اخر الاخبار

الإثنين , 29 ديسمبر , 2014



كتب خالد غريب:


حتى لا تحرثوا في الماء

الايدولوجيا... و الدين... و المسلمين ...


الايدولوجيا
تعريفها العلمي انها نسق فكري متكامل له نظرة شاملة للحياة و كيفية تسيير امور البشر و شكل كافة انواع العلاقات بين الافراد في المجتمعات و بين الدول و يتعدى هذا النسق ليصل حتى الى ما يسمى بالميتافيزيقيا اي علاقة الارض بالسماء بالغيبيات بل و ترسم نمط و اليات للتفكير و تضع حدود ادراك محددة لا يمكن تعديه...
باختصار... هي دين
لأن الدين يعني النظام بمفردات المصطلحات الحديثة
يمتد الى العقيدة في الضمير
و الى الخلق في السلوك
و الى التشريع في المجتمع
( كذلك كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ )
و لذا
ليست المادية الليبرالية الرأسمالية... و المادية الشيوعية الا ايدولوجيات انشأها اليهود و أرست الصهيونية قواعدها لتدمير العالم الغير يهودي... باقصاء الدين عن الحياه
و هذا بسبب ان اليهود تنكروا لرسالة سيدنا موسى و صنعوا لانفسهم الها يسوغ لهم العدوان و القتل و السرقة و تدمير البشرية في سبيل مجد شعب يهود المحتار
و بعد ان نجحوا فعلا في تدمير المسيحية عبر العصور و لم يبقى من المسيحية الا اسمها فقط و ذابت في اطر التوجهات الصهيونية الامر الذي انشأت طوائف مسيحية كاملة تحكم العالم تؤمن بان بناء الهيكل و قيام اسرائيل هي البشارة الثالثة و الاخيرة لعودة المسيح ( البروتستنت ) و هم الاغلبية في الولايات المتحدة
و يشكلون ما يسمى بالمسيحيين الجدد

بينما جرت نفس المحاولات باكثر شراسة مع الاسلام و المسلمين الا انهم ظلوا يصطدمون على صخرة الاسلام الصلبة فكلما ذهبوا بالمسلمين الى اسفل السافلين عبر المكائد و المؤامرات... الامر الذي أسفر عن مسلمين كيوت منسجمين مع نفس تلك الحضارة المادية... و آخرين... لافلي... يروجون الى ليبرالية الاسلام... و اخرهم هؤلاء اصحاب الفكاكة و النصاحة... و السياسة ...!!!!!

الذين يعملون على خداع نفس الحضارة التي ما قامت الا على اشلاء اجدادهم و لتدمير بقايا نسلهم... ولا يفكرون الى في ذلك... فبينما يظن اليهود انهم قاب قوسين او ادنى للانقضاض التام على هذا الدين المحفوظ من قبل الله ... ظهر لهم غيرهم بالملايين يعبرون الزمن و كأنهم حضارة متصلة لم تختفي و لم تخفت اشعاعاتها... و لم تخمد قوتها يوما... اما من خلال سنة الاستبدال... او من خلال الاستيقاظ من الغفلة
فتجتاح العالم حالة من الذهول و يرتبك اليهود و مجالسهم العالمية السرية
حيث يروا دولة و كيان متكامل الاركان و القوة يظهر فجأة في عدة ايام... عابرة مسافات التآمر مئات السنين كأن لم تكن كما قلنا... و كأن الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم... لم يمضي على وفاته ايام قليلة !!!!!!

