كتب الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي:
حدث الدولة الإسلامية و الخلافة هو الذي يستحق الاهتمام
( و عدتم من حيث بدأتم )
هناك أحداث كثيرة في بلاد الإسلام عموما... و في بلادي اليمن خصوصا أحداث جسام و فتن يرقق بعضها بعضا من أعظمها:
علماء و جماعات أذهبت قوتهم و ريحهم قيم و مبادئ الديمقراطية... و شعوب مزقتها الأحزاب فلا تجتمع على شيء، و شعوب أخرى تحت حكم جبري جعلتهم دجاجا في يد ذباح يذكر الله عند ذبح كل دجاجة ليقال حين يذكر الله عند الذبح إنه يذكر الله و يتأله له و دول فرقتها القيم العلمانية و الوطنية و المصالح فارتهنت للأجنبي و هي فتن و أحداث مؤلمة و تؤرق كل صاحب دين و ضمير و هذه الأحدث تضر بالأمة الإسلامية عموما؛ و لكن هذه الأمة الإسلامية للأسف قد أصبحت أمة أكثر من سبعين فرقة من أهل القبلة فضلا عن الخارجين عن القبلة و الملة ينطبق على أكثرها حديث: ( و ستفترق هذه الأمة على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة و هي من كان على مثل ما أنا عليه و أصحابي أو قال هي الجماعة )...
و كل فرقة لها مبادئها التي تريد أن تخضع أمة محمد لها و كل فرقة لها شعار و راية تحاول تطويع الأمة لها و قريب من هذا العدد حكومات هذه الأمة تفوق عن الخمسين و هي أيضا يعادي بعضها بعضا و لكل حكومة راية وطنية تعبد الناس لها و تخضع الكل لها و الجميع متفقون على مراضات و مصالحة اليهود و الصليبيين و في غاية الحمية و القوة و النفرة مع بعضهم بعضا و قد عشعش في عقول الجميع قضية التعايش السلمي مع العدو فقط و ليس مع بعضهم و أن العدو لا قدرة عليه و لا قوة تواجهه و أن من لا يخافه فهو لا يخاف من الله و أنه لا حل إلا التودد و التقرب إليه و التماس رضاه و الاستعاذة من غضبه بل و يتشرف الواحد منهم إذا طلب منه العدو أن يعينه و يساعده على ضرب هذه الأمة و تمزيقها و يرى أنه من المقربين الحلفاء فهذه الرايات لا يرضاها المسلم الصادق أن تكون رايته و أمة بهذه الألوان و الروائح المنتنة لا يتشرف أحد أن تكون هي أمته... فكان الواجب هو البحث عن الأمة الباقية من أمة محمد الأولى الأمة المناسبة لتحمل تكاليف دين الإسلام و عقائده و شرائعه و يتلفت المرء و ينظر بمنظار الشرع فلا يرى تجمعا من هذه التجمعات إلا و هو يحمل جرثومة هلاكه و القضاء عليه إلا تجمعا واحدا هو تجمع الخلافة و تجمع الدولة الإسلامية الفتية في العراق و الشام فإنه يحمل أسباب حياته و قوته و تمدده و بقائه و قد تفطن له من شرح الله صدره للإسلام فذهب إليه الواحد بعد الواحد بحيث يذكرنا بالعهد الأول و كيف تسلل إليه المسلمون الأوائل واحدا بعد واحد و سقطت رموز كبيرة في العداوة في ذلك العهد كما تفعل الأحداث اليوم سواء بسواء بحيث من له خبرة بنصوص الحديث يتذكر بالمناسبة حديثا يصف أن آخر الأمة ستعود من حيث بدأت يقول ( و عدتم من حيث بدأتم، و عدتم من حيث بدأتم )... و ها هي الدولة الإسلامية تتهيأ للعودة من حيث بدأ ألإسلام و تحرر الجزيرة من العبودية للطواغيت و التجمع الذي حكم له الرسول بالنجاة من بين هذه التجمعات و الفرقة التي حكم لها الرسول بالنجاة من هذه الفرق الكثيرة هي التي قال فيها و قد سئل عنها من هي فقال ( هي من كان على مثل ما أنا عليه و أصحابي )... أو قال ( هي الجماعة )...
فمن من الجماعات تستحق هذا الوصف غير الدولة؟ و لما نصح عليه الصلاة بكيفية النجاة من تلك الفرق قال ( الزم جماعة المسلمين و إمامهم )...
فمن من هذه الدول والجماعات يستحق هذا الوصف غير الدولة الإسلامية فقد اجتمع فيها الجماعة و الإمام و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و أما غيرهم من الحكومات و الجماعات فلا يوجد فيهم إمام مرضي و لا جماعة مستقيمة ( و لو كره الكافرون ).
و لله در القائل:
دع الحسود و ما يلقاه من كمده * كفاك منه لهيب النار في كبده
إن لمت ذا حسد نفست كربته * و إن سكت فقد عذبته بيده
و لله در القائل الآخر:
ألا قل لمن بات لي حاسدا * أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في قسمه * لأنك لم ترض لي ما وهب
فجازاك ربي بأن زادني * و سد عليك وجوه الطلب
و باقية و تتمدد
الشيخ عبد المجيد بن محمود الهتاري الريمي