اخر الاخبار

الإثنين , 29 ديسمبر , 2014


كتب حسين بن محمود:

تأملات في الواقع

لا تحسبوه شراً لكم ..

الخيانات الكبيرة التي حصلت من أبناء علي صالح و هادي و جنرالات الجيش اليمني لتسليم صنعاء و الولايات اليمنية للحوثيين ضمن صفقة بين الأمريكان و دول الخليج و إيران ليس شراً محضا ، بل فيه من الخير ما لا يعلمه إلا الله ، و قد نصحنا إخواننا في أنصار الشريعة باليمن أن يثخنوا في الروافض لأن الإثخان أكبر دعاية تحريضية ، و قد كان الإخوة أسبق منا فأثخنوا في العدو الحوثي و صارت القبائل اليمنية المسلمة الأبية تسارع إلى مبايعة قاعدة الجهاد في اليمن ، و من لم يبايع فإنه ينسّق معها ، و لا نشك أن التنسيق سيزداد في الأيام القادمة ، فهذا خير كبير ساقه الله للمسلمين في اليمن ، و ما هو أعظم من هذا : سقوط الغشاوة التي كانت على أعين الناس : فهذا الخبيث على صالح الذي حكم اليمن لعقود لم يزدد فيها إلا حقداً و حنقاً و بغضاً لليمن و أهله كانت نزوته الشخصية و أنانيته أغلى من دماء و أعراض و كرامة أهل اليمن التي سلمها للروافض هو و أبناءه و خادمه علي هادي و بعض من يسمّون بالوجهاء الذين هم في حقيقتهم بلهاء لا يعرفون سنن الله تعالى في أمثالهم ، خاصة في يمن الحكمة و مدد الإسلام معدن العرب و أنصار الدين ..
المقاومة المعتدلة
هل عرف الناس الآن حقيقة المقاومة المعتدلة في سوريا و التي يريد الصليبيون و اليهود و مرتدو العرب تقويتها في مواجهة المجاهدين ؟ رأس هذه المقاومة المعتدلة هو “بشار” الذي ترسل له روسيا و إيران و بعض دول الخليج الكثير من الذخيرة و الأسلحة لمواجهة المجاهدين ، لا الدولة الإسلامية فقط كما يعتقد بعض المغفلون .. و المقاومة المعتدلة الأخرى هي “الجبهة السعودية” التي خالفت أخواتها من الجماعات الأخرى و أنكرت أي وقف للقتال ضد الدولة الإسلامية في مثل هذا الوقت ، فهل يعي البعض حقيقة هذه الجبهة و يتدارك أمره قبل فوات الأوان .. و المقاومة المعتدلة الثالثة هي المجالس التي تشكّلت في أوروبا لسرقة ثمار الثورة السورية ، و هذه لا قوة لها حقيقية على الأرض إلا ما كان من عصابة “سليم إدريس” المنتمي زوراً للجيش الحر .. هناك أفراد يتم تدريبهم هنا و هناك تحت عين أمريكا للزج بهم في سوريا باسم المقاومة المعتدلة ، فهؤلاء ربما يشكلون خطراً على المدى البعيد .. أما المقاومة المتشددة الإرهابية فهي كل جماعة يقول أفرادها “لا إله إلا الله” مخلصين لها ، فهؤلاء كلهم إرهابيون متشددون تحاربهم القوى الصليبية و العربية .. عبثاً حاولت أموال الخليج و إغراءات الاوروبيون ثني هؤلاء المقاتلين عن تشددهم و تمسكهم بـ “لا إله إلا الله” القلبية ، و الاكتفاء باللفظية كبقية القوى المعتدلة ..
كان يا مكان !!
كان يا مكان في قديم الزمان كانوا يقول لنا الحذّاق من المحللين السياسيين الأفذاذ و العلماء الراسخين المطّلعين على الأخبار و معهم وسائل الإعلام بأن هذه الثورة العراقية ، و هذه الفتوحات الموصلية و النينوية و الرمادية كانت بقيادة العشائر العراقية ، و أن “الدولة الإسلامية” لا تمثل سوى (5%) من هذه القوى السنيّة !! أين هي العشائر الآن و أين قياداتها و أفرادها و إعلامها و بياناتها و تصريحاتها و جنودها في ساحات النزال و راياتها !! كانوا يقولون لنا : لا تبخسوا الناس أشيائهم ، و لا تعطوا الدولة أكثر من حجمها ، و لا تختزلوا الجهاد و الفتوحات الباهرة للقبائل في الدولة فهذا من البهتان و الظلم و الجور و الكذب و التدليس … !! أين هؤلاء المحللين الخبراء الحذاق الأذكياء مما يحدث الآن !! هل خرج واحد منهم و قال بأنه كان مخطئاً في حساباته !! أطلعتنا هذه الأحداث على نوع من الناس عجيب : يخرج من جهل إلى جهل ، و من كذبة إلى كذبة ، و من افتراء إلى افتراء ، و من خطأ إلى خطأ ، و هو في كل هذا يعتمد على ذاكرة الذبابة عند قرّاءه و متابعيه و قلة عقولهم و غفلتهم ، مع غياب تام للحياء و الخجل عنده !!