فتهدم ما بنوا من قلاع الخداع و التزييف و التخريب و السحر. ..كما يهدم بيت العنكبوت
و يقف العالم كله امام هذا المشهد ...لا يسعه الا ان يعض الانامل من الغيظ ...و يزداد العداء و يزداد التآمر ...
بينما يقف المخربون و المنحرفون عقائديا و فكريا و نفسيا من ذوينا ...
ينغضون رؤوسهم كالحمقى و البلهاء و الاغبياء

مدلدلين السنتهم مستعرضين قفاهم... غير قادرين الاعتراف بانهم استدرجوا و ضربوا على قفاهم الاف الضربات حتى ادمنوا ضرب القفى من اخس و انجس خلق الله تحت سماءه
و كأنهم جن سليمان عليه السلام... كما قال البعض ...
فلا زالوا يرون القوة الصهيونية كأنها قوة لا تقهر و لا تموت و ليست كبيت العنكبوت و هي التي لا تزال تتحكم... بينما ان تلك القوة قوة ميتة بالية ضعيفة منذ زمن
الا ان هؤلاء الحمقى لا زالوا يحاولون تطويع دينهم و عقيدتهم لحشره داخل تلك الحضارة المادية الحديثة... خوفا من قوة ميتة هشة ضعيفة ...
و يأبى دين الله ان يتقلص او ان يطاوعهم... او ان يخضع الى ما خضعت له المسيحية بعد صدام القرون الوسطي... لانه صلب كامل الاركان لا يمكن تقزيمة... ابي شامخ صامد له حراس اسود على مر الازمان يظهرهم الله في الوقت المناسب فيضطر المرضى من ذوينا و الملعوب في عقولهم و تراكيبهم النفسية الى ترك نسخة الدين الاصلية و يخترعون نسخ مزيفة كاذبة يمكنهم تطويعها و تقليصها و تقزيمها كيف شاءوا
و يخدعون الناس بتسميتها اسلام و يضلوهم باسباب التقزيم و التقليص تارة باسم الضرورات و تارة باسم الموائمات... و تارة باسم الاستضعاف و الاضطرار... و كثيرا باسم الواقع... بينما هم من يعيشون ذلك الواقع الافتراضي المزيف و ابعد ما يكون عن واقعهم الحقيقي
و الغريب ان كل هؤلاء تم العبث في تكويناتهم النفسية و انماط تفكيرهم فلم يعد لهم القدرة اصلا على تقييم تلك القواعد النسبية ( الاضطرار و الضرورة ( فباتوا هم
ادوات اليهود الاساسيين لتطويع او محاولة تطويع النسخة الاصلية كما فعلوا اثناء خطوات( علمنة اوربا ) المرحلية تماما
الا ان الجميع و بينهم سفهائنا يفاجأون بمشهد يعكس سنن الله الثابتة... فيتعرون و تظهر عوراتهم في ذهول غير مسبوق فيضطروا الى الاصطفاف مع بني صهيون في خندق واحد ضد من ارسلهم الله لاظهار النسخة الاصلية... لعلهم يستروا عوراتهم... او ان يضطروا الى السجود الكامل في محاولة يائسة للانقاذ
( كما فعل برصيصة الراهب ) بعد ان يكونوا خدعوا الملايين من عوام الامة من اتباعهم فيأمروهم ضمنا ان يسجدوا معهم للشيطان... بنفس دعاوى التزييف السابقة و مبررات النسخ المزيفة
و هنا ينقسم الاتباع الى قسمين :
- قسم غفل عن دينه و عبد علماءه و أءمته و كبراءه... فيسجد معهم ليقولوا يوم القيامة...
) وَ قَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَ كُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَ الْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) (الاحزاب (
- و قسم اخر و هم من يرد الله بهم خيرا و لم يكونوا من الغافلين او من عبدة علماءهم
فتتغلب عليهم فطرتهم السليمة... ملة ابراهيم... عليه السلام فيقولوا قول ابراهيم :
( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ(26)إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِي(27)وَ جَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(28) ) الزخرف
و يسارعوا بفطرتهم الصحيحة و قلوبهم السليمة للتعرف على النسخة الاصلية متوجهين لها بكل كياناتهم... مهما كانت المعوقات و الابتلاءات و التضحيات ...
و ها نحن الان نعيش تلك المرحلة الفارقة... و التي لا مجال فيها للتزييف و التزوير
فالامة قبل هذه الاحداث مباشرة كانت تعيش بل تتعايش مع امراضها المزمنة و التي تشبه سيكولوجيا النفس الانسانية المريضة بصدمة عنيفة اورثتها الهزيمة و الخنوع و الذل و فقدان الثقة في العقيدة و النصر و الايمان... فكان لا بد لها كانماط العلاج النفسي العلمي من صدمات عنيفة من نوع اخر تنفضها نفضا موجعا لتفيق من امراضها
الا ان البعض تمكن منه المرض ...
و ها انا اراهم منتشرين و كأن لسان حالهم يقول امام ما يشاهدوه من احداث كما قال قوم نوح
)قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين (
فلا وجود لمثل تلك الاحداث و حتى تفسيرها في نسخهم المزيفة للاسلام و التي دفعهم اليهود اضطرارا لايجادها... كما سبق الذكر... و الحقيقة ربما كانت في البداية على اساس المخادعة او المواربة... الا انه مع توارث الاجيال تحت قصف التآمر و الاختراقات الفكرية ظهرت اجيال تعتبر كل تلك النسخ المزيفة هي النسخة الاصلية للاسلام
على اية حال
ها انا اقول ...
- نحن نعيش مرحلة تحولات خطيرة تاريخية لا تخضع الى المعايير التافهه التي كانت تحكم تصرفاتنا و تصوراتنا السابقة ...
- احذر من تلك الايدولوجيات و التي تعتبر نضارات الرؤية للحياة و التى يلبسها الآن من في الارض جميعا الا من رحم ربي و هي تتمكن من تغيير الرؤية اصىلا فتجعل الاسود ابيض و الابيض اسود و الاحمر ازرق... الخ...
و اخيرا
اوصي نفسي و الجميع المسارعة بمحاولة خلع جميع النضارات و النظر الى الاحداث بعين الفطرة لنرى الصورة على حقيقتها
و ليعلم الجميع ...
اننا لن نجد في سنن الله تبديلا و لا تحويلا... فابحثوا عنها ...
حتى لا تحرثوا في الماء

