كتب أحمد طه:
ملاحظة على تقرير لجنة تقصي حقائق مذبحة رابعة:
قال التقرير:
"إن الشرطة لم تعتد على المتظاهرين بدنياً أو (لفظياً)، و أن المعتصمين هم من أحرق الخيام". !!
لماذا حرص التقرير على هذه الصيغة الفجة، المنافية للحقيقة المرئية رأي العين؟
لماذا لم يحاول التقرير أن يقول أن الشرطة دافعت عن نفسها مثلاً؟ لماذا لم يحاول أن يتظاهر بالإنصاف فيظهر طرفاً من الحقيقة، و يخفي بقيتها؟
هذه الطريقة تسمى "الصدمة و الشلل الجزئي"
في الماضي:
عندما كان أمن الدولة - كلاب اليهود و الصليب - يأسرون المسلمين و المجاهدين.. كانت إحدى طرق التعذيب هي: "اتهامهم بأنهم عملاء لليهود و الغرب" ! و أمن الدولة على يقين تام أن هؤلاء هم أعداء اليهود، و هم الخطر الحقيقي عليهم.. و لهذا تم اعتقالهم، و لو كانوا حقاً عملاء لليهود؛ لكانوا في أعلى مناصب الدولة.
لماذا إذاً يتهم أمن الدولة أسرى المسلمين بذلك؟
لأن هذه التهمة الفجة و الغريبة.. تُحدث "صدمة" عقلية للأسير، و تشل تفكيره، و تجعله يغرق في نفسه! إنه بريء.. و سيحاول يثبت أنه بريء، و سينشغل بذاته! و بفجاعة التهمة، و الفرية العظيمة المعاكسة تماماً لموقفه!! و سيشعر بـ "اليأس" و سيقف موقف "الدفاع" و هذه أحد طرق التعذيب النفسي، و إضعاف العقل عن التفكير.
تقرير اللجنة يريد ذلك.. يريد أن تعيش "المظلومية" و "الصدمة" و "الشلل العقلي" و "الانشغال" بالدفاع و إثبات البراءة!! يريد أن يُحدث عملية "القهر النفسي" و للأسف لأن طبيعة أهل مصر المسالمة و الموادعة و يعمل فيها الجميع على تفريغ "طاقات الغضب" في المسيرات و المظاهرات..
تأتي عملية القهر و الصدمة آثارها، فيكون شغل الناس الوحيد هو "إثبات البراءة" و الدفاع عن التهم المنسوبة إليهم.
و إن المسلم لا ينشغل بتقارير تقصي حقائق، و لا منظمات حقوق إنسان، و لا محاكم دولية، و لا أمم صليبية، و لا عالم حر.. إنما ينشغل بما أمره الله به، بـ "الكفر بالطاغوت.. و الجهاد لتحطيم قوى هذا الطاغوت"، و تقرير اللجنة - عند المسلم - سواء أدان الشرطة و الجيش أو أدان المقتولين! واحد، و لا يلتفت إليه ابتداء.. ذلك أن القضية محسومة من جذورها و أصولها.. الكفر بالعلمانية و الطاغوت.. و الإيمان بالله وحده لا شريك له.