( اللغة العربية لغة القرآن، و يكفيها هذا الإنتساب فخراً و خلوداً في الحياة ).
تحية ليوم اللغة العربية العالمي، هذه قصيدة الأستاذ علي الرضا الحسيني
---------- العربية لغة الحياة و الخلود ------------
لُغَةُ الحَياةٍ و طَبْعُها الإنْسانٍي ::: مَحْفوظَةٌ بِحِمايَةِ القُرْآنِ
نَطقَ الكِتابُ بِحَرْفِها وَ بِدُرٌها ::: عَرَبِيًةَ الأَلَفاظِ و التٍبْيانِ
شَبًتْ بِأحْضانِ النًبِيً تَألًقَتْ ::: شُهُباً لِتَسْطَعَ في سَما البُلْدانِ
لُغَةٌ و في أَسْفارِها تاريخُنا ::: و تُراثُنا مِنْ أَبْدَعِ الأَذْهانِ
لا فَخْرَ يَعْدِلُ ما حَوَتْهُ بِنَحْوِها ::: وَ بِصَرْفِها و مَتانَةِ البُنْيانِ
أَلْفاظُها أَصْفي و مِنْقَطْرِ النًدي ::: أَنْقي و أَحْلي مِنْ رَحيقِ حِسانِ
أَدَبُ الحَياءِ بِوَجْنَتَيْها مُشْرِقٌ ::: كَخُدودِ عَذْراءٍ بِوَرْدٍ قاني
لُغَةٌ و مِنْ أَجْراسِها وَ حَنينِها ::: تُغْنيكَ عَنْ نَغَمٍ و عَنْ عِيدانِ
أَمّا عِبارَتُها إذا نُطِقَتْ بها ::: في الأُذْنِ تَسْبي القَلْبَ بالأَلْحانِ
لَها في قُلوبِ المُسلِمينَ مَوَدًةٌ ::: كَطَهارَةِ الإِسْلامِ في الوُجْدانِ
لًها في حُلوقِ الكافرينَ غَضاضَةٌ ::: لَمًا تَسامَتْ فَوْقَ كُلً لِسانِ
لُغَةٌ و مِنْ بُسْتانِها قَطْفُ الجَني ::: مِنْ كل زَهْرٍ طَيبِ الرًيْحانِ
قَلَمٌ بِها فَوْقَ الطٌروسِ مُدَوًنٌ ::: يا ما أُحَيْلي أسْطُرَ العِقيانِ
ما عَزًها فَنٌ غَريبٌ مُحْدَثٌ ::: فَمَعاجِمٌ و مَجامِعُ العِرْفانِ
لَيْسَتْ بِبَحْرٍ بَلْ بِمَجْمَعِ أَبْحُرٍ ::: ضَمًتْ عُلومَ العَصْرِ و الأَزْمانِ
ما قُورِنَتْ لُغَةٌ بِنَجْمِ عَلائِها ::: إلاّ إسْتَحَتْ منْ وَهْدةِ الخُسْرانِ
لُغَةُ النًبِيً حَديثُهُ و بَيَانُه ::: و الصًحْبِ و الأَشْياخِ أَهْلِ الشًانِ
و علي المنابرِ جَلْجَلَتْ خُطَباؤها ::: دَعّاءَةً لِلْخَيْرِ و الإِحْسانِ
و لإِبنها المِنْطيقِ صَدْرُ مَجالِسٍ ::: في مُلْتَقي الأَعْلامِ و الأَعْيانِ
لَجأَتْ إليها قَرائِحٌ فإسْتَمْسَكَتْ ::: بِهُدَى الإِلهِ الواحدِ الدًيَانِ
و خَطابَةٌ مَلأَتْ بِشُهْرَتِها الدٌنا ::: مِنْ قُس ساعدةٍ إلي سَحبانِ
و عُكاظُ لَوْ شَهِدُوهُ خَرّوا سُجّداً ::: لله مِنْ فُصْحَي و حُسْنِ بَيانِ
لُغَةُ الخُلودِ معَ الحياةِ شَريفَةٌ ::: تُتلَي مُكَرًمَةً بِكُلٍ مَكانِ
نَبْعٌ غَزارَتُهُ تُرَوٍي عالِماً ::: ظَمْآنَ لِلتًحْقِيقِ و الإَمْعانِ
و تُجيبُ طِلْبَةَ سائِلٍ و مُحَرٍرٍ ::: في الشٍعْرِ أوْ في النًثءرِ بالإبًانِ
أَخْشي علّيها أَنْ يُدَسً مِنَ اللٌغي ::: في طَيٍها نَزْغٌ مِنَ الشًيْطانِ
و عُداتُها وَ غُزاتُها كُثُرٌ و إِنْ ::: وُصِفوا فَحَقًاً مِنّ بنِي العِميانِ
نادَوا بِلَهْجاتِ العَوامِ نِكايةً ::: لإِزاحةِ الفُصْحًي مِنَ المًيْدانِ
لمْ يَقصِدوا لُغَةَ الخِطابِ و إِنّما ::: رامُوا هُدّى الإسلامِ و الفُرْقَانِ
كَمْ وَجًهوا سَهْماً لِمَحْوِها فَإنْمَحوا ::: لِتَعيشَ خالِدّةً على الأّزمانِ
طُرِحوا على أحْقادِهمْ وَ تَناثروا ::: مِثْلَ الهّباءِ بِمَهْمَةِ الخٍذلانِ
اللهُ يَرْعاها و يَحْفَظُ عَمْرَها ::: هِيَ مَفْخَرٌ لِعِمارَةِ الأَوْطانِ
الأستاذ علي الرضا الحسيني