كتب أحمد طه:
انتهت مرحلة الردود على الشبهات
يلبس بعض السفهاء ثوب الحكمة ! ويلمز الدولة الإسلامية بقوله: "إنه يقدر رغبة الشباب الجامحة في رؤية انتصارات، والشعور بالنصر.. وهذا هو السر في شعبية الدولة، ولكن ليس هذا هو الطريق الصحيح" !
ويلبس بعض السفهاء رداء الجنون !! ويلمز الدولة بقوله: "إن الدولة انتصرت، ولها شعبية.. بسبب المؤامرة الكونية على "الديمقراطية" الحنونة الجميلة الراقية العظيمة التي تطمح إليها كل البشرية، ولا يستحقها إلا الشعوب الراقية المثقفة"..!
فأما السفيه الذي يلبس ثوب الحكمة:
مازال يعيش أسيراً لفكرة "التنظيم" لقد توقف عقله عند حدود التنظيم، ولا يتصور شيء غير التنظيم.. والحزب، والشيخ، وما على التنظيم إلا أن يضعه في قالب، ويخرج منه نسخة كربونية من إخوانه.. والنسخ الكربونية فقط هم أهل الأخوة، وغيرهم "مخابرات" تريد أن تفسد عليهم عملهم وطريقهم! هذه القوالب والنسخ، لم تترب على فكرة "رجال الدولة" وعلى العزة والمواجهة.. بل تربت على الشيخ والمريد، وعلى الهروب والتخفي والتبرير وشعور العجز والمطاردة.. وكل من توقف فكره عن حدود التنظيم.. لا بد وأن يرى في الدولة مؤامرة، ولا بد أن يرى فيها غرابة.. ولأنه أسير فكرة التنظيم والحزب والعصبية الجاهلية للأفراد والهيئات، يحسب أن السر في شعبية الدولة هو مجرد "انتصاراتها" ! ولا يفهم أن "مشروع الدولة" سواء انتصرت أو انهزمت - لا قدر الله - الدولة.. هو الأصل الذي على كل المسلمين القيام به.. فعليهم تفكيك الدولة القومية، وإزالة الحدود، والاجتماع على الإسلام، والانتساب للشرع، والتحاكم إليه! لكن التربية على التنظيم الذي يعتبره حامي حمى الإسلام، وهو أقصر طريق للتمكين؛ يجعله في حالة من العمى عن رؤية الحقيقة الساطعة أمامه.
وأما السفيه الذي يرتدي ثوب الجنون:
ويقول إن الدولة تقدمت على جثة الديمقراطية.. وإذا عادت الديمقراطية.. انطفأ نجم الدولة ! فهذا السفيه لا يفهم معنى الإسلام، ولا حقيقة الديمقراطية.. هذا السفيه يحسب أن الإسلام يرحب بالديمقراطية في مقابل الاستبداد العسكري، ولا يدري أن الإسلام يحارب الطاغوت العسكري ويسقطه، كما يحارب الديمقراطية العلمانية ويسقطها.. ولو أن هذه الديمقراطية جعلت أعمدة الإنارة - في الشوارع - من الذهب فإن الإسلام يسقطها ويرد الحكم والتحاكم والسيادة لله وحده لا شريك له.. وسواء نجحت الديمقراطية في البلدان المسلمة أو فشلت، فإن الإسلام يعمل على استئصالها، وإقامة دولة الإسلام.. يكون شرع الله فيها يعلو ولا يُعلى عليه رغم أنف الجميع، فهو حق الله على عباده، ولكن من يَدين بالإسلام الأمريكاني العلماني - حيث أمريكا تلغي الشرع والحدود والولاء والبراء والجهاد، وتبقي لهم على الشعائر - لا يرى في الإسلام ذلك!
إن الإسلام يحارب الطاغوت العسكري، مثلما يحارب الطاغوت الديمقراطي، مثلما يحارب الطاغوت المستبد، مثلما يحارب الطاغوت العلماني.. كلمهم سواء!
الإسلام يقاتل الطاغوت بعيداً عن ما يلبسه من شعارات أو يختاره من مناهج أو صور.
كما سبق وقلت.. انتهت مرحلة الردود على الشبهات، ونحن في مرحلة جديدة.. ولكن ما أكثر من يصدق السفهاء والمجانين من الناس!!