اخر الاخبار

الخميس , 11 ديسمبر , 2014


كتب أحمد طه:

التنظيم الإرهابي!

أعدت لجنة مكلفة من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي «الكونجرس» تقريرًا مفصلًا، يوضح أعمال التعذيب و الاعتداءات و الأخطاء التي ارتكبتها وكالة الاستخبارات المركزية «سي أي أيه»، عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، و يتناول التقرير الانتهاكات في الفترة بين أواخر 2001، و أوائل 2009، و منها: [ الإيهام بالغرق. الحرمان من النوم. التهديدات بالاعتداءات الجنسية. التغذية العكسية. الضغط النفسي و الجسدي. الموسيقى و الضجيج. الظلام. العزلة. الإذلال. تمزيق الملابس و السحل. الصفع و اللكم. التهديد بالكهرباء. عصا المكنسة. خفض درجات الحرارة. المنشفة. الماء المثلج. التابوت. التغذية عن طريق الشرج. الإرواء الشرجي. استخدام البامبرز أو الحفاظات. استخدام الحشرات ].

هذا و أكثر - مما خفي - ليس غريباً على "التنظيم الإرهابي الوحشي" المسمى الولايات المتحدة، هذا التنظيم الذي قام بأكبر عملية إبادة في تاريخ البشرية ضد السكان الأصليين - الهنود الحمر – و قيل أنهم قتلوا ما يقرب من مائة مليون نفس، هذا التنظيم الوحشي يسير على خطى أجداده من الأسبان الذين أقاموا "محاكم التفتيش" المروعة ضد المسلمين.. هذا التنظيم الإرهابي أذاق البشرية كلها صنوف و ألوان القهر و الاحتلال و العذاب و السرقة و الاغتصاب.. و خص الأمة المسلمة بمزيد من الحرب لأنه يعلم أن الإسلام هو الذي سيهدمه، و يسحقه.. هذا إذ لم يسبق قدر الله الكوني بتطهير الأرض منهم.

هذا التنظيم نفسه هو الذي يسرق الشعب الأمريكي، و يأكل قوت يومهم.. حفنة حقيرة تحكم البشرية، و لولا تعطل الجهاد حيناً طويلاً من الدهر، ما بقي منهم أحد، و لا يجب أن تخدعنا مسميات حقوق الإنسان، و غيرها من هذا العبث الذي يخفي الوجه القبيح الوحشي لهذا التنظيم الإرهابي الذي قتل في العراق وحدها ما يقرب من 2 مليون نفس، و أذاب أجسادهم بـ "الفسفور المشع" فهو يستبيح كل شيء، لا يعبد إلا الدولار و المادة و اللذة.. و لإن كان في الشعب الأمريكي مسحة من إنسانية فلأن طبيعة البشر لا تخلو من خير البتة، فتبقى آثار من إنسانية، و لكن هذا لن يغير أبداً حقيقة هذا التنظيم الإرهابي المسمى أمريكا و الذي هو حفنة قليلة - بعكس ما يروج على أنها ديمقراطية و شعبية - هي التي تسرق ثروات البشر و تنشر الإرهاب و الفساد و الإفساد في كل الأرض.

و لا أدري ما الغاية من وراء نشر هذا التقرير.. هل يريدون أن يقولوا للناس نحن نصنع الإرهاب، و نحن ننشر الإرهاب، و نحن ندين أنفسنا، و نحن نحكم على أنفسنا، و نحن القاضي و الجلاد و كل شيء؟!!
* * *
و لكن دعونا نرى فروع هذا التنظيم الإرهابي الوحشي بمصر، فلقد ترك بمصر وحشاً أشد حقارة و افتراساً و دناءة و خسة منه.. إنه جهاز أمن الدولة – و غيره من الأجهزة - الذي به كانت أمريكا تهدد معتقلي جوانتاناموا بترحيلهم إلى مصر، و عُذب بأمن الدولة مسلمين من كل الجنسيات! بينما كان أسرى مصر يطالبون بالترحيل إلى جوانتاناموا!! فارتكب هذا التنظيم جرائم وحشية تعرض لها الألاف من الأبرياء شباباً و شيوخاً و نساء، و عدد من قتلوه من أسرى المسلمين لا يُحصى !
و إليكم وسائل أمن الدولة في التعذيب:

- التعليق كالذبيحة، الرأس لأسفل و القدمين لأعلى معلقتان في حبل، و يبدأ الصعق بالعصى الكهربائية في كل الجسد و بخاصة الأعضاء التناسلية، أو بربط سلك في الجسد يتم توصيله بجهاز كهربائي و صعق الجسد، و الضرب بالعصي و أسلاك الكهرباء.

- عصر الخصيتين باليد بشدة ، و قرص الثديين كذلك .

