اخر الاخبار

الخميس , 11 ديسمبر , 2014


وكالة الأنباء الإسلامية – حق

وصف تقرير لمجلة «فورين أفيرز» الأمريكية بيعة جماعة أنصار بيت المقدس في سيناء لأبي بكر البغدادي خليفة الدولة الإسلامية وتحويل اسمها إلى «ولاية سيناء» في 10 نوفمبر الماضي بأنه بمثابة «كارثة لكل من واشنطن والقاهرة»، متوقعًا أن يعطي الرئيس الأمريكي أوباما في نهاية الأمر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ما وصفه بـ«شيك على بياض» لمحاربة والدولة الإسلامية.

وقالت Foreign Affairs -التي تصدر عن “مجلس العلاقات الخارجية” Council on Foreign Relations، وهو من أكثر مراكز صنع القرار تأثيرًا ونفوذًا في أمريكا- إن: «حصول الدولة الإسلامية على موطئ قدم لها في مصر يوفر فرصة الوصول إلى ملاذ آمن في شمال إفريقيا، وجنوب الصحراء الإفريقية وشبه الجزيرة العربية؛ حيث توجد أنظمة استبدادية»، و«أن هذا التحالف سيشكل حافزًا لتشجيع الجماعات الأخرى في تلك المناطق للانضمام للدولة الإسلامية مثل أنصار الشريعة في ليبيا وبوكو حرام في نيجيريا».

وقالت المجلة في تقرير بعنوان «الدولة الإسلامية تدخل مصر كيف يجب أن ترد واشنطن؟»، 4 ديسمبر الجاري، أعده الباحث المصري بجامعة هوبكنز خليل العناني، إن «بعض التقديرات تشير لوجود ما يقرب من 5 آلاف مقاتل مصري في صفوف الدولة الإسلامية، أغلبهم من الجهاديين الذين قاتلوا في أفغانستان والبوسنة خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وقد عاد عدد منهم بالفعل لقيادة عمليات ضد نظام الحكم الحالي في مصر، بحسب مسؤولين مصريين».

وأضافت أن «هذا التحالف بين الدولة الإسلامية وأنصار بيت المقدس، يسبب المزيد من التعقيد على جهود إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتجديد دعم الكونجرس للحملة العسكرية ضد الدولة الإسلامية، ويثير مزيدًا من الشكوك حول فعالية الحملة وسط تآكل الدعم الشعبي لها في أمريكا»، مشيرة إلى أن: «مصر تتميز بالأهمية بالنسبة لتلك الجماعات بوصفها موطنًا لعدد من الجهاديين المخضرمين كزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري».

وقال فورين أفيرز إن «أنصار بيت المقدس، الذي ظهر في أعقاب ثورة 25 من يناير عام 2011 واﻹطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك، رسخت لنفسها مكانًا كلاعب مبهر بين التنظيمات، ففي الأشهر الأخيرة، شن التنظيم هجمات دموية على قوات الشرطة المصرية وأعلن مسؤوليته عن سلسلة من الهجمات على منشآت تابعة للجيش في القاهرة وشبه جزيرة سيناء».

وتابع التقرير «إن الإعلان الأخير (تحالف أنصار بيت المقدس والدولة الإسلامية) لم يكن مفاجئًا، فقد جاء بعد إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حالة الطوارئ في سيناء مع شن هجمات ضد معاقل التنظيم، وهو الأمر الذي استلزم إخلاء مدينة رفح من سكانها وتهجير قرابة 10 آلاف شخص من هناك، علاوة على ذلك، فإن بيت المقدس والدولة الإسلامية شريكان، فهما لا يتشاركان الأيديولوجية فحسب؛ بل الأساليب أيضًا».

ولكن، المجلة اعتبرت قرار أنصار بيت المقدس بالانضمام للدولة الإسلامية: «يؤكد نهاية النزاع الحاد داخل الحركات المسلحة حول الانضمام للدولة، فالانفصال يثير قضيتين مترابطتين، الأولى: هي ما إذا كان ينبغي على بيت المقدس العمل بمفرده أو الانضمام لجماعة عالمية، أما القضية الثانية فهي: الخيار بين الانضمام للقاعدة والدولة الإسلامية، ففي الوقت الذي يفضل فيه المقاتلون الكبار في أنصار بيت المقدس الانضمام للأولى، يضغط المقاتلون الصغار من أجل الانضمام للأخيرة».

