ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ
ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺠﺮﻱ ﻭﻓﻖ ﺳﻨﺔ ﻻ ﺗﺘﺒﺪﻝ , ﻭ ﺍﻧﻪ ﺃﻋﺰ ﻣﻦ
ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺗﺤﺖ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺣﻴﻦ ﻭ ﺃﻫﻮﺍﺋﻬﻢ ! ﻭ ﻫﺬﺍ
ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻷﺷﻤﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ . . ﺇﻧﻪ
ﻟﻴﺲ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺰﻣﻦ ، ﻭ ﻻ ﻣﺤﺼﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺙ ، ﻭ ﻻ ﻣﻘﻴﺪﺍ
ﺑﺎﻗﺘﺮﺍﺡ ﻣﻌﻴﻦ .
ﻓﺎﻟﺰﻣﻦ ﻳﺘﻐﻴﺮ ، ﻭ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ
ﺃﺧﺮﻯ .ﻭ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻻ ﺗﺴﺘﺨﻔﻬﻢ
ﺃﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﺒﺸﺮ . .
ﺇﻥ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺣﻴﻦ ﻫﻲ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ
ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ " ﻧﻈﺮﻳﺔ
ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﺠﺪﻭﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﻮﻏﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻟﻔﺘﺮﺓ
ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ؛ ﺛﻢ ﻳﻤﻀﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻮﺭﺍﺕ
ﻭ ﺷﻄﺤﺎﺕ ﻭ ﻣﺘﺎﻗﻀﺎﺕ ! .
ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ
ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺸﺮﻭﻉ
ﻧﻈﺎﻡ - ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺭﻕ - ﺃﻭ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﻣﻔﺼﻠﺔ - ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻮﺭﻕ ﺃﻳﻀﺎ - ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ
ﻣﻦ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺈﻻﺳﻼﻡ
[ ﻷﻥ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :ﺇﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻭ ﻻ
ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ! ] ﻭ ﺗﻨﻈﻢ ﻟﻬﻢ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ؛ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﺑﺎﻗﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻫﻠﻴﺘﻬﻢ
ﻳﺘﺤﺎﻛﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ، ﻭ ﻻ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﺃﻭ ﻳﺘﺤﺎﻛﻤﻮﻥ
ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻠﻪ . . ﻭ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺫﻟﻴﻠﺔ ، ﻻ ﻳﺠﻮﺯ
ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻭﻟﻬﺎ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻷﺯﻳﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ
ﺍﻟﻤﺘﻘﻠﺒﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻝ . ﺑﺎﺳﻢ ﺗﻄﻮﺭ ﻭﺳﺎﺋﻞ
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ !
ﻭ ﺃﺫﻝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻗﻨﻌﺔ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻭ ﻳﺼﻔﻮﻧﻪ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻭﺝ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ . . ﻛﺎﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ . .
ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ . . ﻭ ﻣﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ . . ﻇﺎﻧﻴﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﺇﻧﻤﺎ
ﻳﺨﺪﻣﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺬﻟﻴﻠﺔ ! . . ﺇﻥ
" ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ " ﻣﺬﻫﺐ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ
ﺍﻟﺒﺸﺮ ؛ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ ﻭ ﺍﻟﺨﻄﺄ . ﻭ ﺇﻥ "ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ "
ﻧﻈﺎﻡ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻛﺬﻟﻚ ، ﻳﺤﻤﻞ
ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ ﻭ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺃﻳﻀﺎ . .
ﻭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻨﻬﺞ ﺣﻴﺎﺓ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻱ ،
ﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ، ﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ
ﻭ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ . ﻭ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺒﺮﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺺ
ﻭ ﺍﻟﻌﻴﺐ . . ﻓﺄﻳﻦ ﻳﻘﻒ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ
ﻳﺴﺘﺸﻔﻊ ﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ - ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺑﻮﺻﻔﻪ
ﺑﺼﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮ ؟ ﺑﻞ ﺃﻳﻦ ﻳﻘﻒ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ
ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺸﻔﻊ ﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ - ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﺑﻘﻮﻝ ﻣﻦ
ﺃﻗﻮﺍﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ؟ ! . .
