الاسطوره التاسعة و العشرين ... البطانه الفاسده هي المشكله إنما الزعيم نفسه تمام! ------------------------------------------------------
و هذه اسطوره دوما ما تتردد في مصر. فكل قيادات مصر لا غبار عليهم مطلقا.
فالملك فاروق كان الملك الصالح لكن الخواجه انطون بوللي هو من ضحك عليه و عرفه طريق القمار.
و جمال عبد الناصر كان مهتم بحقوق الانسان لكن المشير عامر و صلاح نصر كانوا فسده و هم من عذبوا و أهانوا.
و حتي السيسي رجل صالح و طيب و لكن رجال و نساء الاعلام هم الذين يشوهونه و يتطاولون. و لو يعلم السيسي ما يقول عكاشه من كلام فارغ لوقفه.
تعالوا ندحض هذه الاسطوره.
اولا. كل زعيم في العالم له الحق في اختيار من يحيط به. و اي رئيس او ملك مصري له في الحقيقه صلاحيات أوسع بكثير من اي رئيس دوله عادي (و هذا موضوع مرتبط بمواريث ثقافيه طويله). فالزعيم المصري في النهايه هو من يختار المحيطين به.
فالملك فاروق اختار بوللي ليكون خادمه الخاص. لا بل ذهب لأبعد من ذلك و أصر ان يذهب معه لإيطاليا في منفاه (المصدر الاول) بالرغم من اعتراض الملكه ناريمان علي ذلك حتي وصل الامر انها أوعزت للحاشية ان يسلموا انطون بوللي للجيش المصري المحاصر لقصر راس التين كي يقبض عليه و لا يذهب مع الملك الي إيطاليا. اي ان فاروق تحول لمدمن لانطون بوللي!
و عبد الناصر هو من أبقي علي عامر بعد هزيمته في السويس ١٩٥٦ و طرده من سوريا في ١٩٦١. و رغم ذلك ابقي عليه.
كما ان التحجج ان عبد الناصر لم يكن يعلم بانتهاكات حقوق الانسان في عهده هو كلام فارغ و لا شك. فالرئيس هو من يصدر قرارات الاعتقال و يوقع عليها (المصدر الثاني). و عبد الناصر بذاته هو من طلب وضع ذلك في الدستور كما هو واضح في المصدر.
أما الادعاء ان السيد السيسي لا يعلم ما يقوله عكاشه مثلا فهو كلام فارغ. فعكاشه يذهب لمقابله السيسي منذ كان في المخابرات الحربيه لتلقي التعليمات (المصدر الثالث).
و السيسي يتحدث بذاته عن الأذرع الاعلاميه (المصدر الرابع).
و السيسي يتقابل مع الإعلاميين دوريا (الصوره المرفقه) و بينهم كبار كذابي الارض و لا يجد غضاضه في ذلك.
و يطلب الجيش من جنوده مشاهده قناه الفراعين (المصدر الخامس).
ثانيا. اذا كان الزعيم لا يعرف ما تفعله حاشيته فهذه مصيبه عظمي. كيف إذن يعلم ما يحدث في الدوله؟
لكن تعالوا نتوقف لحظه. هل يجب إذن محاسبه الزعيم علي ما يفعله أناس ينتسبون لحزبه او جماعته؟ اذا كان مثلا الحزب الديمقراطي به مجرمون فهل يجب ان يحاسب الشعب الامريكي باراك أوباما علي ذلك؟
الاجابه. لا.
لماذا؟ لان الزعيم مسئول فقط عن ٣ أشياء: ١- ما يفعله هو. ٢- المسئولين الرسميين الذين يختارهم. ٣- هؤلاء الذين يلتقي بهم باستمرار بما يوحي انهم ذوو تاثير علي فكره، و هو ما يعرف بالحاشيه او البطانه.
ينطبق ذلك دون شك علي انطون بوللي و الملك فاروق. لم يكن لبوللي منصب رسمي في الدوله المصريه لكن فاروق كان يلتقي به يوميا.
و بالطبع عامر و صلاح نصر لهم مناصب رسميه في الدوله المصريه باختيار جمال عبد الناصر لذا هو مسئول تماماً عما يفعلونه.
كذلك يلتقي السيسي بعكاشه بشكل دوري و بالتالي جري الإيحاء بتأثير عكاشه و بالتالي فالسيسي يصبح تلقائيا مسئولا عما يقول.
لكن لا ينطبق ذلك مثلا علي شخص مثل الشيخ صفوت حجازي او حازم ابي اسماعيل او حتي مرشد جماعه الاخوان. فلا احد منهم كان له منصب رسمي في الحكومه المصريه و حتي أشد غلاه أعداء الرئيس مرسي لم يتمكنوا من تقديم دليل واحد انه كان يلتقي هؤلاء الناس بأي شكل يوحي بتأثيرهم علي صنع القرار. و علي الرغم من ذلك بالطبع استغل غلاه المتشددين اقوال اي شيخ او عضو في جماعه الاخوان او حتي ليس عضوا ضد الرئيس د مرسي بالرغم من انه لا يملك و لا يجب ان يملك في دوله حره القدره علي إخضاعهم جميعا!
يخلط بعض المصريين بين كل تلك الأفكار و للاسف تستغل اجهزه المخابرات هذا الخلط و الالتباس حتي تسيطر علي عقول الناس كيفما تشاء، فتاره الملك فاروق صالح و لكن حاشيته السيئه و تاره مرسي طالح لان شيخ ادعي الانتماء لحزبه قال شيئا ما!
في الدول الديمقراطيه حاسبوا الزعماء علي ٣: ١- ما يفعلوا ٢- من يختاروا لمناصب رسميه. ٣- من يظهر بشكل حاسم انهم يلتقون بهم دوريا و يؤثرون علي صنع القرار.
