كتب الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي:
يقولون: ... فيقال:
ما أضعف حجة المعارضين من شباب القاعدة للدولة ــ الإسلامية
يقولون: البغدادي متهم بأنه على مذهب الخوارج فيقال: و كبار العلماء في الأربطة و الإتحادات و الجماعات يرون مذهب القاعدة مذهب الخوارج فما هو الجواب لكم؟
يقولون:كيف نبايع البغدادي و هو غير ممكن ثم يدعون إلى الحفاظ على البيعة لمحمد عمر أو للظواهري و هما غير ممكنين بل لا يستطيعان مواجهة دولة واحدة بجيوشها و دولة الخلافة تواجه عدة دول برا و جوا على طريقة مواجهة الجيوش بعضها مع بعض و ليس حرب عصابات كرا و فرا مثل غيرها.
يقولون: دولة البغدادي لا تستطيع حماية بيضة المسلمين فيقال: فهل تنظيم القاعدة الذي يدعو لبيعة ملا محمد عمر قادر على حماية بيضة المسلمين؟ ثم هل من شرط الخلافة حتى تكون صحيحة أن تكون قادرة على حماية أتباعها إذا كيف ستفعل الخلافة التي ستأتي بها القاعدة اليوم أو غدا حين تواجه العالم و هل الخلافة إذا قامت ستكون قادرة على مواجهة العالم كله حتى تحمي أتباعها.
يقولون: نخشى أن تكون دولة الخلافة مخترقة من قبل السعودية أو من قبل البعث فيقال: أو لستم تشاهدون كل يوم يستشهد قائد من قوادكم بواسطة الشرائح التي يضعها المخترقون؟.
يقولون: إنه متغلب و لم يقم برضى أهل الحل و العقد فيقال: و هل الكفر البواح الذي أذن الرسول بإزاحته بالسيف بحاجة إلى أهل الحل و العقد؟ و هل جهادكم أنتم الذي هو وسيلة الخلافة رضي به أهل الحل و العقد؟.
يقولون: مبايعة البغدادي شق للصف و فتنة بين المجاهدين فيقال: و هل مبايعة محمد عمر متفق عليها و رضي بها أهل الحل و العقد و سالمة من الفتنة و معظم الجماعات لا يعترفون بها ثم لماذا تطالب الدولة بالبقاء في تنظيم القاعدة و لا تطالب الجماعات الأخرى الجهادية بالدخول أو فلتأذن بحرب من الله و رسوله .
يقولون: إن هذا التوسع في أسلوب الذبح يوسع رقعة المعترضين و يضيق رقعة الحاضنة فيقال: و هل نسيتم عملياتكم التي واجهت سخطا شعبيا في اليمن و السعودية و دول الغرب و منها أحداث 11 سبتمبر و مات حادثة العرضي و السبعين عنا ببعيد و ما ترتب على ذلك من مواقف شعوب العالم الإسلامي و غير الإسلامي في استنكارها و رفضها؟.
ثم من أبدى اعتراضه العلمي على هذه التناقضات و تساءل ما هو الفرق؟ اتهموه بأنه يريد الفتنة بين المجاهدين و أنه عميل للأمن القومي أو السياسي .!
الحقيقة أنه لما كان معتقد القاعدة و منهجها في الجملة و أساليبها مع خصومها شبيه أو قريب من منهج الدولة تناقضت عليها الحجج في نقدها للدولة فلا تذكر في الدولة شيئا إلا و قد قيل فيها مثله و لا تنتقد أسلوبا إلا و قد سبق نقدها فيه فكان مثلهم في هذا التناقض كمثل الهادوية و الزيدية كلهم ينتسبون إلى زيد و لكن حين يكون هناك خلاف بين زيد و يحي لا توجد قاعدة علمية ترجح قولا على آخر إلا مجرد الترجيح بالذوق و التشهي حتى اشتكى من هذا التناقض بعض علماء الزيدية فقال:
أيها الأعلام من ساداتنا --- و مصابيح دياجي المشكل
أخبرونا هل لنا من مذهب --- يقتدى في القول أو في العمل
أم تركنا هملا نرعى بلا --- سائم نقفوه نهج السبل
فإذا قلنا ليحيى قيل لا --- ها هنا الحق لزيد بن علي
و إذا قلنا لزيد قيل لا --- قول يحي هاهنا القول الجلي
قرروا المذهب قولاً خارجا --- عن نصوص الآل و ابحث و سَل
إن يكن قرره مجتهد --- كان تقليدا له كالأول
أو يكن قرره مَنْ دونه --- فقد انسدت طريق الجدل
ثم من ناظر أو جادل أو --- رام كشفاً للذي لم ينْجَلِ
قدحوا في دينه و اتخذوا --- عرضه مرمى سهام المنصل
الشيخ عبد المجيد بن محمود الهتاري الريمي