كتب الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي:
ذلك فضل الله على دولة الخلافة
من فضل الله على دولة الخلافة الإسلامية أنها تتعامل مع محبيها و مع معاديها بالإسلام و قواعد أهل الإسلام فلا تتغاضى عن محب و لا تجور على عدو... و ذلك لأن الولاء عندها هو للإسلام و للإسلام فقط بخلاف الجماعات الأخرى التي تجعل الولاء الحزبي هو الشرط الأساسي في الولاء و الحب و لا تبالي بما عنده من النفع للإسلام و المسلمين إن فقد شرط الولاء للجماعة.
فكم سمعنا من محاكمات لرجال تبوءوا في الدولة مقامات و كم عزلوا من أناس أساؤا إلى الإسلام بتصرفاتهم و كم أقاموا الحدود على مخالفي الإسلام من أتباعهم فقد طردوا أهل الغلو و طردوا الذين يطعنون في رجال الدولة و أنصارها باسم الدفاع عن الدولة و الخلافة و هذا لأسلوب ( خاصية مخابرات السعودية ) الذين مردوا على النفاق و التظاهر بحماية الإسلام و السنة حتى إذا أوجدوا شرخا في الأنصار و فرقة و تناحرا إنكشف أمرهم فهم يشتغلون بالطعن في المناصرين بعلة عدم ولائهم للدولة و للخلافة أو لم يكفروا فلان أو لم يحددوا موقفا من القاعدة أو من أيمن الظواهري و عند كل ثرثرة من هذه الثرثرات ننتظر لكلام المعتبرين في الدولة و علمائها الأفذاذ فإذا بينهم و بين هؤلاء المتظاهرين في الدولة بُعد المشرقين في الوعي و الفهم أو كما بين السماء و الأرض .
و أما غيرها من الجماعات فهي لا تتخذ موقفا إلا لمن خالف سياسة الجماعة فأنا أعرف في السرورية اليمنية مثلا قيادات يقولون أن الدستور اليمني إسلامي بدليل المادة الفلانية... و منهم من يعتقد أن العمل ليس ركنا في الأيمان يزول بزواله... و منهم من يرى أن الأحزاب الاشتراكية و البعثية إسلامية لأنها قد وافقت على أن الشريعة مصدر القوانين... و العجب أنهم يطعنون في الدولة و رجالها بأن في قياداتهم بعثيين و هم يعلمون أنهم قد أصبحوا على فكر القاعدة و أشد و ليس على فكر البعثيين اليمنيين و منهم من يرى أن إرجاء المدرسة الألبانية لا يخرجهم من أهل السنة فيما خرجوا فيه و منهم من أيد دستور محمد مرسي و دعا إلى التصويت له و من قياداتهم الكبار من انتخب عبد ربه منصور مع تصريحه ليلة انتخابه أن أول أعماله محاربة القاعدة و منهم من شارك في الحوار الوطني و منهم من هو اليوم في عاصمة الأمارات للمشاركة في وضع دستور علماني لليمن و منهم من كان يرى أن نظام مبارك لا يخرج عن الإسلام مستدلا بأنه غير معقول أن مشايخ الأزهر يؤسلمونه و هو مخالف للإسلام و العجب أنهم بعد ثورات الربيع العربي لم يرقبوا في حزب النور إلا و لا ذمة لوقوفه مع السيسي و هو نظام شهد له الأزهر فليت شعري ما هو الفرق الشرعي و العقلي بين إنتخاب السيسي في مصر و إنتخاب عبد ربه منصور في اليمن و كيف يكون هذا الفعل نفسه في اليمن مصلحة إسلامية و في مصر زندقة و ردة و فعلا كفعل نصير الشرك الطوسي كما شبه بعض المخذولين موقف حزب النور مع السيسي كموقف نصير الدين الطوسي مع الخلافة العباسية و لم تتخذ هذه الجماعة أي إجراء ضد أي من هؤلاء رغم وضوح مخالفتهم لدين الإسلام حتى إذا قام الريمي بالإعتراض على دخولهم في الديمقراطية الطاغوتية من منطلق شرعي و إعترض على مشايخهم في الرابطة فصلوه من جماعتهم فهذا ذنبي و تلك ذنوب بقية المشايخ معروضة على أهل العلم بعد عرضها على أحكم الحاكمين ليعلم الناس أي شريعة سيحكم بها هؤلاء.
و قد شرفني الله بالدفاع عن الدولة الخلافة داعش منذ قيام الدولة و مرورا بإعلان الخلافة و إلى الأبد بإذن الله و أسأل الله الثبات و نقدت كل الجماعات التي تنفر عن الدولة أو التي تشترط موافقة أهل الحل و العقد على خلافة أبي بكر البغدادي سواء كانوا من الإخوان أو من القاعدة أو من غيرهم و بينت أن إشتراط أهل الحل و العقد باطل... و كان لي حجتان في تقرير هذا الأصل...
الأولى: أن هذه الأحكام هي من خصائص النظام الإسلامي فلا يطالب بها إلا بعد قيامه و هو غير موجود فكيف نشترط الفرع قبل وجود الأصل فلا يطالب بهذه الأحكام إلا بعد تمكنه و إستقراره في الأرض ثم تأتي بعد ذلك أحكام الشورى.
الحجة الثانية: هي أن المخالف للدولة الإسلامية في هذا الأمر إما أن يكون من الجماعات الديمقراطية فهو يريد أهل الحل والعقد بالمفهوم الديمقراطي و هذا لا يجوز القول بإباحته فضلا عن أن يكون شرطا في صحة الخلافة و هو ليس عدلا حتى يعتبر في أهل الحل و العقد و العدالة و إما أن يكون من الجماعات الجهادية فهو إن سَلّمَ أن الأنظمة علمانية تحكم بالكفر البواح فقد بطلت حجته لأن حديث النبي عليه الصلاة و السلام يصرح أنه عند ظهور الكفر البواح فالحل هو السيف و ليس رأي أهل الحل و العقد فالسيف إذا هو منهاج النبوة في الخلافة و قيامها و إن لم يُسَلِمْ بعلمانية الأنظمة فهو إذا من الخوارج كما يقول عنه الناس فظهر أن الحق هو فيما قرره قضاة الدولة الشرعيين و أن من خالفهم لا حجة له أو له حجة تفتقد لواقعها المناسب لها و الله أعلم.
الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي