كتب أإحمد طه: تعقيباً على لقاء "أجناد مصر" استمعت للكلمة الطيبة للقائد العام لمسؤول أجناد مصر.. وكان لقاء بحق مع "قائد" اجتمعت فيه صفات القيادة من: هدوء، وأدب، وحجة، ومنطق، ووضوح، ودقة، وإنه للقاء يمثل مدرسة جامعة للشباب بمصر.. لا سيما من لا زال يسأل: أين الطريق ؟ ما البديل ؟ وأجاب عن العديد من الأسئلة التي تشغل بال الكثيرين، فجزاه الله خيراً.. ولن أبالغ إذا قلت أنها أفضل كلمة سمعتها من مسؤول يعمل للإسلام بمصر، فتفوقت بفضل الله على كافة قيادات ما يسمى "الحركة الإسلامية بمصر" ولعل هذه إرهاصات "سنة الاستبدال".. وفي حديثه عن المنهج: أكد على: (1) ثبوت الإسلام للأمة وعصمة دماء عموم المسلمين. (2) الكفر بالطواغيت ومحاربتهم. (3) الكفر بالديمقراطية والمسارات السياسية. (4) الجهر بالحق. ولقد كانت كلماته رشيقة.. وينتقل بين الموضوعات بسهولة، ويسر يناسب وعي المستمع العادي.. فأجاد الحديث عن: الديمقراطية، والسياسة الشرعية، والطواغيت والحكام، والجماعات الإسلامية، والتكفير والإرجاء، والنصارى. وكان الإتزان، والسكينة في كلامه واضحاً.. يعبر عن عقلية ترى الواقع حولها بعين البصيرة.. فأحسن التعريف بنفسه وجنده، وأجمل وأحسن الكلام عن إخوانه في "ولاية سيناء" وبدى لي أن قلبه طاهراً من "العصبية الجاهلية" نحسبه والله حسيبه، ونسأل الله - تعالى - لهم المزيد.. وفي كلامه عن "الطائفة الممتنعة".. أجاد الكلام في خلاصة، وفي بيان الخلاف في تكفير أعيانهم، وتحديد هدفه بدقة في "وجوب قتالهم".. وألطف التحليل في "نفسية" من يقاتلهم من جند الطاغوت. أحسب هذا الحوار "مدرسة" لكل الشباب.. وأهيب بكل شباب الحركة الإسلامية بمصر، الاستماع إلى هذا الحوار بهدوء وروية.. والسؤال عما استشكل عليه من فهم، مدة الحوار ساعة.. لكنها قد تكون ساعة فارقة في مصير الإنسان؛ لقطع مسلسل "العبث" الذي تأخذ فيه "الحركة الإسلامية" الشباب إلى التيه والمجهول، وإلى محرقة لا نهاية لها..!! وفي حديثه عن "الخلافات والاقتتال" الذي وقع بين الفصائل الجهادية خارج مصر.. تأدب في الكلام، ونأى بنفسه عن الخوض فيها والحكم عليها.. فلم يتتبع عورات أحد، ولا زلات أحد.. وحدد طريقه بأنه مشغول بنفسه وبـ "جهاد الدفع".. وفي حديثه عن "الحاضنة الشعبية" جاء كلامه متوازن بين استهداف جند الطاغوت، وبين مراعاة أفهام الناس، دون التنازل عن الثوابت.. وفي حديثه عن "الموقف السياسي" والشرعية والديمقراطية.. لخص الكلام بقوله بوجوب "الجهاد"، ولا طريق غيره.. وعدم الاعتراف بأي عملية سياسية منذ ثورة يناير.. وفي حديثه عن "احتمالية الاقتتال" - كما حدث بالشام! - تكلم بقلب المسلم أنه لا يوجد أي خلاف مع إخوانه في "ولاية سيناء" وأن الحب والنصح بينهم، وأنه يسع الاختلاف في الاجتهادات، والسياسات العسكرية والإعلامية ظاهرة صحية، والتنوع في الأساليب يشتت العدو، وأشار إلى أنهم منتبهون لهذه المسألة، ويعملون على وأد أي خلافات أو نزاعات في مهدها.. حفظهم الله جميعاً من كل سوء وفتنة. * * * أما بخصوص إجابته عن "محدودية العلميات"، والسبب أن جند الطاغوت غالباً ما يكونوا بين المسلمين، مما يُصّعب عملهم.. فأحسب أن السؤال والإجابة لم يكن لهما داعي! وفي إجابته عن "الاستراتيجية" فجاءت الإجابة مقتضبة.. وأحسب أن الأسئلة عن "الاستراتيجيات" لا داعي لها، ولا يجب أن تدخل في صميم "الحوار الإعلامي". وفي إجابته عن "مستقبل مصر" جاءت الإجابة أيضاً مقتضبة.. وأحسب أيضاً أنه من أصعب الأسئلة، وإن تحدث عن بشريات "تطلع الشعب للجهاد" فهو أمر طيب.. لكن الحقيقة تعقيد الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المصري معضلة من المعضلات