مهندس/ خالد غريب




القراء 1646

التعليقات


مقالات ذات صلة

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((( الأسد المركوب )))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((المطبخ))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الناس))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((مسوخ أرض عاميس))

حروف ممنوعة بقلم/ هشام حسن الببغاوات

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((قفا نبك من ذكرى آخر أسهمى))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((عصا وأرجوز))

حروف ممنوعة _ هشام حسن الخوازيق

تعقيباً على لقاء أجناد مصر بقلم/ إحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((خووووووووود))

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

دولة ‫‏الخلافة‬ لا يعاديها أحد إلا فضحه الله بقلم/ الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي

طواغيت، منافقون، عبيد بقلم/ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( السفينة ))

الإرهاب و السحر عند الفراعنة

ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ

بروتوكولات حكماء العرب البروتوكول الثاني

هجمات باريس وإرهاب الإسلام - حسن أبو هنيّة

هل حان الوقت لكي نفهم ؟ بقلم المستشار/ محمد يوسف عدس

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

تأملات في الواقع بقلم/ حسين بن محمود

النماذج الثلاثة

عبادة الرموز و تقديسها بقلم/ أيمن إمام

بروتوكولات حكماء العرب الجنس الثالث..!!.. البروتوكول الخامس د. محمد عباس

التعصب للجماعات يعمي البصيرة حتى و لو كانت الجماعة جماعة مجاهدة

جاءت الملاحم يامسلمون فتهيئوا لها

انتصارات الدولة الإسلامية وشعبيتها

غلام الجاهلية

انتهت مرحلة الردود على الشبهات بقلم أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((الرجل ذو الألف مسبحة))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الفلاشة ))

طه عبد الرحمن، السياسة والترجمة: أي معنى للإبداع؟

سلسلة قبل الغروب عوامل السقوط الحضارة و التخلف

لماذا فشلت الثورات العربية؟ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( ليلة التاسع من نوفمبر ))

تعليقاً على المصالحة المصرية القطرية.. أحمد طه

و إذا كان العرب أغبياء فلم نلوم الغير ؟

تعليقاً علي خبر القبض على شاب وفتاة بالمترو تحدثا بالإنجليزية



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net