كتب الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي:
ما هو المطلوب؟
حتى يستعيد المسلمون دينهم و رؤيتهم للكون و الحياة و نظامهم السياسي الرباني و يتخلصوا من النظام الديمقراطي و يستعيدون كرامتهم و إستقلالهم و يرفعون الظلم عنهم و يحافظون على ثرواتهم لا بد أن يتخلصوا من سجن و قيود القوانين و النظم الدولية التي وضعها أعداؤهم ليتحكموا فيهم و لا بد أن يرفضوا الطاعة للقوى المهيمنة على العالم أمريكا و مجلس الأمن و مجلس الأمم المتحدة و لا بد أن يصروا على إسترجاع أراضيهم و حقوقهم و حينها سوف يظهر الأعداء الوجه الآخر بدل الرأي الآخر و سوف تعلن الحرب على المسلمين و لا بد حينها من أن يدافعوا عن أنفسهم و دينهم و أرضهم و إستقلالهم و من ثم نقول ليس أمام المسلمين إلا الرضى بالخضوع أو الانتفاضة و القتال و الخضوع لا يرضى به مسلم شريف و لا عربي أبي و إنما يرضى به الخائن لدينه و أمته.
فإن إخترنا الإنتفاضة و القتال فيجب أن يعلم أن ثمن ذلك كبير لا يستطيع دفعه فريقان من الناس و للأسف أنهم أكثر الناس اليوم:
الفريق الأول:- المنافقون و المرتدون الذين إستحبوا الحياة الدنيا على الآخرة و أطاعوا الكفار في إستجلاب قوانينهم و نظمهم و كرهوا ما أنزل الله من الشريعة و الأحكام و لا يحبون العودة إلى تعاليم الإسلام و تكاليفه التي تشق عليهم و تكلفهم ترك النفاق و المصالح الشخصية .
الفريق الثاني:- قوم تعلقوا ببعض أحكام الإسلام الداعية إلى السلام و هم جهلة غير راسخين في العلم فبم يأخذوا بالدين من جميع جوانبه و هي أحكام شرعية مشروطة بأن يكون الإسلام و المسلمون في حالة تمكين و غير معتدى عليهم و لا يتحكم فيهم الكفار و حينها يشرع القول بالدعوة إلى السلام المشروط بتمكين الدين الإسلامي و دعاته من الإنطلاق في الأرض بلا عوائق و أما اليوم فلا يدعو إلى السلام أو يزعم أن دين الإسلام يدعو إلى السلام و هو بهذه الحالة و بعد أن يفهم حقيقة السلم و السلام في الإسلام إلا خائن مثل الأول.
و عليه فإن دولةالإسلام و خلافته بقيادة أمير المؤمنين قد أخذت على عاتقها أن تواجه الإستعمار بالمطالبة بالحقوق المذكورة آنفا و أن تبعد عن واجهة تمثيل الدين و الأمة هذين الصنفين الذين جلبا لأمتهم الخزي و العار و الذل و التبعية فإن كان فيهم بقية من الخير فليعطوا القوس باريها و ليبعدوا من الطريق و من وقف منهم مع العدو ضد هذا التحرك فهو من العدو و لو كان شيخ الأزهر أو رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين و من خلفه أو رئيس هيئة كبار العلماء و من خلفه أو رئيس رابطة علماء المسلمين و من خلفه فضلا عن الحكام الجهلة و قادة الأحزاب الخونة و زعماء العلمانية السفلة...
قال تعالى ( وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ )
و قال تعالى ( وَ لَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله و النَّبِيِّ وَ مَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَ لَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ )
و قال تعالى ( لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ )
و من ثم نقول لأمير المؤمنين و رجال دولته واصلوا المسيرة فقد بدأ قطار العودة بالتحرك و قيادة القطار بأيديكم فلا تسلموها لأحد من الخونة أو المترددين أو التائهين الذين لا يدرون أين الطريق؟ و الله معكم و ناصركم و الله أكبر و لله الحمد و النصر قريب بإذن الله
الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي