اخر الاخبار

الثلاثاء , 9 ديسمبر , 2014


كتب ا.د محمد أبوزيد الفقى:

تفضيل الأنبياء
قبل الغروب
عوامل السقوط

نقصد بعوامل السقوط. الأسباب التى أدت إلى سقوط العالم العربى فى الوقت الحالى، و فنائه بعد ذلك، و نحاول من خلال تسليط الضوء على هذه العوامل، إنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو تأخير وقوع الفناء العربى. أو عودة العالم العربى إلى الحياة، و التأثير فيها من جديد.

القرآن المهجور – 5 - : تفضيل الأنبياء - 34

منذ 300 ثلاثمائة عام تقريبا، بدأت الكنيسة فى الغرب فى رفع شعار مفاده أن سيدنا عيسى عليه السلام هو أفضل مخلوق بشرى جاء إلى الدنيا، و حجتهم أن أمه هى السيدة مريم التى كُرمت فى القرآن و الأناجيل و أن أباه هو الله سبحانه و تعالى، و بدأت الكنيسة فى دق طبول الاستعلاء بسيدنا عيسى على جميع الأنبياء، و أن أتباعه هم أفضل من أتباع أي نبي على الإطلاق .

كان رد الفعل الإسلامي أو رد فعل بعض من ينتسبون إلى الدين الإسلامي، هو تمجيد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، و جعله أفضل و أشرف الأنبياء و المرسلين، و الحقيقة أن كلا الطرفين على باطل، لأن تفضيل الأنبياء و الرسل في القرآن الكريم، هو تمييز لهم في أداء المهمات المختلفة، أما التفضيل الذاتي فهو علم غيبيي عند الله سبحانه و تعالى، المهم أنه من هذا التوقيت إلى الآن بدأت تدخل صيغة لم تكن معروفة قبل هذا التاريخ في أدبيات الفكر الإسلامي، و انساحت على ألسنة المتحدثين في الدين و هى صيغة: الصلاة و السلام على أشرف المرسلين، و هذه الصيغة لا يمكن أن يجدها القارئ في عصر الصحابة و التابعين و تابع التابعين، و حتى نهاية القرن الحادي عشر الهجري .

و من قضايا القرآن المهجور قضية تفضيل الأنبياء بعضهم على بعض من قبل البشر، لأن مربع الإيمان في القرآن الكريم، هو الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله، و عدم التفريق بين أحد من رسله، إلا أن هذا المربع لا يُلتفت إليه الآن، و أصبح المسلمون يفضلون سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على جميع البشر، و جميع الأنبياء و المرسلين، و هذه عقيدة شعبية لا علاقة لها بالإسلام، يقول الله تعالى :

( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلَائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِۚ وَ قَالُوا سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَاۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) سورة البقرة الآية 285
و نلاحظ في هذه الآية الكريمة أن الله تعالى أوجب الإيمان على المؤمنين بأن يكون بالله و ملائكته و كتبه و رسله و لكنه لما ذكر الرسل – لعلمه السابق – قال لا نفرق بين أحد من رسله – ثم عرف دستور المؤمنين و قال: ( و قالوا سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير ) .
أي أن هذه العقيدة – عدم التفريق بين الأنبياء و الرسل غير قابلة للاجتهاد، أو العاطفة، أو الضلال، و لذلك حين تسمع أحد العلماء يقول: – أشرف المرسلين – لا تعتبره من العلماء لأنه يخالف صريح القرآن، و يكسر مربع الإيمان.

و فى القرآن الكريم ما يؤكد حقيقة الإيمان بالرسل و أن التفريق بينهم دليل جهل و الإصرار عليه فسق فيقول الله تعالى لرسوله سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و هو يعلمه و يعلمنا كيف يكون الإيمان بالرسل:
﴿ قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَ مَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَ مَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ وَ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الأَسْبَاطِ وَ مَا أُوتِيَ مُوسَى وَ عِيسَى وَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) (84) آل عمران الآية .
و فى هذه الآية الكريمة يطلب الله تعالى من النبى صلى الله عليه و سلم أن يعلن إيمانه و إيمان المؤمنين معه بمجموعة من الرسل ، على قاعدة واحدة و شرط واحد من غيره يفسد الإيمان ألا و هو قوله ( لا نفرق بين أحد من رسله ...) أما وقوف الخطباء على المنابر، و العلماء فى أجهزة الإعلام يفضلون النبى محمد صلى الله عليه و سلم على الجميع، و وقوفهم هذا: قضية من خارج القرآن، و لا علاقة لها به، لأن الأنبياء و المرسلين جميعا عبارة عن صندوق من الجواهر لا يفضل بعضه على بعض إلا الصانع سبحانه و تعالى، و ليس لأى عبد مهما كان علمه أن يستطيع اقتحام علم الله تعالى و تفضيل أحد من رسله على أحد، لأن هذا محض جهل و قلة إيمان، و أنظر إلى هذه المنظومة التى ذكرت فى سورة الأنعام من الآية 83 :89، و فيها ذكر إبراهيم، و إسحاق، و يعقوب، و نوح، و داود، و سليمان، و أيوب، و يوسف، و موسى، و هارون، و زكريا، و يحيى، و عيسى، و إلياس، و إسماعيل، و إليسع، و يونس، و لوط، و بعد هذا يقول للنبى صلى الله عليه و سلم:
( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ) سورة الأنعام الآية 90،
ما هى الذكرى التى يريد القرآن تبليغها للناس على لسان النبى الكريم، الذكرى هى: أن الرسل الأوائل مشاعل هدى و نور و أن على النبى و المؤمنين معه الإقتداء بهم، و عدم التفريق بينهم .

