اخر الاخبار

الأربعاء , 17 ديسمبر , 2014





كتبت إحسان الفقيه:

*هل يحتاج الإسلام الى عاصية مثل احسان لتدافع عنه؟

- رُوي في إنجيل من الأناجيل عن المسيح عليه السلام قصة لعبارة مشهورة

(من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر )

مُلخّصها:

أن امرأة أُتُّهمت بالفاحشة وأرادوا رجمها، وأرادوا أن يحرجوا المسيح

(عليه السلام) بأن يشارك هو في رجمها، أو أن يقف موقف المعترض على

شريعة موسى عليه السلام..

فقال لهم مُتحدياً لمّا رآهم يتعاملون معها بقسوة وتعالٍ وتعجرف - قال لهم:

(من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر)

فرجعوا لأنفسهم وراجعوها ..و بعد أن تأملوا أخطاءهم وتصفّحوا خطاياهم ..

تراجعوا.. ولم يتقدم لرجمها أحد..

*بل أعلنوها صراحة :

- (صحيح.. من منا بلا خطيئة) ؟

----

*حسنا..

ليس من الحكمة أن أظلّ - في ظروف كهذه - أدافع عن نفسي في كلّ مرة ..

لأوقف الذين تغيب أخلاق الإسلام الصافية عن كلماتهم ونصحهم وتقديرهم

للمواقف عند حدّهم.

لكن تفيض العين حين امتلائها وحين تفيض يصبح الحديث

ضرورة .. ولو لمرة على الأقل.. لتلقين الذين يحبون أن يسمعوا

الدرس مرتين.. ولعلهم يتذكرون ..

*وأكرر سؤال بعضكم :

هل يحتاج الإسلام الى عاصية مثل احسان لتدافع عنه؟

- هذا السؤال الفاسد في أصله مبنيّ على فرضية أن سائله

نقي من الذنوب وهو يحوي في داخله ذنب كبير ..

الا وهو (تجاهُل الإنسان لستر الله عليه)

وعلمه بما يخفيه في قلبه من إعجاب أو احتقار لعاصٍ وهي
من ذنوب القلوب الخطيرة ..

*لماذا لا تُقلب بصرك في سيرة ابن مسعود ثم تسمعه وهو يُحدث أصحابه

مؤنبا نفسه :

'لو أن للذنوب رائحة ما جالسني منكم أحد..!!

*أبو العتاهية يقول :

أحسن الله بنا .. أن الخطايا لاتفوح .. فإذا المستور منها .. بين ثوبيه فضوح .. نح على نفسك يا مسكين إن كنت تنوح .. لتموتن ولو عمّرت ماعمّر نوح..

*نعود لسؤالنا .. هل يحتاج الإسلام الى عاصٍ ليدافع عنه؟

*كم هو مسكين من يعتقد او يظنّ

أن الإسلام بحاجة إلى عابد أو عالم ليدافع عنه فضلا عن عاص ..

* الإسلام لايحتاج لا لي

ولا لك

ولا لأي من الكائنات على هذا الكوكب

لأنه مُنتصر بنا أو بغيرنا ..

( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا أمثالكم )

والغلبة له ولمن جعله منهاج حياة يسير عليه ..

*الحقيقة تقول:

نحن – بحاجة للاسلام لا العكس – وبقاؤنا كأشخاص مرهون

بالتشبث به والدفاع عن بيضته ..

ونحن نستمدّ منه القوة ببقائنا قريبا منه بالدفاع عنه بكلّ ما أوتينا

من قوة سواء بالكلمة أو ببذل المُهج .. وليس لنا فضل فيما نفعل ..

ولابد أن يكون هذا يقين في القلب ..

أن كل مانقدمه للإسلام .. لايُقارن او يتساوى بنعمة أن هدانا الله إليه ..

فغيرنا من أمم الدنيا .. لم يُنعم الله عليهم هذا الطريق ولم يهتدوا إليه.

----------

*دعونا الآن نتحدث بأمثلة واضحة ..