ونوهت فورين أفيرز إلى أن طموحات التنظيم تؤكد أن «قمع السيسي الوحشي والأعمى يأتي بنتائج عكسية. فعلى مدار السنوات الماضية، زاد انتشار التنظيم وبدا أكثر جاذبية للشباب المصريين المحبطين من حكوماتهم، ومن ذلك المنطلق، بدأت تتوسع قائمة أهداف التنظيم. ففي الأشهر التي أعقبت سقوط مبارك، ركز التنظيم بشكل رئيس على شن هجمات ضد أهداف داخل إسرائيل وسيناء، وفي أغسطس 2011، شن التنظيم هجومًا على مدينة إيلات جنوب إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 8 جنود إسرائيليين و 5 مصريين».
وخلال عامي 2011 و 2012، قام التنظيم بتفجير خط الغاز بشمال سيناء عدة مرات، وبعد يوليو 2013، انتقل التنظيم لقلب مصر وبدأ استهداف المسؤولين الحكوميين والمنشآت الأمنية، ووفقًا لتقرير أخير، فإن «الهجمات التي شنها التنظيم في القاهرة أصبحت متكررة وأكثر عنفًا ودموية من مثيلاتها في سيناء».

انضمام ضباط لجيش للدولة الإسلامية
ويعبر محللون، بحسب المجلة الأمريكية، عن «مخاوفهم من احتمالية أن يكون لدى التنظيم متعاطفين داخل صفوف الجيش المصري، فمنذ انقلاب السيسي على السلطة، انشق عدد كبير من ضباط الجيش وانضموا لأنصار بيت المقدس»، ووفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام المصرية، فإن «الهجوم على إحدى نقاط التفتيش التابعة للجيش في سيناء في أواخر أكتوبر الماضي، وهو الهجوم المعروف إعلاميًا بعملية كرم القواديس، والذي أسفر عن مقتل 31 جنديًا وجرح آخرين، خططه ونفذه اثنان من كبار ضباط الجيش المنشقين، وهما عماد عبد الحليم وهشام عشماوي».

وتضيف المجلة «أن هناك تكهنات بأن يكون ضابط بحري منشق أيضًا ضالعًا في الهجوم الأخير لأنصار بيت المقدس على سفينة مصرية في البحر الأبيض، والذي أسفر عن إصابة 5 ضباط بحريين و فقدان 8 آخرين، ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فيُعتقد أن أنصار بيت المقدس تجند مخبرين على دراية بتفاصيل غاية في الدقة خاصة بنشر قوات الجيش، ومثل تلك التسريبات تثبت أن عصرًا جديدًا من التمرد المسلح قد يقض مضاجع مصر على مدار السنوات المقبلة».

خطر التحالف على واشنطن
وتركز المجلة الأمريكية على خطورة التحالف الجديد بين الدولة الإسلامية وأنصار بيت المقدس على أمريكا؛ حيث ترى أن: «ذلك التحالف يضر بواشنطن بنفس درجة تأثيره لدى القاهرة، والدليل أن الدولة الإسلامية استطاعت أن تستغل انتصاراتها الأخيرة في العراق وسوريا لاستقطاب تابعين جدد لها وكسب دعم جديد خارج الشام، على الرغم من مواجهتها للضربات المتتالية للتحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن».

وقالت إن: «مصر وهي معقل جهاديين مخضرمين، مثل قائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، أصبحت منطقة قائمة بذاتها لعمليات الدولة الإسلامية، وبالنسبة لقادتها، تلعب مصر دورًا مركزيًا في رؤية الدولة لإقامة خلافة إسلامية، ليس لمكانتها الرفعية اقتصاديًا وسياسيًا في العالم العربي فحسب، بل أيضًا لحدودها مع إسرائيل، فالمزيد من الهجمات على إسرائيل قد يساعد الدولة الإسلامية على شرعنة عملياتها وزيادة شعبيتها بين المصريين».