- كل أشكال الصلب، عن طريق فرد الذرع الأيمن و ربطه في باب حديدي كبير ( مشبك ) أو على تصميم خشبي يُعرف ( بالعروسة )، و كذلك الحال مع الذراع الأيسر، و ربط القدمين مع فتحهما بشدة و ابعادهما عن بعضهما، أو ربط اليدين مقيدتين من الخلف في باب حديدي، أو ربطهما مقيدتان لأعلى، ثم الصعق بالصدمات الكهربائية و الضرب بالعصي و أسلاك الكهرباء.

- التمدد على الأرض مقيد اليدين من الخلف، و كذلك القدمين و التعذيب و الصعق بالكهرباء في كل أنحاء الجسد.

- التمدد على مرتبة مبللة بالماء و متصلة بجهاز كهربائي، و تقييد اليدين من الخلف، و كذلك القدمين، و يجلس شخص بكرسي بين الكتف، و شخص آخر بكرسي بين القدمين المقيدتين، و السبب في ذلك شدة الكهرباء التي تقفز بالإنسان إلى الأعلى أثناء التعذيب.

- الضرب بكف اليد اليمنى و اليسرى على الوجه، و كذلك الضرب بقبضة اليدين.

- محاولة جعل الأسرى في حالة انهيار متواصل حتى ينتزع منهم الاعترافات كأن يتم تكرير الأسئلة أكثر من مرة يومياً مع عدم السماح بالنوم أو الأكل و الشرب لفترات طويلة.

- الحرمان من النوم، و القلق الدائم المستمر، و الاعتقال إلى غير ذي أجل.

- الاغتصاب الجنسي، و الاغتصاب بالعصا، أو الجلوس فوق خاذوق، و مثلها من أدوات.

- التهديد باغتصاب الزوجات و أهل المعتقل أمام الأسير، و تنفيذ التهديد بلا تردد.

- تعمد إصابة أسرى المسلمين بأمراض مزمنة نتيجة الظروف الغير صحية للاعتقال، و طوله، و تعمد حرمانهم من الرعاية الطيبة أو حتى الأدوية الخاصة بهم.

- استخدم الكلاب البوليسية الضخمة في تخويف و نهش المعتقلين.

- امتهان الكرامة الإنسانية، بأن يختار الأسير اسم ساقطة و عاهرة ليُنادى بها، و يغني كلماتها.

- تجريد الأسرى من ملابسهم، و حشرهم في زنزانة صغيرة جداً، و جعلهم ينامون فوق بعضهم عرايا.

- اعتقال أقارب الأسير، و الضغط عليهم و عليه، حتى و لو كان ليس لهم علاقة بأي نشاط.

- تصميم السجون بطريقة شيطانية تجعلها شديدة البرودة في الشتاء، و كاللهيب في الصيف.. و ليس بها فتحات تهوية.

- عزل الأسرى عن العالم الخارجي تماماً، بحيث تجعل الأسير يعيش الحياة كأنها كتلة واحدة مظلمة لا تتحرك و لا تتجدد.

- التبول في فم الأسرى.. إمعاناً في إذلالهم و قهرهم.

- جعل الأسرى يطوفون حول صور الطواغيت.

- نشر الرعب و الخوف و الهلع كحالة اجتماعية عامة.. فيتم اعتقال البريء و المشكوك فيه و المدان، و يتم اعتقال جميع أنواع التيارات الفكرية بغض النظر عن مدى خطورتها على النظام.

- التجسس في أماكن العمل، و الجامعات، و الشركات العامة و الخاصة.. و جعل الموظفين و المدراء "مخبرين" لأمن الدولة، فيكون رئيس الجامعة.. منذ تعينه معيداً حتى وصوله لأعلى المناسب مجرد "كلب" لأمن الدولة، يكتب في زملائه التقارير.

- التعذيب ليس فقط من أجل الحصول على معلومات.. التعذيب من أجل التعذيب.. من أجل إذلال الإنسان و قهره و تحطيم إرادته.

- إحضار شيوخ و قيادات تم اغتصابها فكرياً لزلزلة الأسرى، و ضرب أفكارهم و معتقداتهم، و إفهامهم أن اختياراتهم و موافقهم كانت خاطئة، و دفعوا ضريبة من أجل لا شيء، مما يحدث انتكاسة و انهيار و انشقاقات و ردة فكرية.

- تصوير حفلات التعذيب الجماعي.. و إرسالها إلى التنظيم الإرهابي الأم أمريكا.

- التلاعب بالأسرى نفسياً و عاطفياً بإيهامهم أنه صدر قرار الإفراج عنهم، ثم يغيرون مكان اعتقالهم بين أمكان مختلفة متباعدة تجعل أسرة الأسير تموج البلاد بحثاً عنه لزيارته، ثم لا تلبس الأسرة إلا التعرض للسب و الإهانة و الانتظار الطويل.