و أذكر أننى كنت أناقش رسالة علمية فى إحدى الكليات التى يتباهى العاملون فيها، بأنها قلعة العلم و عندما قلت للطالب: لماذا تقول على النبي الحبيب
[ أشرف المرسلين ] ؟ غضب الأساتذة و ثاروا و فاروا و قالوا هناك أحاديث صحيحة تقول: أن النبي صلى الله عليه و سلم هو أفضل البشر، و الأنبياء و المرسلين، نظرت إليهم بإشفاق من يزور مصحة نفسية، و قلت لهم: الحديث الصحيح هو قوله صلى الله عليه و سلم:
[ لا تفضلونى على يونس بن متى .... ] و القرآن الكريم يمنع التفضيل، و يجعله مناقضا للإيمان، و لكن يبدو أنكم نبذتموه وراء ظهوركم و لم يعد عندكم فكرة عنه بعد هجرانه .

ما بين ضال المنحنى و ظلاله ضل المتيم و اهتدى بضلاله

ملحوظة
يجب على المؤمن عدم التفضيل و لكن هذا لا يمنعه من قدر من الحب الزائد لحبيبه صلى الله عليه و سلم لأن الصلاة عليه هى الفريضة الغائبة الآن

بذنوبنا أعطانا الله جهلا يغنينا عن كل علم

ا.د محمد أبوزيد الفقى
3صفر 1436هـ ،26 نوفمبير 2014م


القراء 1317

التعليقات


مقالات ذات صلة

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((( الأسد المركوب )))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((المطبخ))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الناس))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((مسوخ أرض عاميس))

حروف ممنوعة بقلم/ هشام حسن الببغاوات

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((قفا نبك من ذكرى آخر أسهمى))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((عصا وأرجوز))

حروف ممنوعة _ هشام حسن الخوازيق

تعقيباً على لقاء أجناد مصر بقلم/ إحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((خووووووووود))

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

دولة ‫‏الخلافة‬ لا يعاديها أحد إلا فضحه الله بقلم/ الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي

طواغيت، منافقون، عبيد بقلم/ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( السفينة ))

الإرهاب و السحر عند الفراعنة

ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ

بروتوكولات حكماء العرب البروتوكول الثاني

هجمات باريس وإرهاب الإسلام - حسن أبو هنيّة

هل حان الوقت لكي نفهم ؟ بقلم المستشار/ محمد يوسف عدس

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

تأملات في الواقع بقلم/ حسين بن محمود

النماذج الثلاثة

عبادة الرموز و تقديسها بقلم/ أيمن إمام

بروتوكولات حكماء العرب الجنس الثالث..!!.. البروتوكول الخامس د. محمد عباس

التعصب للجماعات يعمي البصيرة حتى و لو كانت الجماعة جماعة مجاهدة

جاءت الملاحم يامسلمون فتهيئوا لها

انتصارات الدولة الإسلامية وشعبيتها

غلام الجاهلية

انتهت مرحلة الردود على الشبهات بقلم أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((الرجل ذو الألف مسبحة))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الفلاشة ))

طه عبد الرحمن، السياسة والترجمة: أي معنى للإبداع؟

سلسلة قبل الغروب عوامل السقوط الحضارة و التخلف

لماذا فشلت الثورات العربية؟ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( ليلة التاسع من نوفمبر ))

تعليقاً على المصالحة المصرية القطرية.. أحمد طه

و إذا كان العرب أغبياء فلم نلوم الغير ؟

تعليقاً علي خبر القبض على شاب وفتاة بالمترو تحدثا بالإنجليزية



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net