دغدغة للذاكرة
قالوا الدولة الإسلامية : شرذمة قليلة فاتضح أنها جيش جرار !! قالوا الدولة الإسلامية عميلة و هم يتفقون مع الإيرانيين على حربها .. قالوا الدولة الإسلامية عميلة لبشار و هم يتفقون مع بشار على حربها .. قالوا الدولة الإسلامية عميلة للأمريكان و هم يتفقون مع الأمريكان على قتالها .. قالوا الدولة الإسلامية عميلة للمالكي و هم يتفقون مع الروافض على قتالها .. قالوا الدولة الإسلامية كرتونية فجمعوا لها أكثر من ستين دولة .. قالوا الدولة الإسلامية تشوّه صورة الإسلام فاتضح أن ما تفعله الدولة من تقطيع رؤوس لا يقارن بما فعله و يفعله الرافضة بالمسلمين ، و أن قطع الرأس رحمة بالمقتولين مقارنة بالقتل الآخر من الحرق و التفجير و التقطيع و الدفن للأحياء و هتك أعراض الرجال و النساء .. قالوا البغدادي وهمي لا وجود له فظهر لهم بلحمه و دمه .. قالوا البغدادي أصله يهودي ، و أنه حفيد صدام ، و غيرها من الأقاويل ، و أخرجوا لنا صور ، فرفع البغدادي نسبه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليعرفه كل عراقي ، بل كل من يعرف أنساب العرب ، و لم يجرؤ أحد بالطعن في نسبه .. قالوا بأن الدولة الإسلامية تعطي الأمريكان الضوء الأخضر لقصف المسلمين ، قلنا : من أعطى الدول العربية الضوء الأخضر لقتل أطفال المسلمين في العراق و الشام .. قالوا بأن الدولة الإسلامية ارهابية لا وسطية ، نقول : ما بال الجماعات الوسطية الطيّبة التي تقصفها أمريكا في الشام !! قالوا الدولة الإسلامية لا تتحاكم لشرع الله ، قلنا : هاتوا لنا دولة على وجه الأرض اليوم تحكم بشرع الله غير هذه الدولة التي تقيم الحدود على جنودها حتى في وقت الحرب !! قالوا لنا الدولة الإسلامية عندها أخطاء ، قلنا : هاتوا لنا دولة منذ أن بدأ التاريخ حتى الآن لم يكن عندها أخطاء ، و اشملوا في هذا البحث الدول التي حكمها الأنبياء و الرسل و الصدّيقين .. قالوا لنا : الدولة الإسلامية وقفت عند الحدود المرسومة لها من قبل الأمريكان ، قلنا : قلتم هذا قبل فتح الرقة و دير الزور و قبل مهاجمة الدولة للأكراد ، و نقول لكم : ستُفتح بغداد بإذن الله و أربيل و البصرة و سائر العراق و الشام ، و لا نقصد بالشام “سوريا” فرددوا هذه العبارة بعد كل فتح حتى تتعبوا ، و لن تتعب الدولة – بإذن الله – من الفتوحات ..
المفاوضات
إذا رأيت العدو يطلب وقفاً فوريا لإطلاق النار أو يبادر إلى طلب الهدنة أو يدعوا للحوار و التهدئة أو الجلوس على طاولة المفاوضات : فاعلم بأنه مكلوم .. هذه الدعوى من أساليب الأعداء اليوم في استعادة الأنفاس و محاولة خداع و تشتيت المجاهدين .. عندما يطلب “علي هادي” الحوار مع الحوثيين فإنه يريد بذلك تشتيت القوى الشعبية التي اجتمعت لتقف سداً أمام الزحف الحوثي ، فيطمئنها بكلمات و اتفاقات لتتفرّق فيتقدم الحوثيون بعدها دون مقاومة تُذكر .. و حينما يطلب الغرب من الليبيين التوقف عن القتال فاعلم بأن حفتر في مأزق و هم يحاولون إنقاذه .. و حينما طلب اليهود من الفلسطينيين وقفاً لإطلاق النار فذلك نتيجة كسر الفلسطينيون لشوكتهم .. و حينما تحاول الدول الغربية التدخّل في سوريا لوقف إطلاق النار و التوجّه للحوار فاعلم بأن النصيرية في مأزق كبير و أن العدو يحاول إرسال ذخيرة و سلاح له عن طريق الجو و البحر و البر .. لقد فعلوا ذلك في حرب أفغانستان عندما كان المجاهدون قاب قوسين أو أدنى من دخول كابل فطلبت الدول الغربية الحوار و وقع المجاهدون في الفخ فضاع جهادهم ، و فعل الغرب ذلك في البوسنة عندما اجتمع المجاهدون و قويت شوكتهم و كادوا يبطشون بالنصارى فكان الحوار و النقاش كسراً لقوتهم و إضعافاً لموقفهم .. يجب على المجاهدين أن لا ينخدعوا بهذه الدعوات ، و أن يكون الحوار بعد اندحار العدو الحربي و انكساره و هزيمته التي لا يقوم بعدها أبداً ، و لا حوار مع الخونة من أبناء جلدتنا ، فليس لهؤلاء إلا السيف .. من ظن أن هذه المفاوضات و الحوارات و التهدئات تجلب خيراً للمسلمين فلينظر إلى فلسطين
{فَلاَ تَهِنُوا وَ تَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَ أَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَ اللَّهُ مَعَكُمْ وَ لَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}
( محمد : 35 )
الثورة في كتاب الله تعالى
حينما تقرأ قول الله تعالى {وَ مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء : 107) تستشعر رسالة الأنبياء التي اختصرها الله تعالى في هذه الآية ، فالوحي و الدين رحمة ، و أي رحمة ، و كل حكم سوى الشريعة نقمة و جور و ظلم و طغيان مهما بلغ من “الرقيّ” و”التقدّم” الذي يظهر للناس ، ففي هذه الآية من الدلالات ما يفوق التصوّر ، و لكن ما يغفل عنه البعض أن هذه الرحمة لا تكون إلى بعد ظهور الدين لا قبله ، فالله تعالى يقول في سورة الأنفال {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ} (الأنفال : 67) فهذه الآية لها علاقة وطيدة و كبيرة بالآية في سورة الأنبياء ، ذلك أن الله تعالى يُرسل الرسل بعد أن يسود الظلم و الطغيان في الأرض ، و يكون من العناصر في جنس الإنسان ما يفوق الشيطان فساداً و إفسادا ، فلا بد من استصال هذا المرض كلياً لتنعم البشرية بالأمن و الرحمة الشرعية ، فالله تعالى يقرر في هذه الآية أن الأنبياء لا يأسرون الأعداء قبل الإثخان و الإستئصال للعناصر البشرية الفاسدة التي تدمّر و توبئ محيطها ، فهي كالفيروسات القاتلة التي تجلب الطاعون .. ليت شباب الثورة العربية يتعلمون من أعدائهم هذا الأمر : فالعدو يعلم بأن محاربة الدين لا تكون إلا باستئصال عناصره العاملة ، و لذلك أكثروا من القتل في المسلمين ، و لو أن الثوار في البلاد العربية طبّقوا الآية في سورة الأنفال و استأصلوا الفساد و أثخنوا في أعداء الدين لكان الحال غير الحال ، و لكن أبى الله إلا أن يبتلي المسلمين بعض الوقت حتى تتمايز الصفوف ، و حتى يحصل اليقين بكلامه المعجز المبين فيعلم المسلمون أن لا خيار لهم غير الإذعان لأمر الله باتباع هدي الأنبياء في الإثخان في الأرض ..
توحيد الربوبية و الأسماء و الصفات !!
هناك من الناس من غلا في تقدير القوة الغربية فصرف لها من صفات الله و خصائصه ما لا يستقيم في عقل المسلم : فالبعض يعتقد جازماً بأن التكنلوجيا الأمريكية ترى النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ، فكل شيء عند الأمريكان مراقَب و مُسجَّل و معلوم ، فلا تخفى على الأمريكان خافية في الأرض !! و هناك من الناس من يعتقد بأن رئيس أمريكا على كل شيء قدير ، فلا يُعجزه شيء ، و لو أراد لأهلك العالم ، و لو شاء أحيا الدول و الشعوب !! و هناك من الناس من يعتقد بأن المخابرات الأمريكية تخلق ما تشاء ، و تملّك من تشاء ، و تنزع المُلك ممن تشاء ، و تُعزّ من تشاء ، و تُذلّ من تشاء ، فهي التي تصنع الجماعات ، و تصنع الزعامات ، و لو أرادت : لأطاحت بهذه الجماعة ، و لو شاءت : ما قامت هذه الجماعة .. هذه الإعتقادات أقرب ما تكون إلى الشرك بالله .. البعض لا يصدّق أن جماعة مسلمة تستطيع حمل السلاح و القتال دون إذن أمريكا ، و البعض لا يصدّق أن جماعة مسلمة تستطيع الانتصار رغم أنف أمريكا ، و البعض لا يصدّق أن تستمر جماعة في الوجود دون رضى أمريكا ، فكل شيء عند هؤلاء مرهون بمشيئة أمريكا .. أمريكا طُردت من فييتنام و الصومال و أفغانستان و العراق و لم تستطع قتل رئيس كوبا رغم عشرات المحاولات ، و لم تستطع الوصول إلى أسامة إلا بعد أكثر من عشرين سنة ، و لا زال الظواهري حياً و هي تطلبه ، و لا تستطيع الوصول إلى قادة الجهاد في العراق و اليمن و الشام و غيرها إلا بخيانة بعض العملاء ، و مع ذلك يعتقد فيها البعض كل هذه الإعتقادات ، و يصرف هذه الحقائق إلى كون أمريكا هي التي لا تريد فعل هذا ، أو أرادت فعل ذاك ، و كل فعل أو قول أو شخص أو جماعة باقية : فأمريكا تستفيد منها ، و لولا ذلك لأنهتها من الوجود !!
الإسلام هو الإسلام
البعض ينجرّ خلف الإعلام دون عقل و إدراك ، فأينما يتوجّه الإعلام فثم وجهه !! يدندن الإعلام على بعض الألفاظ و المصطلحات التي لا أصل لها فجعلها أصلاً في اعتقاد الناس ، منها على سبيل المثال : “الإسلام السني” و”الإسلام الشيعي” !! لا يوجد في ديننا شيء اسمه “إسلام سني” فضلاً عن أن يكون “إسلام شيعي” .. الإسلام هو ما نزل على نبينا صلى الله عليه و سلم ، فكل شيء يخالف ذلك فهو ليس من الإسلام .. علينا أن لا ننجر خلف هذه المصطلحات ، و لا يغلبنا الإعلام على مفاهيمنا الشرعية ، الدين عند الله واحد ، و هو الإسلام .. نحن مسلمون ، و من خالفنا مبتدع أو غير مسلم ، و كان السلف يقولون “أهل الأهواء” ، فكل من خالف الشرع فهو صاحب هوى إن فعل ذلك عن علم ، و إلا فهو جاهل و ضال .. إن قولنا “إسلام سني” لا يختلف عن قولنا “إسلام صلاتي” أو “إسلام زكاتي” لمن صلى و زكّى ، فاتباع السنّة أصل الدين لا ينفك عنه ، و كذا قول البعض “الإسلام السياسي” أو “الإسلام الجهادي” ، فكل هذه المصطلحات باطلة مضللة لا ينبغي تداولها و لا نشرها ، و ينبغي محاربتها و تحذير الناس منها لما فيها من إيحاء بأن الإسلام متبعّض .. ليس هناك إسلام دون سياسة و جهاد و اتباع سنة ، هذا باطل بطلاناً لا يحتاج إلى بيان .. مثل هذا قول بعضهم “السلفية الجهادية” ، فهذا المصطلح لا يختلف عما سبق في كونه مضلِّل ، فهو يوحي بأن هناك إسلام سلفي و إسلام غير سلفي ، و أن هناك إسلام سلفي جهادي و إسلام سلفي غير جهادي .. الإسلام هو ما كان عليه سلف الأمة من الصحابة و التابعين و تابعيهم بإحسان ، و لم يكن في هذا السلف “جهادي” و غير “جهادي” ، و إنما أتى هذا التقسيم لوجود من يدّعي “السلفية” و ينكر الجهاد في وقتنا هذا ضد الأمريكان خاصة ، و هؤلاء حُقّ لنا أن نسميهم “السلفية القاديانية” : فسلفهم “ميرزا غلام القادياني” الذي حرّم القتال ضد الإنجليز خاصة ، ثم أنكر الجهاد بوجه عام ، و زعم أن الإنجليز هم ولاة الأمر الذين تجب طاعتهم ، تماماً كما قال قائلهم في شأن “بول بريمر” الأمريكي ، و”بشار” النصيري ، و”المالكي” الرافضي ، فحرّم قتالهم لأنهم ولاة أمر في زعمه !!
القاعدة الفكرية
قناعة الإنسان هي قائدة فكره وتحليله للمعطيات حوله ، فلو أن انساناً اعتقد بفساد أحدهم فإنه يبني أقواله وأفعاله على هذه القاعدة : فكل خير يفعله هذا “الفاسد” يصرفه صاحب القاعدة إلى قاعدته الفكرية فيكون الخير إما رياءً أو اضطراراً أو محاباة أو غيرها من الصوارف ، و إن اعتقد البعض في أحدهم خيراً فإنه يصرف جميع أقواله و أفعاله إلى ذلك .. لنأخذ الدولة الإسلامية كمثال : هناك من الناس من يعتقد في قرارة نفسه أن هذه الدولة عميلة حتى النخاع ، فكل تحليلاته مبنية على هذا الأساس ، فلو تقدمت الدولة و تمددت فإن ذلك بسبب رضى إيران أو رافضة بغداد أو نصيرية الشام أو أمريكا أو غيرها ، و لا يمكن لهذا الشخص أن يتخيّل أن الدولة الإسلامية تتمدد لقوتها أو لاستبسال مجاهديها ، فلا بد من صرف كل فعل للدولة إلى ما يوافق أصل الإعتقاد .. و هناك من يعتقد بأن الدولة “خوارج” ، فيصرف كل