- التعرض للموت أو الجنون.. عن طريق ضرب المعتقل ضرباً شديداً و تركه ينزف حتى الموت، أو جعل الأسير تحت الضغط النفسي و التعذيب ما دون الموت.. و قطع أي تواصل بشري معه.. إضافة إلى عوامل نفسية أخرى كالصعق الكهربائي المستمر، حتى يفقد الأسير عقله.

- إهانة المصحف و الشعائر الإسلامية، و تعمد السخرية منها أمام الأسرى.
* * *

كان هناك فرصة في ثورة يناير للقضاء على هذا الفرع الإرهابي المتولد عن الفرع الأم..
كان هناك فرصة لسحقه و القضاء عليه، و لكن ضاعت الفرصة لأننا لم ندرك بعد طبيعة المعركة، و حقيقة الصراع، و استحقاقات شهادة التوحيد..
تباً و سحقاً على من قال: إن الشرطة في القلب من ثورة يناير.
تباً و سحقاً على من قال: سلمية.. سلمية في وجه هؤلاء الوحوش.
تباً و سحقاً على من قال: لنفتح صفحة جديدة، و ننسى الماضي.
تباً و سحقاً على من قال: إن الدم المصري كله حرام، و اعتبر دمائهم حرام.
تباً و سحقاً لمن كبل أيدي الشباب عن قطع رقابهم.

فضيعوا بفكرهم و مواقفهم الدين، و العرض، و الوطن، و كل شيء.. و ما زالوا يغرقون في التيه و الظلمات، و يأخذون الأمة معهم إلى الهاوية..
فاللهم لطفاً و رحمتك ! و حسبنا الله و نعم الوكيل.
* * *

و حسبنا أن نقول كلمة أخيرة نتعلق فيها بالله وحده.. إن الضر و النفع بيد الله وحده، و إن القوة الوحيدة المتحكمة في هذا الوجود هي قوة الله وحده، و إن الإرادة و المشيئة المطلقة هي لله وحده، و إن الله هو خير حافظاً، و هو أرحم الراحمين، و إن هؤلاء الوحوش الشبه آدمية تحت سلطان الله، يبتلي بها بعضاً من عباده المؤمنين، ثم يأخذ هذه الوحوش - في النهاية - أخذ عزيز مقتدر.

و المسلم لا يخاف إلا الله، و لا يرهبه عدو الله.. و إنما نحن على ملة أبينا إبراهيم حنيفاً و ما كان من المشركين:

{ وَ كَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَ لَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُم مُّهْتَدُون } [الأنعام: 81 – 82]
* * *
موضوعات ذات صلة: المقال و الروابط على المدونة
- الطائفة الممتنعة.
- المسلمون والطواغيت.
رابط المدونة http://ommaty1401.blogspot.com

أحمد طه


القراء 1240

التعليقات


مقالات ذات صلة

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((( الأسد المركوب )))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((المطبخ))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الناس))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((مسوخ أرض عاميس))

حروف ممنوعة بقلم/ هشام حسن الببغاوات

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((قفا نبك من ذكرى آخر أسهمى))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((عصا وأرجوز))

حروف ممنوعة _ هشام حسن الخوازيق

تعقيباً على لقاء أجناد مصر بقلم/ إحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((خووووووووود))

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

دولة ‫‏الخلافة‬ لا يعاديها أحد إلا فضحه الله بقلم/ الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي

طواغيت، منافقون، عبيد بقلم/ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( السفينة ))

الإرهاب و السحر عند الفراعنة

ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ

بروتوكولات حكماء العرب البروتوكول الثاني

هجمات باريس وإرهاب الإسلام - حسن أبو هنيّة

هل حان الوقت لكي نفهم ؟ بقلم المستشار/ محمد يوسف عدس

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

تأملات في الواقع بقلم/ حسين بن محمود

النماذج الثلاثة

عبادة الرموز و تقديسها بقلم/ أيمن إمام

بروتوكولات حكماء العرب الجنس الثالث..!!.. البروتوكول الخامس د. محمد عباس

التعصب للجماعات يعمي البصيرة حتى و لو كانت الجماعة جماعة مجاهدة

جاءت الملاحم يامسلمون فتهيئوا لها

انتصارات الدولة الإسلامية وشعبيتها

غلام الجاهلية

انتهت مرحلة الردود على الشبهات بقلم أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((الرجل ذو الألف مسبحة))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الفلاشة ))

طه عبد الرحمن، السياسة والترجمة: أي معنى للإبداع؟

سلسلة قبل الغروب عوامل السقوط الحضارة و التخلف

لماذا فشلت الثورات العربية؟ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( ليلة التاسع من نوفمبر ))

تعليقاً على المصالحة المصرية القطرية.. أحمد طه

و إذا كان العرب أغبياء فلم نلوم الغير ؟

تعليقاً علي خبر القبض على شاب وفتاة بالمترو تحدثا بالإنجليزية



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net