كتب الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي:
العالم كله ينقسم فأين أنت؟
جاء موعود الرب جل و علا على لسان رسوله أن نهاية الصراع الصليبي اليهودي و ملل الكفر الأخرى مع الإسلام رغم تشعبه و تنوعه و إختلاف مراتب العداء للإسلام قوة و ضعفا سوف ينتهي إلى صفين أو على حسب وصف الحديث إلى فسطاطين فسطاط أو صف يجتمع فيه قوى الكفر و الردة من خارج العالم الإسلامي و من داخله، و فسطاط أو صف يتجمع فيه من يريد الإسلام و شريعته و أحكامه الجهادية من داخل العالم الإسلامي و من خارجه، و أن فئام من أمة محمد عليه الصلاة و السلام سوف تلحق بالمشركين و هذا في صحيح مسلم و غيره؛ و الطاحونة التي يخضع الناس لها من الفريقين أو من الفسطاطين و التي يحصل بها الفرز و التمييز هي ما يختلف الناس اليوم عليه مع الدولة الإسلامية و الخلافة الراشدة من خلال المحك الآتي :
من مع الديمقراطية؟... و من مع الخلافة؟!!!
أو من مع الجهاد و الجزية و السبي؟... و من مع الحرية؟!!!
أو من مع الحكام و من مع الخوارج كما يقال عنهم؟!!!
أو من مع الدين الوسطي التسامحي و من مع التشدد و المتشددين كما يلقبونهم؟!!!
أو من مع قبول الرأي و الرأي الآخر؟؟!!!
و من الذي لا يقبل إلا الإسلام؟؟!!!
أو من مع أحكام الجزية على أهل الكتاب؟... و من مع الوطنية و الضرائب؟
أو من مع الجماعات الإسلامية و تعدد الرايات؟... و من مع التوحد تحت راية الخلافة؟
أو من مع الشراكة الوطنية مع الأحزاب السياسية؟... و من مع الشريعة فقط؟
كل هذه شوارع و أزقة و أنفاق و منافذ تؤدي بكل من يسلكها إلى حيث ينتهي من القضايا الآنفة الذكر إما القبول بالطرق الديمقراطية و الحلول العلمانية فيكون في فسطاط الردة، و إما إعلان التوبة و الرفض لتلك الطرق و القبول بشريعة الإسلام و منها الجهاد و الخلافة فيكون في فسطاط الإيمان.
و الناس منهم من صرح بالاتجاه المعاكس للاتجاه الآخر فإستراح الناس منه سواء مع فسطاط الإسلام أو مع فسطاط الردة و لكن من لا عقول لهم من مشايخ الجماعات ممن خاب سعيهم و إختيارهم يريدون أن يلعبوا على الحبال و يطيلوا أمد الطاحونة و لم يشعروا أن هذا اللعب هو مع قدر الله السابق و موعوده الحتمي فهم في هذه الحالة و في هذه الفترة ينطبق عليهم المثل المائي و الناري في أول سورة البقرة و كل ما يقدرون عليه من الإحتجاج ضد مخالفيهم هو إستبعاد أن وقت هذا التمايز قد حان و هذا من مكر الله بهم و إلا فالورع و اليقين بالساعة و أشراطها و علاماتها يجب أن يكون منتظرا اليوم أو غدا و لكن من غلب عليه النفاق يقل فهمه و إدراكه فهل سيعقلون أن الأمر لن يسمح فيه ببقاء الجنس الثالث و أن سندان حزب الطاغوت (الجامية) يحتضن شقا من رؤوسهم ليلا و نهارا من على قناة (البصيرة ) و غيرها ليستقبل الشق الآخر من رؤوسهم مطرقة الجهاد و المجاهدين من على صفحة تويتر ترافق تلك المطرقة راية الدولة و الخلافة الإسلامية و تدق على رؤوسهم ليلا و نهارا و تفضح خطواتهم في كل لحظة فأين يذهبون؟
و الله الذي لا إله غيره أن الأمور تجري بكل وضوح إلى ميدان الفسطاطين في الأرض المباركة و أن سكوتكم هذه الأيام و حيرتكم بين الصفوف لا تزيدكم إلا خبالا و سيكون حالكم أسوء من حالة النفاق الأول لأنه كان يجد له متسعا في المجتمع الإسلامي و أما حالكم اليوم فهو انتقال من النفاق إلى الردة التي لن يتسع لها الحكم الإسلامي القادم و إنما هو الإسلام و الشريعة أو السيف فشعار الخلافة الإسلامية و رجالها معكم يشبهه قول الشاعر العربي:
وَ نَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا، :: لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ
الشيخ عبد المجيد بن محمود الهتاري الريمي