اخر الاخبار

الخميس , 11 ديسمبر , 2014


كتب الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي:

ليس هذا منهج أهل السنة في النظر و الاستدلال

الإخوان و السرورية و غيرهم من الجماعات الديمقراطية ينتسبون إلى أهل السنة في الظاهر و يتعاملون مع القضايا الحادثة بمناهج أهل البدع فصار منهجهم يشبه مناهج الروافض و الصوفية في طريقة الاستدلال
فلقد أخذت الديمقراطية قوما منا من أهل السنة كانوا على منهج أهل السنة فدخلوا الديمقراطية فلما أحسوا بأنهم مرتكبون لخطأ و أنهم صاروا في مقام الدفاع في مواجهة الهجوم الذي يشنه عليهم المتمسكون بمنهج أهل السنة (و الذين لقبوهم بأنهم أهل الغلو ) ركبوا الصعب و الذلول من أجل إثبات بقائهم في منهج أهل السنة بل و في إثبات بقائهم على الإسلام لأن مخالفهم يتهمهم بارتكاب مكفر و ناقض من نواقض الإسلام بلا إكراه فادعوا المصالح فلم يستقم ادعاء المصالح لأن الكفر لا يمكن أن يشرعه الله ليكون منهجا لجميع المسلمين عند ادعاء اقتضاء المصالح لذلك و إلا فإن الرسول عليه الصلاة و السلام هو و أصحابه في مكة قامت المصالح بأشد ما يكون فلم يشرع لهم استعمال الكفر قولا و عملا إلا في حالة الإكراه فلجأ هؤلاء الخارجون عن منهج أهل السنة إلى المتشابه من النظر و الاستدلال شأن أهل البدع من الصوفية و الرافضة و أهل الكلام فاحتجوا على جوز ارتكاب الكفر بلا إكراه بحال الجاسوس الذي قد يرتكب مخالفات شرعية تعمية على أهل الكفر و جلبا لمصلحة الإسلام و الجواب على استدلالهم من عدة وجوه:

أولا: هذا الأمر مبني على أن الديمقراطية كفر حتى يمكن الاستدلال بحالة الجاسوس المرتكب للكفر و الديمقراطيون لا يستمرون على القول بأنها كفر بل أول ما يبدؤون يقولون هي كفر ثم إذا توغلوا تراجعوا و بدأوا بذكر التقسيم و التفصيل و في الأخير ينتهي أمرهم إلى أنها هي الشورى التي شرعها الله مع بعض التطوير في الوسائل التي لا تخل بأصل التشريع.

ثانيا: الجاسوس في حكم المكره حيث إذا أظهر دينه فإنهم سيقتلونه أو يعذبونه بخلاف الديمقراطيين.

ثالثا: حالة الجاسوس حالة استثنائية مقدرة زمانا و مكانا و حالا بخلافهم فإنهم يجعلون ذلك منهجا لجميع المسلمين في كل بلد و يجعلونه هو صورة الحكم الرشيد الذي يسعون إليه.

رابعا: الجاسوس غير قاصد لما يفعله فهو مثل حكاية الكفر عن الكافر بخلاف الديمقراطيين فإنهم يقصدون أن يكون النظام الديمقراطي في كل بلد إسلامي و في كل حكومة.

خامسا: الدليل أخص من الدعوى و ذلك أن الدعوى أنه يجوز للمسلمين في جميع بقاع الأرض و حيثما كانوا و أين ما كانوا أن يجعلوا نظامهم السياسي نظاما ديمقراطيا تعدديا حزبيا ذو مناهج سياسية مختلفة من اشتراكية و قومية و وطنية و رأسمالية و هي كلها مناهج تعارض الإسلام و أن تتحول هذه الدول كلها إلى نظام الديمقراطية التعددية فمن كان يعتقد أن الديمقراطية كفر فخلاصة استدلاله أنه يجوز أن يتحول المسلمون في كل الدول و الأمكنة و الأزمنة إلى أنظمة كفرية تحكم بالديمقراطية و دليلها اختلاف الفقهاء في الجاسوس.

سادسا: الديمقراطيون مجاهرون بالكفر و الدعوة إليه بين المسلمين قاصدين تثبيت هذا النظام و يسمونه نظام المؤسسات و الدولة المدنية و الجاسوس مسلم منفرد في بلاد الكفار خائف أن يكتشف أمره فيقتل فيظهر ما هو محتاج إليه و سمح له به الشرع من دون زيادة أو توسع و من دون انشراح الصدر لما يقوله أو يفعله.

سابعا: الديمقراطيون يؤصلون لهذا الوضع أنه هو النظام الإسلامي الرشيد و أن الانتخابات حق الأمة و أن الأحزاب لها حق حرية التعبير و التكتل للوصول إلى الحكم مع كونها تحمل أفكارا علمانية تحميها قواعد الديمقراطية يعني أنهم شرحوا بالكفر صدرا و الجاسوس ليس عنده شيء من ذلك.

ثامنا: الديمقراطيون متفقون مع رؤوس الكفر على التزام هذا النظام العلماني و أنهم يكونون فيه على كلمة سواء أن لا يحكموا إلا الشعب و أن لا يمنعوا الحريات و أن تكون صناديق الانتخاب هي الحكم لهم و عليهم و أن لا ينقلبوا على الديمقراطية إذا وصلوا إلى الحكم و الجاسوس متخفي لا يعلم به أحد و لا بينه و بينهم التزام يعني أن هذا قياس من ليس بجاسوس على من هو جاسوس و قياس من ليس بخائف على من هو خائف و قياس حالة أمة تريد أن تخرج من كابوس الجاهلية فيؤصل لها الاستمرار في الجاهلية بأوجه شرعية ركيكة على حالة جاسوس يعمل على خدمة هذه الأمة في وسط مجتمع كافر.

تاسعا: إن الجاسوس المتخفي حاله كحال محمد بن مسلمة في قتله لكعب بن الأشرف و كحال الصحابي الذي قتل أبا رافع قضية جزئية و حالة فردية لا تضر بدولة الإسلام و لا بشرائعه و لا بأحكامه يقضي الجاسوس حاجته في خدمة الدين و الإسلام و يرجع و قد أفاد الإسلام و المسلمين أمورا تنفعهم في دولتهم و جهادهم و أحوالهم و دفع الضر عنهم و حالة الديمقراطيين أنهم استبدلوا نظاما علمانيا كافرا في البلاد التي هي مهد الإسلام و وطنه الباقي بعد أن عم الكفر الأرض بأجمعها فيعم كافة نواحي الحياة الدنيا بحيث يغيب حكم الإسلام بالكلية ليكون الحكم الجاهلي بديلا عنه فكيف يقاس هذا على هذا لولا أن الله قد أعماهم عن الإسلام و أحكامه.

عاشرا: الجاسوس عمله مضر بالكافرين و يجلب عليهم أنواع البلاء و يتسبب في دمارهم و سفك دمائهم و الدلالة على عوراتهم و أماكن الضعف فيهم بل هو من أهم أنواع العمل الجهادي لنتائجه و أثاره النافعة للإسلام و المسلمين و هذا عمل يرضي الله و رسوله و دينه و شرعه و أما عمل الديمقراطيين فعمل نافع للكافرين و مناصر لحربهم ضد الشريعة و تسويق لكفرهم و إلحادهم و الإفتاء بأن نظامهم يوافق الإسلام بل هو جوهر الإسلام و يؤدي إلى كف شوكة الحرب عنهم و إغماد السيف ضدهم بل و محاربة فكرة الجهاد من أساسها سواء للعدو الأجنبي أو للمرتد المحلي.

فقولوا لي يا عباد الله ألم تأخذ الديمقراطية العلمانية مأخذها في طمس عقول هؤلاء و أفهامهم و ختم بذلك على قلوبهم فهم لا يفقهون حين يقيسون حالة الجاسوس بحالة النظام الديمقراطي المدمر للشريعة و للعقيدة و للأخلاق؟

الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي


القراء 1080

التعليقات


مقالات ذات صلة

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((( الأسد المركوب )))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((المطبخ))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الناس))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((مسوخ أرض عاميس))

حروف ممنوعة بقلم/ هشام حسن الببغاوات

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((قفا نبك من ذكرى آخر أسهمى))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((عصا وأرجوز))

حروف ممنوعة _ هشام حسن الخوازيق

تعقيباً على لقاء أجناد مصر بقلم/ إحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((خووووووووود))

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

دولة ‫‏الخلافة‬ لا يعاديها أحد إلا فضحه الله بقلم/ الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي

طواغيت، منافقون، عبيد بقلم/ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( السفينة ))

الإرهاب و السحر عند الفراعنة

ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ

بروتوكولات حكماء العرب البروتوكول الثاني

هجمات باريس وإرهاب الإسلام - حسن أبو هنيّة

هل حان الوقت لكي نفهم ؟ بقلم المستشار/ محمد يوسف عدس

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

تأملات في الواقع بقلم/ حسين بن محمود

النماذج الثلاثة

عبادة الرموز و تقديسها بقلم/ أيمن إمام

بروتوكولات حكماء العرب الجنس الثالث..!!.. البروتوكول الخامس د. محمد عباس

التعصب للجماعات يعمي البصيرة حتى و لو كانت الجماعة جماعة مجاهدة

جاءت الملاحم يامسلمون فتهيئوا لها

انتصارات الدولة الإسلامية وشعبيتها

غلام الجاهلية

انتهت مرحلة الردود على الشبهات بقلم أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((الرجل ذو الألف مسبحة))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الفلاشة ))

طه عبد الرحمن، السياسة والترجمة: أي معنى للإبداع؟

سلسلة قبل الغروب عوامل السقوط الحضارة و التخلف

لماذا فشلت الثورات العربية؟ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( ليلة التاسع من نوفمبر ))

تعليقاً على المصالحة المصرية القطرية.. أحمد طه

و إذا كان العرب أغبياء فلم نلوم الغير ؟

تعليقاً علي خبر القبض على شاب وفتاة بالمترو تحدثا بالإنجليزية



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net