قول أو عمل لها على هذا الأصل ، و ربما استعان بالأحاديث النبوية و أسقطها على هذا القول أو الفعل ، و إن خالفت بعض أقوال و أفعال الدولة الإسلامية بعض النصوص فإن الشخص يسارع إلى تثبيت ما ثبت في عقله ، و يطالب غيره بالانتظار حتى تأتي الدولة بأفعال أخرى تطابق الأحاديث ، أو يقرر بأن الخارجية لا تعني تطابق جميع الأحاديث و إنما يكفي بعضها ، أو يحاول تحوير و لي أعناق النصوص لتكون على مقاس أفعال و أقوال الدولة ، أو يأتي بتعريف للخوارج من عنده و ينزله على الدولة فلا تنفكّ عنه .. هناك من يعتقد بأن الدولة الإسلامية “خلافة على منهاج النبوّة” ، فيُنكر – بناء على هذا الأصل – أي خطأ للدولة الإسلامية ، و لا يقع في خلده أن قادة الدولة يُخطؤون لأن منهاج النبوّة يوحي بالعصمة عنده ، فإذا أخطأت الدولة في قول أو عمل صرف ذلك إلى غير مبتغاها ، أو حاول التبرير بشتى الطرق ليصل إلى تحقيق أصله الثابت عنده .. الصحيح أن تكون الثوابت التي ذُكرت في النصوص الشرعية هي الأساس في الحكم على الأشخاص و الجماعات ، و حتى هذه القواع المنصوص عليها لها استثناءات ، فالحكم على شخص أو جماعة بناء على تصوّر مسبق متأصّل في قلب الأنسان بلا دليل شرعي : أمر غير مقبول .. الأصل في المسلم الصدق و الصلاح ، و الواجب تجاهه : حسن الظن و الحب و الموالاة ، و الأصل في الكفار الكذب و الفساد ، و الواجب تجاههم : سوء الظن و البُغض و المعادة ، فمن خالف هذه الأصول الشرعية فهو ظالم لنفسه و لغيره ..
مصيبة المصائب !!
ليست المصيبة أن تقصف الطائرات العربيةُ المجاهدين في الشام و العراق ، لكن المصيبة أن يُمنع المسلمون من إغاثة النازحين السوريين و العراقيين الذين تجاوزوا العشرة ملايين أغلبهم من الأطفال و النساء .. الدول العربية التي تقصف المسلمين في العراق و الشام منعت أهلها من جمع التبرعات للنازحين ، و الدول الغربية فتحت الأبواب لكنائسها تتغلغل بين اللاجئين لتنشر النصرانية ، فلا يكفي قتل اللاجئين جوعاً و عطشاً و برداً ، بل لا بد من تغيير دين من بقي منهم على قيد الحياة !! ليت البعض يصرف جهد الطعن في المجاهدين إلى محاولة إيصال المساعدات للاجئين ..
مصيبة أخرى ..
كنا ندافع عن الأحكام الشرعية ضد هجمات المستشرقين و الغربيين و اليهود و المرتدين من العلمانيين و الشيوعيين و غيرهم ، و لكننا اليوم ندافع عن هذه المفاهيم من اتهامات و تحريفات من ينتمون لهذا الدين !! ضرب الرقاب حرام ، و حز الرؤوس حرام ، و الجهاد حرام ، و السبي حرام ، و الجزية حرام ، و الولاء و البراء حرام ، و الحب و البغض في الله حرام ، فكل هذه الأمور مخالفة للأعراف و القوانين الدولية المتفق عليها بين البشر في هذا الزمان !! مساكين هؤلاء ، لم يُدركوا بعد أن هذه القوانين “الدولية” إنما وضعها الغرب الصليبي بعد الحرب العالمية لتنظيم العلاقات بين الدول الصليبية ، فلا علاقة للمسلمين بهذه القوانين ، و لا تنطبق عليهم ، و ليست هناك سابقة واحدة توحي بذلك .. إن الأحكام الشرعية الثابتة لا تُنسخ بعد النبي صلى الله عليه و سلم ، و لو أن الصحابة جميعاً اجتمعوا على نقض حكم شرعي ثابت في كتاب الله تعالى – و هذا ما لا يمكن حدوثه عقلاً و لا شرعاً – لضربنا بقولهم عرض الحائط ، فكيف يقول البعض بأن إجماع اليهود و النصارى على بعض الأعراف و القوانين ينسخ أحكام القرآن و السنة الثابتة !! إن هذا القول جهل كبير بالدين ، بل قد يكون من الشرك بالله لأنه ادعاء حق التشريع أو النسخ لغير الله تعالى ، فالله تعالى وحده الذي ينسخ و يثُبت الأحكام ، فكيف يطيب لمسلم أن يقول بأن ما اتفق عليه اليهود و النصارى ينسخ ما أثبته الله تعالى !! البعض يقول بأن المسلمين وافقوا على هذه القوانين ، و بذلك صح الإجماع !! و هذا من الباطل بمكان : من أعطى المسلمين حق مخالفة شرع الله أو إبطال حكمه أو تغييره ؟ و من هم المسلمون الذين كانوا في وقت اصدار هذه القوانين ؟ أليسوا هؤلاء الطغاة الذين يقتلون المسلمين اليوم و يحاربون الدين !! البعض يقول بأن هذه القوانين تنظّم العالم و تنهي الرقّ و الحروب و تحافظ على الدماء و الأموال و الأعراض ، و هذه من مقاصد الشريعة ، فنقول : هل حدث هذا فعلاً !! و هل في مخالفة شرع الله تحقيق للمقاصد الشرعية !! و هل البشر أعلم من الله بحيث يستدركون عليه أحكامه !! و ما حاجة البشرية إلى التشريع السماوي إن كانوا يستطيعون تنظيم حياتهم في الأرض !! سبحانك هذا بهتان عظيم .. لا تُحفظ الأموال إلا بالشرع ، ولا تُحفظ الأنفس إلا بالشرع ، ولا يزول الظلم إلا بالجهاد ، و لا يكون جهاد إلا بضرب رقاب أئمة الكفر و رؤوس الفساد ، و السبي من حقوق أهل الجهاد الشرعية ، و هو جزء من الغنائم ، و لا يسع أحد منعهم إياه إلا برضاهم ، و أحكام الرق تكاد تدخل في جميع أبواب الفقه ، فمن أنكر هذا فقد أنكر الكثير من أحكام الدين المنصوص عليها في الكتاب و السنة ، و من زعم أن أصل السبي ليس من المصلحة فقد افتأت على الله و ظن أنه أعلم بالمصلحة من الخالق المُشرّع سبحانه .. يجب على المسلم أن يعتقد بأن كل ما شرعه الله تعالى هو المصلحة ، و كل ما نهى الشرع عنه هو مفسدة ، قال تعالى {وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} (الأعراف : 157) فلا قول و لا رأي مع النص ، و من لم يستوعب المصلحة في أمر منصوص : فليتّهم عقله ..
نظرة عسكرية
البعض يتسائل : كيف تستطيع الدولة الإسلامية الصمود في وجه الترسانة الأمريكية-الصهيوعربية بكل هذه الطلعات الجوية مع جحافل الأكراد و الرافضة و النصيرية و الخونة على الأرض ؟ سؤال منطقي نحاول الإجابة عليه بالمقياس الأرضي ، فنقول : لقد استطاع الصوماليون الوقوف في وجه الأمريكان حتى طردوهم من الصومال ، و استطاع الطالبان الوقوف في وجه التحالف الدولي حتى هزموهم و تركوا أفغانستان ، و استطاع المجاهدون طرد الأمريكان من العراق ، و استطاع الشيشان الصمود أما الروس حتى الآن ، و استطاع الكشميريون الصمود أمام الهندوس ، و المجاهدون في سوريا صمدوا أمام القصف النصيري المدعوم روسيا و صينياً و إيرانياً و خليجيا ، و استطاع الليبيون الصمود و التقدم أمام الخونة رغم الدعم الصليبي و القصف و الدعم المصري الخليجي ، و استطاع المجاهدون في غزة الصمود أمام الترسانة اليهودية المدمّرة المدعومة بالأموال الخليجية و كبدوا اليهود خسائر فادحة !! السلاح الجوي – رغم فعاليته الكبيرة – لا يغني عن القتال الأرضي ، خاصة إذا كانت البقعة الأرضية ذات مساحة كبيرة و تضاريس وعرة ، فالأمريكان استخدموا قنابل نووية مصغّرة و قنابل عنقودية و كيميائة في أفغانستان ، و إذا كان اليهود لم يستطيعوا التقدم شبراً واحداً في غزة رغم التباين الكبير بينهم و بين الفلسطينيين و رغم صغر حجم غزة و غياب التضاريس فيها فكيف يستطيع التحالف الصليبي أن يحقق نتائج حقيقية في العراق و الشام ؟ الصليبيون حاولوا الإعتماد على الرافضة ثم الأكراد على الأرض فلم يستطع هؤلاء الوقوف في وجه جنود الدولة الإسلامية ، ثم أتى الغرب بالقصف ، و لكنه قصف غير مركّز ، فالدولة تقاتل على أكثر من عشر جبهات في آن واحد ، و العدو الآن يحاول التركيز إعلامياً على “عين العرب” ليحقق نصراً – و لو معنوياً – بينما الدولة تتقدم في جبهات أخرى لا يستطيع العدو التركيز عليها لبعد المسافات و عظم التكلفة و تشتت الجهود ، كل ما يستطيع العدو فعله هو وقف تقدم جنود الدولة في بعض الجبهات وقت القصف ، فإذا توقف القصف استأنف جنود الدولة التقدم .. الدولة أتقنت خلق