قـــلــبــي غــــــدا يــتــأَرْجَــحُ ...
مِـــنْ ألْــفِ عــامٍ لا أرانــي أفْــرحُ
أُمـسي عـلى ألَمِ الحنينِ و أُصْبِحُ
وطـني الـذي أُقْـصِيتُ عنهُ مُرْغَماً
أيّـــامُ عُـمْـري مــن أســاهُ تُـذَبَّـحُ
فـــي كُـــلِّ لــيْـلٍ لـلـعذابِ زيــارةٌ
مـــا كــانَ قـبْـلَ مَـجـيئِهِ يـتَـنَحْنَحُ
أَأَظــلُّ يــا دُنـيـا الـعذابِ مُـضَيَّعاً؟
و يـظَلُّ فِـكْري فـوقَ جمرٍ يَسْرحُ؟
قـلـبـي تَـمَـلَّكَهُ الـحـنـيـنُ و رَجْعُهُ
و لِــغَــيْـرِهِ بِــوُلُــوجِـهِ لا أسْــمَــحُ
يــا أنـتَ يـا بـحرَ الـدُّموعِ بِـمُقْلَتي
هـلَّا تـراني فـي دمـوعِي أسْـبَحُ!؟
عـيْـنـاكَ بـوصِـلَتي تُـحَـدِّدُ قِـبْـلَتي
سَـمْـتٌ يُـقـوِّمُ وِجْـهـتي و يُـصَحِّحُ
في ثَغْرِكَ الوَرْدِيِّ شَهْدُ مَوَاسِمي
مِــنْ نَـشْـوَةٍ عِـنْـدَ الْـجـنى أَتَـرَنَّحُ
و سَـكَـنْتَ مـابـينَ الـعُيونِ و ضـوئها
هَـيْـهَـاتَ تَـهْـجُـرُ نــورَهُـنَّ و تَــبْـرَحُ
مــا بـيْـنَ أحـلامِ الـلقا و مَـوَاجِدي
قـلبي عـلى غُـصْنِ النوى يتَأَرْجَحُ
و أظَــلُّ فــي صــدرِ الـتَّصَبُّرِ جـاثماً
لــكَـأَنَّ قـلـبـي لـلـتَّـصَبُّرِ مَـطْـرَحُ !
يـا صـاحِبَ القلبِ الكبيرِ أما ترى :
أنَّ الأنــامَ بِـغَـيْرِ قـلـبٍ أصْـبحوا !؟
و مَـلَكْتَ وَحْـدَكَ ألْـفَ قلْبٍ عاشِقٍ
تُـعـطي لِـمـحْرومِ الـحـنانِ و تـمْنَحُ
خُـذْنـي إلـيْـهِ عـلى جـناحِ يَـمامَةٍ
عَـلِّي أُفَضْفِضُ عنْ أَسَايَ و أشْرَحُ
و أَزفُّ لــلآهـاتِ لَـحْـنَ قــصـائـدٍ
رقْـصُ الـزهورِ على صـداها مَطْمَحُ
و أَخُــطُّ تـاريـخَ الـتَّغَرُّبِ فـي دمـي
و بِـفيضِ نَـزْفٍ مـن عُروقي أمسَحُ
لـوْ كانَ حـظّي في الزمانِ خسائِراً
مـا ضـرّني ..! إنـّي بِـوصـلَكَ أربَـحُ
يـا شِـعْرُ قــدْ شَهِدَ الـزمـانُ لِـقـاءَنا
مَــنْ قـالَ : إنَّ زمـانَنا لا يـسْمَحُ؟!
فــي كــلِّ جـارحَةٍ غُـصونُ مَـحبَّةٍ
و بــلابِـلٌ لِـلـشـوْقِ فـيـنـا تــصْـدَحُ
لـو سَـدَّ طـيْفُ اليأسِ كُلَّ مَنَافِذي
مـــن فُـرْجَـةِ الآمــالِ ألـفـاً أفـتَـحُ
هيام الأحمد