كتبت إحسان الفقيه
موقفي من الدولة الاسلامية ليس بنزوة عاطفية
ولا فرحا بحدث عابر
ولا شماتة بخصم يكرهها
ولا نكاية بأحد من الخلق..
بل هو قناعة راسخة نابعة من إدراك وتصور شامل لواقع الأمة وحقيقة الدولة..
*قناعتي نابعة من منهج صارم في صناعة الموقف
سواء من الأشخاص او الجماعات او الدول او الأحداث..
منهج تعلمته من كتاب الله
وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام..
*تعلمنا في هذا المنهج أن ننطلق من موقف متجرد بدون مواقف مسبقة
دون تحيّز او تأثّر بإعلام المنافقين والظالمين
ودون ترديد ببغائيّ مريض لتغريدات المتربصين والحُسّاد..
ومهما حاولت أن اكون حيادية فلن أُحقّق ذلك بالجُملة
وسأذكر الأسباب في القادم من المقالات ..
*تعلمنا أن نُغلّب المعلومة على الرأي والحقيقة على المزاعم
والثابت على الإشاعة .. وندرك قدرة الأعداء على التضليل وحماسة
الظالمين لتدمير وتشويه صورة المحسود..
*تعلمنا الفرق بين ما يقدح في الدين والأمانة ولا تسامح فيه
مقابل ما لايقدح في الدين والأمانة مما لا يعدو أن يكون سوء تدبير
وعدم توفيق في الاجتهاد..
*تعلمنا أن لا نحكم على أحد إلا بما يصدر عنه من قول أو عمل أو موقف
ولا نحكم مما ينقل عنه سواء كان من عدو متربص
أو من صديق متحمس..
*تعلمنا أن لا نصنع رأينا إلا بميزان الشرع فلا يهمنا موقف الشرق والغرب
ولا الإعلام الموجه ولا مواقف الجماعات الإسلامية المائعة
ولا المتلاعبين بالدين..
*تعلمنا ان لا نحكم على أحد دون استحضار كل تفاصيل الواقع
- واقع الأمة
وواقع الأعداء
وواقع الجهة المعنية بالموقف
وظروف وملابسات كل حدث ورواية..
*تعلمنا أن نوازن بين المثالية في التطلع والآمال
والواقعية في التطبيق والممارسة
فنتطلع لتكريس أعلى مقدار من المُثل والأخلاق والقيم
وأن نقبل او نتقبّل الكثير مما لا يمكن تفاديه..
*تعلمنا أن من الحكمة -وبعد قرون من الانحطاط - أن ننهض ببطء
فلا نتوقع قفزة أخلاقية وحضارية نتجاوز فيها حواجز التاريخ قسرا
ولا بد من الأخطاء في مرحلة النهوض..
*تعلمنا أننا بشر
عُرضة للخطأ وسوء تقدير الأمور وغلبة العواطف - احيانا
وقد دلنا القرآن على فعلة آدم
وغضب موسى ورقة محمد عليه الصلاة والسلام...
* هذه مقدّمة او تمهيد لردّي على من يسألون ويتساءلون
بحسن نية او تشكيك وظلم :
لماذا تناصرين الدولة الاسلامية (النواة) في الشام والعراق؟
وجوابي في مقالة قادمة (دون تحديد موعد للنشر)..
------------
الكاتبة الاردنية احسان الفقيه