*لماذا لم تقل زوجة سعد بن أبي وقاص في معركة القادسية

للصحابي الجليل أبي محجن الثقفي وهو في أغلاله محبوس لشربه للخمر

لماذا لم تقل له :

الإسلام لايحتاجك وأنت عاصٍ تشرب الخمر ؟

وقد كان يسألها ويتوسّل إليها:

كفى حزنا أن تدخل الخيل بالقنى… وأُترك مشدودا علي وثاقيا…

إذا قمت عناني الحديد وغلقت….مصاريع دوني تصم المناديا…

يُقَطِّع قلبي حسرةً أن أرى الوغى ….ولا سامعٌ صوتي ولا من يَرَانيا …

وأن أشهدَ الإسلام يدعو مُغَوِّثاً… فلا أُنجدَ الإسلام حينَ دعانيا…

سُلَيْمى دعيني أروِ سيفي من العدا.. فسيفي أضحى ويحه اليوم صادياً..

دعيني أَجُلْ في ساحةِ الحربِ جَوْلَةً.. تفرج من همي وتشفي فؤاديا.!

*لقد كان أبو مجحن يتلوى ألما وهو يرى الرقاب تتطاير

ومعسكر الإسلام أمام معسكر الكفر وجها لوجه

وفي نفس الوقت هو محبوس لايستطيع أن يُقدم للإسلام شيئا

وهو مذنب .. !!

لماذا لم يحبسه ذنبه ويبقى صامتا محمي الجناب ؟!

لماذا يخاطر بحياته وهو مذنب ؟!

حين يصبح الإسلام في خطر

يجب ألا تُكبّل أقدامنا الذنوب .. وهكذا فعل أبو المحجن ..

أعطى زوجة سعد بن أبي وقاص وعدا ليعودن إلى القيد بعد المعركة

ليستوفي عقابه..

ففكت قيده وأعطته البلقاء فرس زوجها سعد ..

وقد كان خال رسول الله عليه الصلاة والسلام مقروح في فخذيه

فلم ينزل ساحة القتال ..

وحين أطلع أبو محجن في المعركة يجزّ رأس هذا ويضرب عنق آخر ..

كان سعد يراقب المشهد عن بعد ويقول :

الضرب ضرب أبي محجن والكر كرّ البلقاء!

وحين انتصر المسلمون في المعركة .. أوفى أبو محجن بوعده ..

وعلم سعد بالقصة فعفى عنه إثر الخدمة الجليلة التي قدمها

والله لا جلدتك في الخمر أبدا،

فقال أبو محجن : وأنا والله لا شربت الخمر أبدا..

*فيا لعظمة من عفا لتقدير ويا لرفعة من تاب لتقدير مثله ..

*أنا لم أشرب خمرا طيلة حياتي وهو فضل من ربي ويعلمه سبحانه عني..

ولستُ أبو محجن ولا معي البلقاء

ولستَ أنت بأحرص على الإسلام من سعد بن ابي وقّاص ومن كانوا

في مجلسه ..

وياليتني كنتُ على زمان أولئك العظماء لأنصفوني وتعاملو معي كما أستحقّ..

وما أريد قوله هو:

الإسلام وبيضته في خطر وجميعكم يعلم ذلك وأكثركم قرأ ما أكتب

عن تصريحات الغرب وعمالة الشرق

وبيع القريب وحسرة من لا يملكون من أمرهم الا انتقاد امثالي

بعد الخضوع الدائم والتسليم المستمرّ لثلّة من شرذمة يحكمون بلادي

*ونعم الاسلام ليس بحاجة لي او لك كما أسلفنا

ولكن أوليس من الحكمة أن نحرص على كلّ جندي يقفُ في خندق

المُناصرين للإسلام وأهله؟

أوليس من الحكمة أن نحرص على أن لا نخسر جُنديا مخلصا شرسا

بالتقريع والتبخيس والتشكيك والظلم؟

وأن ندعو له بالهداية ولستُم أعلم به من ربّه الذي كتب له أن يصبر

على أذاكم وهو يحترق من أجل الغافلين منكم ؟

*هل سمعتم عن ذاك السارق الذي ثبّت الإمام أحمد بن حنبل في سجنه

في فتنة خلق القرآن - بعد تثبيت الله وفضله -

نعم .. كان سارقاً .. والسرقة ذنب كبير لا معصية عادية ..

