سلسلة - قبل الغروب
( 2 ) ( أسباب السقوط)
الإنتاج الفنى و تأثيره عَلَى المجتمع المصرى و العربى
يتآمر العالم المتقدم عَلَى الدول المتخلفة بأشكال مختلفة
منها : الإتصال ببعض الأدباء و الفنانين و الإيحاء إِلَيْهمْ بِمَا يقولون و مَا يفعلون من أجل تدمير مجتمعاتهم و تخلفها عَنْ ركب الحضارة حَتَّى يظل العالم الأول منتجاً و العالم الثالث متخلفاً .
و كَمَا جعل الله تَعَالَى الجبال رواسى للأرض ، جعل رواسى للعلاقات الاجتماعية
و الرواسى فى المجتمع السليم هى : الله – الوالد – المدرس .
فالخوف من الله تَعَالَى و احترام الوالد و المدرس هم قواعد التوازن فى المجتمع. و لذلك مركز الأدباء و الفنانون - العملاء – بعلم و بغير علم .
عَلَى ضرب هَذَا المثلث:
استطاع الأديب نجيب محفوظ أَن يقتل أَوْ يغتال شخصية الأب فى ثلاثيته المعروفة – بَيْنَ القصرين - قصر الشوق ، و السكرية حَيْثُ خلق شخصية أَحْمَد
عَبْد الجواد من خياله – و جعله رجلاً مستقيماً فى الظاهر يصلى الصلاة فى مواعيدها و لكن فى السر يشرب الخمر، و يتردد عَلَى بيوت الدعارة و يقابل أبناءه هناك و يفقد الأولاد الثقة فى الوالد و تصبح هذه الرواية فيما بعد حجر الزاوية فى الفن المصرى و تنتج فيما بعد عَلَى هيئة أفلام سينمائية و تعاد مرات بممثليين جدد، ثُمَّ مسرحيات و استطاع هَذَا الأديب قتل قيمة الأب فى المجتمع المصرى و العربى تباعاً و ظهر لهذا نتائج خطيرة، و لَمْ ينس نجيب محفوظ ركن [ الله ] فجعل أحب شخصية فى الثلاثية هى شخصية كمال أَحْمَد عَبْد الجواد الشاب الذى ينكر وجود الله بعدما رأى أباه يصلى أمام الناس فى العشاء ثُمَّ ينصرف إِلَى بيت الدعارة .
و لو رصدنا للإلحاد فى الفترة الأخيرة من حياة العرب ، لوجدنا أَن نقطة البداية هى إلحاد كمال أَحْمَد عَبْد الجواد و بذلك يكون نجيب محفوظ ضرب قيمتين من قيم الإسلام بل قيمتين من قيم كل الأديان [ الله – الوالد ] و بذلك استحق عَنْ غَيْر جدارة جائزة نوبل فى الأدب لأنه أحدث تغيراً هائلاً فى عادات و عقائد المصريين و العرب، أما روايته [ أولاد حارتنا] فكانت واضحة تماماً فى ضرب قيمة [ الله ] و لو بالرمز [ عَبْد الجبار ].
و جاء عَلَى نهج نجيب محفوظ أعمال فنية كثيرة للسخرية من ( الوالد ) أَوْ الأب مثل مسرحية ( العيال كبرت ) ففى هذه المسرحية تم تجليت و شرح أفكار نجيب محفوظ بالنسبة ( للأب أَوْ الوالد ) و تمت السخرية من الأب لدرجة أَن بعض الَّذِينَ شاهدوا المسرحية – ممن لديهم فهم و إدراك بكوا عَلَى هذه السخرية من الأب و قَالُوا لو وجد ابن يحترم والده فى كل العالم العربى بعد هذه المسرحية لكان ذَلِكَ نصراً اجتماعياً كبيراً .
مَعَ ملاحظة أَن هَذِهِ المسرحية لا تخلو منها قنوات التلفزيون العربى ليلة واحدة فى العام ، حَتَّى وصلنا إِلَى أننا نقرأ فى كثير من الأيام عَنْ ابْنِاء ضربوا أباءهم ، أَوْ قتلوهم ، أَوْ سرقوهم أَوْ طردوهم من بيوتهم . و هكذا انتشر هَذَا السرطان فى الفن المصرى السخرية من الدين و من الأب و إظهاره عَلَى أَنَّهُ خائن، و وضع بذور الإلحاد فى نفوس الشباب. و الإحصائيات التى تدل عَلَى عدد الملحدين فى مصر و فى العالم العربى فى تزايد مخيف و لهم مواقع عَلَى شبكة التواصل الإجتماعى .
و بالنسبة للمدرس فقد حول أحد المؤلفين القصة الفرنسية ( المدرسة الحسناء ) إِلَى مسرحية (مدرسة المشاغبين) و فى هذه المسرحية تم إعدام كل القيم الأخلاقية و التعليمية للمدرس و الناظر و الموجه، و هذه المسرحية تتكرر تقريباً و تعرض فى كل أسبوع أكثر من مرة، و استطاعت هذه المسرحية القضاء عَلَى التعليم فى مصر و فى العالم العربى لدرجة أَن أحد الهيئات قامت بعمل دراسة عَنْ التعليم فى العالم، و تم تقييم 148 دولة فكانت بلا حزن هى الدولة رقم 148، و إِذَا وَكَانَتْ مصر هى التى تعلم العالم العربى فلا شك أَن دول العالم العربى يحتلون درجات أقل من ذَلِكَ بكثير، و مازالت أفكار هذه المسرحية تتكرر فى الأعمال الفنية كلها، حَتَّى فقد المعلم قيمته و فقد التعليم جدواه. بل أنهار من الأساس، و لَمْ نأخذ من التعليم إلا عاداتنا الذميمة فى النفاق، و مَا زال لدينا من يَقُولُ أَن جامعاتنا أفضل جامعات العالم و هكذا ولكن مثال واحد يثبت أننا كاذبون و منافقون. ففى عالمنا العربى لدينا200 كلية للهندسة المدنية و غيرها، و مَعَ ذَلِكَ لَمْ نصنع توك توك، و لا غيره و إنما لدينا من الكذب و النفاق أكبر مخزون فى العالم .
ا.د مُحَمَّد أبوزيد الفقى
9 شوال 1435 هـ / 5أغسطس 2014 م
متابعة مجدي الفخراني