المفاجئات : فهي تُقصف هنا و تقتحم هناك ، و يُجمع لها هنا فتجمع هناك ، و لا يعرف العدو كيف يجتمع جنود الدولة بهذه الأعداد في ساحة معركة تحت مراقبة الأقمار الإصطناعية و الجواسيس !! جنود الدولة أتقنوا فن التمويه ، و هم من يبادر و يباغت ، و أتقنوا الضرب بالمفخخات ، و عندهم مخزون انغماسي لا نظير له في تاريخ الحروب ، و جنود الدولة يقاتلون عن عقيدة لا قِبل لأحد بها : فقضية إحياء الخلافة الإسلامية التي غابت عن واقع الأمة لتسعين سنة ليست كأي قضية أخرى ، و الحكم بشرع الله أمر لا يقارن بأي هدف دنيوي مهما كان ، و الموت في سبيل هذه الأهداف يعني الخلود في الأرض و السماء ، فالمجاهد يعتقد بأنه يقيم شرع الله في الأرض ، و أن من يأتي بعده يكون عمله في ميزان حسناته ، فليس عمل يعدل هذا عند جنود الدولة ، و لا يملك أي جيش على وجه الأرض مثل هذه العقيدة التي تدفع أصحابها إلى احتضان الموت بصدور ملئها الشوق ، هذا لا يوجد إلا في أهل الجهاد ، و جنود الدولة لهم القسط الأكبر من هذه الحوافز ، فلا نظير لهم على وجه الأرض اليوم ، و هم في ازدياد كل يوم رغم التشويه الإعلامي الكبير و رغم التضييق ، و كثرة الجبهات و قوة الضربات تجعلنا نجزم بأن عددهم أكثر من (30) ألف بكثير ، و تكتيكاتهم الحربية و خططهم العسكرية و استراتيجيتهم تجعلنا نوقن بأنهم على درجة كبيرة من التنظيم و الحرفية و الإعداد و التركيز و الدهاء و العبقرية ، و لعل مجموع الخبرات الحربية في قيادات الدولة الإسلامية لا نظير لها في أي جيش على وجه الأرض ، فاذا اجتمعت الخبرة مع الدهاء و الإصرار و العقيدة و الروح المعنوية العالية و الإعداد الجيد فإنه خليط النصر الذي لا ينقصه إلا حسن التوكل على الله ، و كفى بالله وكيلا ..
مبادرة أنصار الشريعة
البيان الذي أصدرته “أنصار الشريعة” في نصرة الدولة الإسلامية بيان متزن عاقل صدر من أناس قدّموا المصلحة العليا للأمة الإسلامية على المصالح الضيقة ، و إن كنا نطمع في أكثر من ذلك ، إلا أن هذه بادرة طيبة من أهل الحكمة و المدد الإسلامي .. إننا ندعوا الإخوة في جميع الجبهات أن يتكاتفوا و يتعاضدوا ضد الهجمة الصليبية الصهيوعربية على الأمة الإسلامية و دينها ، فالأمر أعظم و أخطر مما يعتقد البعض ، فليس لدينا جهد فائض نضيعه في جدال و نقاش عقيم ، و لا نملك ترف الوقت نصرفه في نزاع ثانوي ، الأمر أمر الأمة الإسلامية و دين الإسلام ، فعلينا أن نكون على قدر من المسؤولية .. لينظر – من لم يستوعب الموقف بعد- إلى اجتماع أعداء الإسلام على قتالنا في مصر و ليبيا و تونس و الشام و العراق و خراسان و بلاد فارس و اليمن و جزيرة العرب و الصومال و مالي و الشيشان و تركستان الشرقية و غيرها من بلاد المسلمين : فالأعداء هم هم رغم اختلافهم و عداوتهم لبعضهم و تنافسهم ، و نحن متشرذمون مختلفون متناحرون يكفّر بعضنا بعض ، و يسيء بعضنا الظن في بعض رغم العوامل الكثيرة الجامعة بيننا !! من لم يبايع الدولة الإسلامية و غيرها من الجماعات المجاهدة المُستهدفة فليقف معها و ليؤيدها في هذه الحرب ضد أعداء الأمة ، فهذا واجب و فرض على كل مسلم ، و من أبى فليكف شرّه عنها و لا يقف مع أعداء الإسلام ضدها فإنها و الله الردّة عن الدين و الخذلان المبين ، و من ظن أنه ينال من المجاهدين – كل المجاهدين – في مثل هذه الظروف و يعتقد – رغم ذلك – أنه لا يساند الحملة الصليبية على الإسلام فليراجع عقله ، و من يدعوا – في مثل هذه الظروف – إلى المفاصلة بين المجاهدين فلا عقل له ، أما من يدعوا لقتال المجاهدين في مثل هذه الظروف فلا نشك في عمالته لأعداء الدين ..
والله أعلم .. و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ..
كتبه
حسين بن محمود
25 ذو الحجة 1435هـ