فحين دخل أحمد بن حنبل السجن كان رجلا نحيلا .. ضعيف البنية

وكان يقول يحدث نفسه والسجناء :

أنا لا أخاف فتنة السجن .. ولا أخاف فتنة القتل فإنما هى الشهادة ..

إنما أخاف فتنة السوط …!

وحين حان جلد الإمام ..نظر إليه لص شهير يقال له أبو هيثم الطيار فقال :

يا إمام لقد ضُربتُ أنا 18000 سوط وأنا على الباطل فثبتُّ

وأنت على الحق يا إمام فاثبُت لأنك إن عشت عشت حميدا

و إن متّ متّ شهيدا....!

فما نسيها له الإمام أحمد أبدَ الدهر .. وظلّ يدعو للطيار كل ليلة

بعد ذلك اللهم أغفر له ...

فلما سأله ابنه يا أبتي إنه سارق قال: و لكنه ثبتني.. !

فما حاجة هذا السارق المذنب .. أن يثبت الإمام وأن يقول له مايكون

فيه خير له وللأمة؟

هل حجبه ذنبه عن قول الحق ؟

وهل أوقفه أحد ليقول له ياسارق عليك أولا أن تتخلص من ذنبك

قبل أن تنصح إماما عالما بحجم الإمام أحمد بن حنبل..!!

*لماذا لم يقف أحد لسيد قطب ويقول له :

عليك أن تطلق لحيتك قبل أن تسل سيف كلماتك مدافعا عن دين الله

و كيف تكتب لنا في ظلال القران وأنت ضال!

وتخطّ لنا معالم الطريق وأنت تائه الطريق!

وتكتب لنا عن فتية آمنوا بربهم .. وأنت لست منهم.. !

ألم يكن أسهل عليه .. وقد رُمي عن قوسٍ واحدة .. واتُّهم في دينه وعقله ..

وعقيدته .. والسجاّن يأتيه قبل الصعود إلى المشنقة ..

إعتذر عما تدعوا إليه .. ليتم العفو عنك وهو يقول بعزة وكرامة:

«لن أعتذر عن العمل مع الله" !

لو عاش في زمننا سيد .. لبقي السُذّج يسألونه :

لماذا أنت حليق ؟

*هل لازلتم تحبون الرافعي ودفاعه عن الهجمة الشرسة على اللغة العربية

والقرآن والدين ..

وهو لايألوا جهدا في الدفاع عنه

هل تحبون " من وحي القلم " ..؟

وهل تأبطتم يوما كتابه " على السفود "

و سهرتم ذات ليلة مع " إعجاز القرآن والبلاغة النبوية".؟؟!

ربما إذا ذكر إسمه قال بعضكم فضيلة الشيخ وهو يستحقها ..

أو الإمام المُفكر مصطفى صادق الرافعي.. وهو بحق مفكر

ويستحق كل صفة نبيلة ..

كثيرون كانوا يعتقدون ذلك ..

وحين خرجت صورته في " الرسالة " لابسا طربوشا حليق اللحية

مُسبل الثياب .. صُدم به بعض الذين يُقدّسون المظاهر ..

فأرسل له أحدهم رسالة من حلب قال فيها :

"لماذا يا سيدي أُبدَلتَ ثياباً بثياب ، وهجرت العمامة والجبة ، والقفطان

إلى الحلة والطربوش ؟

ألك رأي في مدنية أوربة وفي المظاهر الأوربية غير الرأي الذي نقرؤه لك ..؟ "

إن هذا الطيب الذي كتب الرسالة

يريد الذين يدافعون عن الإسلام بهيئة واحدة .. ونمط واحد ..

