاهلي باطل، ما هو إلا أداة من أدوات الصليب على مسرح الهيمنة العالمية، فقطعت الطريق على العبث، وحرق الطاقات، والأجيال والأعمار، والثروات، في وسيلة وراية باطلة ما أنزل الله بها من سلطان، وحددت الطريق أن الاجتماع على الإسلام، والانتساب للشرع، والشرع يَعلو ولا يُعلى عليه.. فوق الحاكم والمحكوم له السيادة وحده.
(3) نجت الدولة - بفضل الله - من مكر وألغام "أجهزة الاستخبارات الفكرية" وهي أخطر أجهزة في العالم، وأذرعها الفكرية، ووسائلها قادرة على إحباط "الفكرة الإسلامية" وتفريغها من محتوها ومضمونها! حتى ولو كانت هذه الفكرة هي "الجهاد" !! وهي أخطر المراحل التي تواجه المسلم الذي يريد بناء دولة الإسلام.. فنجحت الدولة - بفضل الله - في النجاة من صور الجهاد المحلي والثوري والوطني والنضالي والمقاومة الشعبية والكفاح المسلح...إلخ، وحددت الصورة التي تريدها مهما كانت تحدياتها وصعوباتها وتضحياتها ذلك لأنه لا طريق غيرها.. وقررت هدم الدولة القومية، وإزالة الحدود، والخروج من هيمنة الصليب!
وهذا هو السر الحقيقي في "قوة" الدولة الإسلامية.. هو في الأصل "قوة الإيمان والعقيدة" و"قوة البصيرة في رؤية الطريق"، و"في رؤية سُبل المجرمين".. وتأتي بعد ذلك "القوة المادية" كثمرة ونتيجة لقوة الإيمان.. ثم في النهاية: التمكين والنصر والعزة.
أما أن تحسب أنه بمجرد أن تحمل "سلاح" - بلا إيمان - أن تحصل على تمكين ! فهذه أحلام السفهاء..
القضية ابتداء هي الوقوف على صراط الله المستقيم بـ ( الكفر بالطاغوت ) و ( الإيمان بالله ) و( الجهاد في سبيل الله ) و ( استبانة سُبل المجرمين ).
* * *
موضوعات ذات صلة: ( الروابط على المدونة )
أجهزة الاستخبارات الفكرية.
المقاومة السياسية للطاغوت "به تعريف تفصيلي للطاغوت".
الدولة الإسلامية.. عبقرية الفكرة.
http://ommaty1401.blogspot.com/