ونوهت إلى أنه بالمقابل: “يفقد السيسي علاقاته مع المسلمين المعتدلين داخل البلاد، وقصة أحمد الدروي «وهو ناشط حقوقي مصري» لقي مصرعه الشهر الماضي أثناء قتاله ضمن صفوف الدولة الإسلامية في العراق، تسلط الضوء على تحول المصريين للعنف، فالدروي شأنه شأن الكثير من نظراءه، ضاقوا ذرعًا بسبب عدم وجود إصلاحات في مؤسسات الدولة في مصر ما بعد الثورة، لاسيما داخل جهاز الشرطة، حيث كان الدروي ضابط شرطة قبل استقالته احتجاجًا على الفساد“.

وقالت إن التحالف الجديد بين أنصار بيت المقدس والدولة الإسلامية «يسلط الضوء أيضًا على استمرار حالة عدم الاستقرار في مصر، فمن خلال حملتها القمعية على المعارضين السياسيين، خلقت حكومة القاهرة أرضًا خصبة للدولة الإسلامية والجماعات الأخرى، وانضمام مزيد من الشباب للحركة؛ حيث بدأت استغلال سياسات السيسي القمعية في سيناء».

وقالت: «لم تفلح طائرات الأباتشي والهليكوبتر، وهي جزء من المساعدة العسكرية الأمريكية للقاهرة والبالغ قيمتها 1.30 مليار دولار، في استعادة الأمن في سيناء، وفي حقيقة الأمر، فإن استخدام السيسي للمعدات العسكرية الأمريكية قوض شرعيته وأكسب حملته ضد الإرهاب مظهر العقاب المدعوم من واشنطن».

وختم التقرير بتوقع أن تمضي إدارة أوباما قدمًا نحو إعطاء الرئيس السيسي ما وصفه بـ«شيك على بياض» لمحاربة أنصار بيت المقدس والدولة الإسلامية، دون أن يذكر تفاصيل.


القراء 1067

التعليقات


مقالات ذات صلة

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((( الأسد المركوب )))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((المطبخ))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الناس))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((مسوخ أرض عاميس))

حروف ممنوعة بقلم/ هشام حسن الببغاوات

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((قفا نبك من ذكرى آخر أسهمى))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((عصا وأرجوز))

حروف ممنوعة _ هشام حسن الخوازيق

تعقيباً على لقاء أجناد مصر بقلم/ إحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((خووووووووود))

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

دولة ‫‏الخلافة‬ لا يعاديها أحد إلا فضحه الله بقلم/ الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي

طواغيت، منافقون، عبيد بقلم/ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( السفينة ))

الإرهاب و السحر عند الفراعنة

ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ

بروتوكولات حكماء العرب البروتوكول الثاني

هجمات باريس وإرهاب الإسلام - حسن أبو هنيّة

هل حان الوقت لكي نفهم ؟ بقلم المستشار/ محمد يوسف عدس

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

تأملات في الواقع بقلم/ حسين بن محمود

النماذج الثلاثة

عبادة الرموز و تقديسها بقلم/ أيمن إمام

بروتوكولات حكماء العرب الجنس الثالث..!!.. البروتوكول الخامس د. محمد عباس

التعصب للجماعات يعمي البصيرة حتى و لو كانت الجماعة جماعة مجاهدة

جاءت الملاحم يامسلمون فتهيئوا لها

انتصارات الدولة الإسلامية وشعبيتها

غلام الجاهلية

انتهت مرحلة الردود على الشبهات بقلم أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((الرجل ذو الألف مسبحة))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الفلاشة ))

طه عبد الرحمن، السياسة والترجمة: أي معنى للإبداع؟

سلسلة قبل الغروب عوامل السقوط الحضارة و التخلف

لماذا فشلت الثورات العربية؟ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( ليلة التاسع من نوفمبر ))

تعليقاً على المصالحة المصرية القطرية.. أحمد طه

و إذا كان العرب أغبياء فلم نلوم الغير ؟

تعليقاً علي خبر القبض على شاب وفتاة بالمترو تحدثا بالإنجليزية



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net