تعنيهم مظاهر الدُعاة والمصلحين والمدافعين أكثر من أي شيء آخر ..

----

*خذ بعلمي فإن قصّرت في عملي ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري

وهو ردّ الامام سفيان بن عيينه حين رآه أحدهم في السوق فعاب عليه

أن يرى عالما مثله في الأسواق..!!

فيالظلمكم وأنتم أنفسكم تظلمون قبل ذلك ..

*أنا لستُ أخطر من إبليس على الأمّة وأنت لستَ تخشى على دين الله

من النبي صلى الله عليه وسلم حيث أقرّ ما قاله ابليس حين قال حقّا ..

راجعوا صحيح البخاري.. وفي ذلك قصّة طويلة وشرح يطول..

*لقد تعبت من الأمثلة .. وتعبت من الشرح.. ولن أتوقّف عما بدأت به

حتى يقضي ربي أمرا كان مفعولا..

وأنت ؟؟

ألا تتعب من البحث عن عيوبي وتجاهل كلّ خير كتبتْ ؟؟

* دعك من ذنوبي الظاهرة .. وخذ ما صحّ من قولي

وادعُ لي بالهداية والخلاص من الذنب ..

وابقَ دائما وأبدا قريبا من قلبك ومن الذنوب الخفية التي تمزق شعثه

كالعجب والكبر واحتقار المذنبين ..

*قيل لأحمد بن حنبل:

كم بيننا وبين عرش الرحمن؟

قال: دعوة صادقة من قلب أخ صادق,,

ادعُ الله لي فقد أنجو أنا بدعوة صادقة منك

وقد ينجُ جيلٌ من الغافلين بما أكتب

فلا تشوّش عليّ .. فلستُ أنا العدوّ ولن أكون ..

*أختم حديثي بقول أنس رضي الله عنه:

والله ما فرح الصحابة بحديث مثل فرحهم بحديث:

"يُحشر المرء مع من أحب" ..

نحن أحببنا الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم ..

وسنسأله بحبنا له

(أن نُحشر مع من نحب في جنات النعيم )

وأن يتجاوز عنا -سبحانه - ذنوبنا وتقصيرنا..

وأستغفر الله العظيم الحليم الكريم وأتوب اليه ..

----------

الكاتبة الاردنية احسان الفقيه


القراء 1869

التعليقات

عبدالرحمن_العضيب

رب متبرجة .....لو اقسمت على الله ...... قلت في تغريدة لي قبل شهور عن هذه المتمردة! احسان لو دخلت مسجدا ووجدت مشايخ نعرفهم بسيماهم! ووجد احسان لصليت ( بجانبها!) لتؤمني ....( او بما معناها) متى نبحث عن الحق بعيدا الاشخاص.. اسماؤهم تاريخهم متى يكون الموقف هو مايحدد الموقف موسى الكليم احد اولوا العزم من الرسل واكثر اسما تردد بالقران ١٤٠ مرة او اكثر هل تعلمون انه ربيب فرعون !! وقاتل ( ..وقتلت نفسا فنجيناك من الغم ..) هل اوقفه تاريخه عن المضي في الاصلاح ليسطر لنفسه مكانا عليا في تاريخ البشرية والفردوس احسان امضي ولا تلتفتي ... واجعلي قناعاتك وبوصلتك هي من توجهك حنيفة مسلمة ولكن لقومة عليك حق! وهم يتمنون منك الكمال فلا تلوميهم ...كم سيزداد جمالك بحجابك؟!

_

●من عجائب الزمان : أن تجد دولة ،تعترف بها الأمم المتحدة وتمنحها عضويتها، في حين لا وجود لها على خريطة العالم، لا تمتلك أرضا وليس لها حدود ،كما ليس لها سكان أو شعب أو حكومة؟!! بينما دولة أخرى عمرها آلاف السنين، لها أرض وحدود جغرافية و شعب بالملايين وتاريخ عريض ،ومع ذلك لا تحظى باعتراف الأمم المتحدة بها؟! الأولى هي "منظمة فرسان مالطة العسكرية"، والثانية هي "دولة فلسطين المحتلة". والسؤال الذي يفرض نفسه : كيف ذلك؟! •لا يخفى على أحد أن دولة بريطانيا حينما كانت إمبراطورية عظمى تحكم ما يقرب من ربع سكان العالم ؛قد أعطت لليهود الحق في الإستيلاء على اراضي دولة فلسطين التاريخية ، أولا : من أجل التخلص من شرور اليهود وطردهم من دول أوروبا، وثانيا : لإضعاف شوكة المسلمين والعرب بغرز خنجر مسموم بخاصرة الأمة، ثم لأسباب تتعلق بعداء قديم وأبدي بين الغرب المسيحي ودول الإسلام ؛ظل اليهود وكيانهم الصهيوني أو ما أطلق عليه فيما بعد دولة إسرائيل هي الطفل المدلل لدول الغرب، وحينما بزغ نجم الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى كان الجميع على علم بان إسرائيل تكاد تكون هي الولاية رقم 51 بها، لذا من الواضح ،أن السبب وراء إمتناع منظمة مثل عصبة الأمم عن الإعتراف بدولة فلسطين يرجع إلى هيمنة الولايات المتحدة عليها والسيطرة على ما يصدر منها من قرارات. ويبقى السؤال الأكثر حيرة، لماذا تعترف الأمم المتحدة بمنظمة عسكرية لا تمتلك أرضا ولا شعبا ولا حكومة وتعتبرها دولة بل وعضو مراقب دائم؟! ●من أول الحكاية : •بدأت جماعة فرسان مالطا عام 1070م، كهيئة خيرية، أسسها بعض التجار الإيطاليين، لرعاية مرضى الحجاج المسيحيين في مستشفى (القديس يوحنا) ببيت المقدس، إلا انه عندما قامت الحروب الصليبية الأولى 1097م، وتم الاستيلاء على القدس أنشأ رئيس المستشفى "جيرارد دي مارتيز" تنظيماً عسكريا منفصلاً أسماه "رهبان مستشفى القديس يوحنا" وبحكم درايتهم بأحوال البلاد قدموا مساعدات كبيرة للصليبيين، وتوطوا في مجازر بحق المسلمين هناك. حتى قيل: إن الفضل في بقاء مدينة القدس في يد الصليبيين يعود بالأساس إلى هؤلاء المرتزقة أي "فرسان الهوسبتاليين" ومعهم بالطبع تنظيم "فرسان المعبد". وبعد هزيمة الصليبيين في موقعة حطين عام 1187م على يد "صلاح الدين الأيوبي" هربوا إلى أوروبا، وكان نصيب فرسان الهوسبتالية هو الذهاب إلى قبرص 1291م. ومن قبرص استمروا في مناوشة المسلمين عن طريق القرصنة ضد سفنهم، ثم قاموا باحتلال جزيرة "رودس" وأخذوها من المسلمين، وفيها ازدادت قوتهم، خاصة بعد أن تم حل تنظيم "فرسان المعبد" وآلت بعض ثرواته للهوسبتاليين، لذا فجماعة "فرسان مالطة" ينظر إليها على أنها الوريث الشرعي لتنظيم "فرسان المعبد". وبعد استيلاء الأتراك المسلمين على "رودس" استسلم الهوسبتاليون وهاجرت فلولهم إلى إسبانيا و إيطاليا، إلى أن منح الملك "شارك كنت" للهوسبتاليين السيادة على جزيرة مالطا في 1530م،مما أدى إلى تغيير اسمهم إلى "النظام السيادي لفرسان مالطا" ومنها جاء اسمهم الحالي. وبقيام الثورة الفرنسية 1789م، فقد الفرسان الصليبيون ممتلكاتهم في فرنسا وإيطاليا، وانتهى بهم الأمر بفقد مقرهم في جزيرة مالطا نفسها وطردهم منها على يد نابليون، وفيما بعد قرر كونجرس (فاليتا) عاصمة مالطا إسناد إدارة الجزيرة للإمبراطورية البريطانية، لذا فدولة مالطا الحالية لا علاقه لها مطلقا بفرسان مالطا، و بقي المقر الرئيس للمنظمة في العاصمة الإيطالية "روما"، ويرأس الدولة الأمير البريطاني "فرا أندرو برتي" الذي انتخب عام 1988م، ويلقب ب"السيد الأكبر" ويقيم في روما ولا تنتهي ولايته إلا بالوفاة، وهو يعامل كرئيس دولة بكامل صلاحيته. وينص القانون الدولي على سيادة "دولة فرسان مالطا" كما أنها مراقب دائم في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، وتدار الأنشطة المختلفة للمنظمة عن طريق ستة أديرة رئيسة و47 جمعية وطنية في خمس قارات، •ومنظمة "فرسان مالطا" ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع 104 دولة، منهم 16 دولة إسلامية وثماني دول عربية، منهم مصر والمغرب وموريتانيا والأردن ولبنان. ويعود الفضل في إنشاء سفارتهم بمصر الى "شمعون بيريز" رئيس الوزراء الإسرائيلي الاسبق الذي طلب من الرئيس "السادات" إقامة علاقات رسمية مع المنظمة، والمفارقة هنا أن إسرائيل نفسها لا تقيم معها علاقات رسمية، وقد تأسست سفارة "فرسان مالطا" في العام 1980م ، وتقع السفارة داخل مبنى قديم بشارع هدى شعراوي بالقاهرة وغير مسموح بالاقتراب منه، والغريب أن سفيرهم يطلق عليه لقب المستشار العسكري. ●ومع أن تنظيم الفرسان اختفت أخباره منذ العصور الاستعمارية القديمة، إلا أنهم عادوا بقوة في أوائل التسعينيات بعد نهاية الحرب الباردة وانهيار الشيوعية، حيث أصبح الاسلام والمسلمين بدلاً من الشيوعية والشيوعيين هو الخطر الأكبر على الحضارة البشرية حسب الاطروحات الليبرالية الجديدة،والتي بشرّ بها "فرانسيس فوكوياما" و "صموئيل هتنجتون" عن نهاية التاريخ وصراع الحضارات. حيث أعلنوا أن صداماً لا مفرّّ منه قادم بين الاسلام والحضارة الغربية المسيحية،ودعوا للتصدي للخطر الجديد "الإسلام" بكافة الطرق ومنها العسكرية. ●لذا ففي أوائل ديسمبر 1990م عقدت منظمات الفرسان الصليبية اجتماعًا في جزيرة مالطا ، هو الأول من نوعه، منذ أخرجهم نابليون بونابرت منها، وبلغ عدد الحاضرين حوالي خمسمائة معظمهم من القساوسة ، اتفقوا على خلق وجود قوي لهم في العديد من مناطق النزاع العربي الإسلامي تحت غطاء تطوعي تنصيري. ولذلك فإن منظمات الإغاثة الصليبية في مناطق ملتهبة مثل جنوب السودان كثير منها مرتبط بهم ويقومون بدور كبير في تنصير المسلمين هناك، •كما تشكل منظمتهم العنصر الداعم للمتمردين على الحكومات العربية والإسلامية، وكان لهم دور كبير في انفصال جزيرة "تيمور الشرقية" عن "إندونيسيا الإسلامية". •والخطير أن دورهم التنصيري لا ينفصل عن الدور الخيري!! •وفي العراق : حينما سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تخفيف عبء هجمات المقاومة العراقية على قواتها ، جلبت معها أعداد كبيرة من المرتزقة الأجانب ، وتحولت بغداد إلى عاصمة عالمية لشركات الأمن الخاصة ومنها شركة "بلاك ووتر" والتي كانت تمثل غطاء لفرسان مالطا الصليبيين. حيث كانت السياسة الجديدة لأباطرة الحرب في إدارة بوش الرئيس الأمريكي السابق هي "خصخصة الحروب" بهدف التغطية على خسائر الجيش الأمريكي، وأفضل الوسطاء هنا هم أحفاد الصليبيين القدامى والذين يتسترون تحت غطاء دولة وهمية تسمى بدولة "فرسان مالطا" ونشاطهم المعلن هو نشاط خيري، وعدوهم الأبدي هو الإسلام والمسلمين. والعجيب أن "فرسان مالطا" هي واحدة من المنظمات التي وجهت لها أصابع الإتهام في أحداث قتل المتظاهرين إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير، حينما كان "عبد الفتاح السيسي" قائدا عاما للمخابرات العسكرية وقتها. حيث أدلى قائد الحرس الجمهوري السابق "أيمن فهيم" ، بشهادته في قضية "محاكمة القرن" مشيرًا إلى أن السيارتين الدبلوماسيتين المسروقتين، اللتين تم رصدهما تقومان بدهس المتظاهرين في محيط ميدان التحرير، كانت بقيادة أعضاء من "سفارة فرسان مالطا". •مما يعزز القول بأن تلك الدولة الوهمية هي الغطاء الدائم لعمليات قذرة يقوم بها جنود مرتزقة لصالح أجهزة إستخبارات دولية. ●ويبقى السؤال الأخير الذي لا نعرف له إجابة حتى الآن، لماذا في ظل تلك الأحوال الكارثية التي تمر بها مصر وبعد تورط منظمة "فرسان مالطة" في أحداث قتل المتظاهرين ،يصر قائد الإنقلاب العسكري "عبد الفتاح السيسي" على إصدار قرار بتعيين "وفاء أشرف بسيم"، سفيرًا لدى تلك المنظمة المشبوهة ؟؟!! بقلم: #__شرين_عرفة لمزيد من التفاصيل على موقع / شبكة صوت الحرية http://freedomvoice.eu/Lnk/5784 © http://freedomvoice.eu

مقالات ذات صلة

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((( الأسد المركوب )))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((المطبخ))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الناس))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((مسوخ أرض عاميس))

حروف ممنوعة بقلم/ هشام حسن الببغاوات

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((قفا نبك من ذكرى آخر أسهمى))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((عصا وأرجوز))

حروف ممنوعة _ هشام حسن الخوازيق

تعقيباً على لقاء أجناد مصر بقلم/ إحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((خووووووووود))

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

دولة ‫‏الخلافة‬ لا يعاديها أحد إلا فضحه الله بقلم/ الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي

طواغيت، منافقون، عبيد بقلم/ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( السفينة ))

الإرهاب و السحر عند الفراعنة

ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ

بروتوكولات حكماء العرب البروتوكول الثاني

هجمات باريس وإرهاب الإسلام - حسن أبو هنيّة

هل حان الوقت لكي نفهم ؟ بقلم المستشار/ محمد يوسف عدس

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

تأملات في الواقع بقلم/ حسين بن محمود

النماذج الثلاثة

عبادة الرموز و تقديسها بقلم/ أيمن إمام

بروتوكولات حكماء العرب الجنس الثالث..!!.. البروتوكول الخامس د. محمد عباس

التعصب للجماعات يعمي البصيرة حتى و لو كانت الجماعة جماعة مجاهدة

جاءت الملاحم يامسلمون فتهيئوا لها

انتصارات الدولة الإسلامية وشعبيتها

غلام الجاهلية

انتهت مرحلة الردود على الشبهات بقلم أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((الرجل ذو الألف مسبحة))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الفلاشة ))

طه عبد الرحمن، السياسة والترجمة: أي معنى للإبداع؟

سلسلة قبل الغروب عوامل السقوط الحضارة و التخلف

لماذا فشلت الثورات العربية؟ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( ليلة التاسع من نوفمبر ))

تعليقاً على المصالحة المصرية القطرية.. أحمد طه

و إذا كان العرب أغبياء فلم نلوم الغير ؟

تعليقاً علي خبر القبض على شاب وفتاة بالمترو تحدثا بالإنجليزية



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net