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﺮﻙ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻧﻬﻢ
ﻳﺴﺘﺸﻔﻌﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﺧﻠﻘﻪ . . ﻳﺘﺨﺬﻭﻧﻬﻢ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ :
( ﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﻣﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ ﺇﻻ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺯﻟﻔﻰ ) . . ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻙ ! ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻄﻠﻖ ﺇﺫﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺸﻔﻌﻮﻥ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﺄﻭﻟﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﻴﺪﻩ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﻢ - ﻭ ﻳﺎ ﻟﻠﻨﻜﺮ ﻭ ﺍﻟﺒﺸﺎﻋﺔ ! -
ﻳﺴﺘﺸﻔﻌﻮﻥ ﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ - ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﺑﻤﺬﻫﺐ ﺃﻭ
ﻣﻨﻬﺞ ﻣﻦ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻭ ﻣﻨﺎﻫﺠﻬﻢ ؟ !
ﺇﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﻹﺳﻼﻡ . ﻭ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ .
ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ . . ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﻻ
ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻟﻪ ﻭ ﻻ ﺻﻔﺔ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ،
ﻭ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﻬﺎ . . ﻭ ﻫﺬﻩ ﻭ ﺗﻠﻚ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻫﺞ
ﺍﻟﺒﺸﺮ . ﻭ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺒﺸﺮ . . ﻭ ﺇﺫﺍ ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﻫﺎ
ﻓﻠﻴﺨﺘﺎﺭﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ . . ﻭ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﺼﺎﺣﺐ
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻹﻏﺮﺍﺀ ﺍﻟﺰﻱ ﺍﻟﺮﺍﺋﺞ
ﻣﻦ ﺃﺯﻳﺎﺀ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﻤﺘﻘﻠﺐ . ﻭ ﻫﻮ ﻳﺤﺴﺐ ﺃﻧﻪ
ﻳﺤﺴﻦ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ !
ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺴﺄﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺩﻳﻨﻬﻢ ، ﻭ ﻟﻢ
ﻳﻘﺪﺭﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﻗﺪﺭﻩ . . ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻘﺪﻣﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ، ﻭ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،
ﻷﻥ ﻫﺬﻳﻦ ﺯﻳﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺯﻳﺎﺀ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ . ﻓﻠﻘﺪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﺰﻱ
ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﻫﻢ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ
ﺍﻹﻗﻄﺎﻋﻲ ! ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻱ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ
ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻭ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﺑﺴﻤﺮﻙ
ﻭ ﻣﺎﺗﺰﻳﻨﻲ ﻣﺜﻼ ! ﻭ ﻏﺪﺍ ﻣﻦ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻱ
ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻭ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻟﻠﻌﺒﻴﺪ ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﺳﺘﻘﻮﻟﻮﻥ
ﻏﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ؟ ﻟﺘﻘﺪﻣﻮﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺤﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ؟ !
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﻦ
ﺑﺼﺪﺩﻫﺎ - ﻭ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺬﻟﻚ - ﻳﺸﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ . . ﺇﻧﻪ
ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻠﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺑﺪﻳﻨﻪ ؛ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ
ﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺣﻴﻦ ؛ ﻭ ﻻ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺗﺰﻳﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺑﻐﻴﺮ ﺍﺳﻤﻪ ﻭ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ ؛ ﻭ ﻻ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ﺑﻐﻴﺮ
ﻣﻨﻬﺠﻪ ﻭ ﻭﺳﻴﻠﺘﻪ . . ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ . ﻭ ﻣﻦ
ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺠﺐ ﻟﺪﻳﻨﻪ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﻟﻪ ، ﻭ ﺍﻧﺴﻼﺧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ
ﻟﺴﻮﺍﻩ ، ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻪ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻪ
- ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ - ﺑﺄﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ .
ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺻﺎﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻪ
ﻭ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﺴﻮﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ . ﻓﺈﻥ ﻟﻪ
ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺻﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﻬﺠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻭ ﻓﻲ ﺃﺳﻠﻮﺑﻪ ﻓﻲ
ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ . . ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺑﻤﻘﻮﻣﺎﺗﻪ ﻭ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ، ﻭ ﺑﻤﻨﻬﺠﻪ ﺍﻟﺤﺮﻛﻲ ﻭ ﺃﺳﻠﻮﺑﻪ ، ﻫﻮ
- ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ - ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﻭ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﻮﺳﻮس به نفسه....