القراء 1893

التعليقات


مقالات ذات صلة

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((( الأسد المركوب )))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((المطبخ))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الناس))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((مسوخ أرض عاميس))

حروف ممنوعة بقلم/ هشام حسن الببغاوات

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((قفا نبك من ذكرى آخر أسهمى))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((عصا وأرجوز))

حروف ممنوعة _ هشام حسن الخوازيق

تعقيباً على لقاء أجناد مصر بقلم/ إحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((خووووووووود))

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

دولة ‫‏الخلافة‬ لا يعاديها أحد إلا فضحه الله بقلم/ الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي

طواغيت، منافقون، عبيد بقلم/ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( السفينة ))

الإرهاب و السحر عند الفراعنة

ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ

بروتوكولات حكماء العرب البروتوكول الثاني

هجمات باريس وإرهاب الإسلام - حسن أبو هنيّة

هل حان الوقت لكي نفهم ؟ بقلم المستشار/ محمد يوسف عدس

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

تأملات في الواقع بقلم/ حسين بن محمود

النماذج الثلاثة

عبادة الرموز و تقديسها بقلم/ أيمن إمام

بروتوكولات حكماء العرب الجنس الثالث..!!.. البروتوكول الخامس د. محمد عباس

التعصب للجماعات يعمي البصيرة حتى و لو كانت الجماعة جماعة مجاهدة

جاءت الملاحم يامسلمون فتهيئوا لها

انتصارات الدولة الإسلامية وشعبيتها

غلام الجاهلية

انتهت مرحلة الردود على الشبهات بقلم أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((الرجل ذو الألف مسبحة))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الفلاشة ))

طه عبد الرحمن، السياسة والترجمة: أي معنى للإبداع؟

سلسلة قبل الغروب عوامل السقوط الحضارة و التخلف

لماذا فشلت الثورات العربية؟ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( ليلة التاسع من نوفمبر ))

تعليقاً على المصالحة المصرية القطرية.. أحمد طه

و إذا كان العرب أغبياء فلم نلوم الغير ؟

تعليقاً علي خبر القبض على شاب وفتاة بالمترو تحدثا بالإنجليزية



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net