الكبيرة، ويجب على أهل "الاختصاص" النظر فيها بروية، وهدوء، ودقة تناسب حجم مصر، فمصر ثقل سياسي كبير للمنطقة كلها يساندها الصليب، وبقية الطواغيت.. بكل ما لديهم من قوة !! وفي إجابته عن "المشروع السياسي" قال: إن مشروعهم السياسي هو "مشروع ربعي بن عامر" ( إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ) وفك الأغلال التي على الأمة المسلمة بالقوة؛ لإطلاق طاقاتها واستثمار مواردها الغنية بعقول أبناءها.. وهو تلخيص جميل أحسبه مناسب لموضوع الحوار.. ولكن.. الحديث عن "المشروع السياسي" من أصعب الأسئلة على أي "قائد" لأن له تشابكات ضاربة بأعماقها في مؤسسات الدولة، وفي المجتمع، وفي التوازن الأقليمي، وفي ارتباطات النظام الدولي، فضلاً عن صورة الحكم، ومواجهة العدو من "داخل الحركة الإسلامية نفسها" !! فليس بصحيح أن كل من قال أنه "إسلامي" وله لحية أنه يحب الله ورسوله والتمكين لدينه.. بل هناك كثير من المنافقين يرجفون في المدنية، وهناك "حزبية، وعصبية جاهلية" على استعداد تام لاستئصال وقتال المسلم، لتبقى هي! لأنها تعتبر وجودها هو الإسلام، وغيرها عقبة في طريق الإسلام..!! هذا فعلاً موضوع قد يكون سابق لأوانه بعض الشيء، ولكن ما أحببت الإشارة إليه هنا هو ضرورة "الوعي" - لا إحسان الظن - بما ألت إليه "الحركة الإسلامية" بمصر، وضرورة الانتباه لوجود "أعداء" ضد أي "مشروع جهادي" وضرورة الانتباه لفكر "الإرجاء" الذي عليه الغالبية العظمى من أبناء الحركة الإسلامية - وشعب مصر - قيادات وأفراد، وضرورة الانتباه لجميع المكونات السياسية داخل مصر من أول "المؤسسة العسكرية" وذيولها، ومافيا رجال الأعمال، ومافيا الكنيسة الأرثوذكسية، ومافيا المنظمات الشيوعية... إلخ. فمصر ميراث ضخم جداً، والانتباه لكل هذه التفصيلات ضرورة هامة.. لتحديد ملامح "الخطة الاستراتيجية" لمن يريد أن يحرر مصر. كما يجب الانتباه أيضاً إلى أن الشرق الأوسط - الأمة المسلمة - تعتبر كلها دولة واحدة، ذات سياسة واحدة، وهيمنة صليبية واحدة.. وأن "المواجهة عالمية" و"الجهاد عالمي"، ولابد في النهاية أن تلتحم جميع "المشروعات الجهادية" لتكون "دولة واحدة".. تواجه "دولة الطواغيت" وأن "أجهزة الاستخبارات الفكرية" له خبرة طويلة منذ سقوط الخلافة وبداية "الحركات المسلحة" التي واجهت المحتل ووكلاءه.. وأنها من أخطر الأجهزة العالمية التي تعمل على تفريغ أي فكرة إسلامية من محتواها، حتى ولو كانت "الجهاد"! وإن هذه الأجهزة استطاعت أن تفسد كثير من المشروعات الجهادية؛ فوجب الانتباه إلى أفخاخها.. فإن المسلم لا يؤتى من قوة عدوه، بل يُؤتى من "اختراق الفكر" فالحذر الحذر من أفخاخها، والحذر الحذر من "محلية الفكر والتخطيط".. وأخيراً: أهيب بشباب مصر المحب لدينه، خصوصاً شباب الإخوان، وحركة أحرار، والجبهة السلفية، وغيرهم.. إلى الاستماع لـ "الفكر" الوارد بهذا اللقاء - فهو مناسب للعقلية المصرية - وفيه "خلاصة" القضية.. وفيه إجابة السؤال الذي مازال يتردد في أذهانهم: ما البديل؟ ما الحل؟! إنها دعوة لتصحيح المسار.. وأقول لشباب الإخوان: لم يعد لكم قيادة تستطيع أن تخرج بكم، فمن أدخلكم هذه المحنة.. يستحيل عليه أن يخرجكم منها، وإن قياداتكم تشربت العلمانية حتى النخاع، نظرة واحدة بعين الحقيقة لا بعين "الحزبية والعصبية الجاهلية" تكشف لكم عن كوارث جمة، الطريق الآن واضح لا لبس فيه، ولا غموض، ولا التباس.. فاختروا لأنفسكم، ولا تصدقوا ظن "راند" فيكم بأن تتحولوا إلى حزب علماني بيافطة إسلامية.. واحذروا فتنة "الاستبدال" وسنة "الفسطاط".. وحق على الله أن يهدي من "يجاهد" في سبيله. * * * رابط اللقاء مع مسؤول أجناد مصر: