كتب الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي
من يراهن على أن الجاهلية المعاصرة ستهزم و أن الخلافة ستنتصر لم أره أبعد النجعة؟
من تأمل فيما وصل إليه العالم اليوم من الجاهلية في الحكم و التشريع و الإلحاد في الإعتقاد و الرأي حتى عمت العالم العربي و الإسلامي روائحه و جيفه فدخل في كل بيت.
و من تأمل في قبضة الإستعمار العالمي على ثروات و منافذ و ممرات العالم الإسلامي و إحكامه القبضة بجمعه دول العالم الإسلامي كله في مجلس يتحكم فيه و يهددهم بقوانينه المقررة و بأسلحته المتطورة و المدمرة.
و من تأمل كذلك هلع و خوف و إرتجاف الدول الغربية من شعار عودة الخلافة و الحكم بالشريعة و تآمرهم و تحالفهم مع المرتدين و تواثقهم على منع عودتها .
و من تأمل السيل الجارف من الشرك الخرافي الوثني القبوري الذي يمثله الرافضة حتى أنه يزور قبر الحسين ما يصل عدده إلى 17 مليونا إن صح ما نشرته وسائل الإعلام.
و من تأمل كذلك فضائيات الرافضة و الصوفية و الحكومات العلمانية و ما تبثه من الشركيات بحيث يصدق عليها أنها ملئت الأرض ظلما و جورا أي( شركا وكفرا ).
و من تأمل كذلك سرعة إنتشار الرافضة و تنسيق أهل الإلحاد معهم في مواجهة أهل التوحيد و ميوعة العدو الصليبي أمام العدو الرافضي و شدة بأسه و جديته في تعامله مع الرافضين لهيمنته من أهل السنة.
و من تأمل في حالة الحكام و ما وصلوا إليه من التبعية و كراهة ما أنزل الله و الولاء لأعداء الله و مناصرتهم لقوانينهم الطاغوتية و إختلافهم و تفرقهم و تفاهة عقولهم و مشاغلهم التي تشغلهم و شغلوا بها أمتهم.
و من تأمل في التاريخ البشري عامة و تاريخ هذه الأمة خاصة و ما تعهد الله به رحمة منه بعباده من بعثه للأنبياء في الأمم قبلنا و للمجددين في أمتنا .
و من تأمل ما وصلت إليه الجماعات الإسلامية من الإنحراف و الدخن و البدع و الظلم و العصبية و الحزبية و الاختلاف و التفرق و معاداة الدين الحق و تسميته تشدداً و تطرفاً و إرهاباً و خارجية حتى وصل إلى الوقوف صفاً واحداً مع أعداء الأمة ضد حملة الدين الحق.
و من تأمل في أسماء الله و صفاته و ما جاءت به شرائعه من الحث و الدعوة و الإلزام بتوحيده و عبادته وحده و التحذير من الشرك و بغضه للشرك و أهله و معاجلته لهم بالعقوبة.
أقول: من تأمل في كل هذا و كان يعرف الله بأسمائه و صفاته فإنه يقطع أن الرب جل و علا لا يمكن أن يترك الشرك يصل إلى هذا المستوى في أمة محمد و في العالم ثم يتركه يسرح و يمرح و يغير و يبدل و لا ينشئ له من هذه الأمة عدواً شديداً بأسه قوياً بطشه بما يتناسب مع حجم المؤامرة و العداء المقابل فمن تأمل في ذلك وصل إلى قناعة لا يخلطها شك أن خلافة الإسلام التي أخرجها الله من العراق و الشام هي العدو الذي أخرجه الله للشرك و المشركين و معطلة الشريعة الملحدين و أن الله إستبدل هذه الجماعات الخائنة بإلغائها شريعة الله و موافقتها على مناهج أعداء الله و تساهلها مع أعدائه و رحمتها بهم إستبدلهم بهذه الجماعة التي أصدق وصف فيها هو قوله تعالى ( يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ) فمن كان في شك بأنها هي أداة التغيير لهذا العالم فقد أتي من نفسه و جهله و ظلمه و حسده و سفاهته و سخف عقله لا غير أما أهل الإيمان فكما آمنوا بمحمد في أول الإسلام فإنهم يؤمنون به فيما قال بأنه سيأتي آخر الزمان و لو راهن مراهن جاهلية اليوم على أن الخلافة هي و أبو بكر الثاني بداية العودة للإسلام كما راهن على ذلك أول الإسلام أبو بكر الأول لما رأيته أبعد النجعة .
الشيخ عبد المجيد بن محمود الهتاري الريمي