كتب الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي:
من قائدك؟ و من جماعتك؟
مضى ما يقرب من قرن وبعض الجماعات الإسلامية تحاول أن تخرج بالأمة مما هي فيه من التخلف الداخلي والانبهار بالعدو الخارجي .
وظهرت قبل ذلك مدارس تنتمي إلى الإصلاح الإسلامي تحاول التوفيق بين تعاليم الإسلام وقيم الحضارة الغربية مثل مدرسة محمد عبده المقتدية بالرافضي جمال الدين الأفغاني فكانت تمهيدا لتثبيت العلمانية وحجة لها على المضي في تقليد الغرب الكافر في أخلاقه ونظمه .
وجاءت دعوة الإخوان المسلمين بقيادة الإمام حسن البنا فاستعملت التوصيف الشرعي للحل ولمنهج الإصلاح من خلال الأصول العشرين ولكنها بينت الإسلام على ضعف في البيان و لم تكفر بالطاغوت فلم تلبث إلا يسيرا حتى احتوتها الجاهلية بقيمها الديمقراطية .
وجاءت بعدها السرورية فانتقدت أشياء تأصيلية على الإخوان وأدخلت تحسينات عقدية وإدارية على الجماعات السلفية ولكن عرقها الإخواني جرها بعد ثورات الربيع العربي إلى الإخوان فوجدت نفسها ناطقة باسم الإخوان وملكية أكثر من الملك .
وانبثقت قبل ذلك أو متزامنا مع ذلك من الإخوان الجماعة الإسلامية فقاتلت النظام مدة ولكنها تعبت في الطريق فاستراحت إلى أفكار المدرسة السلفية الألبانية الإرجائية فانتكست تذم نفسها على الجهاد الماضي وتفتي بأن السادات المقتول بيدها كان شهيدا و يعني لازم قولها هذا أنها كانت مجرمة قاتلة فارتكست في ثورات الربيع العربي تطالب بالسلم والسلمية ولبست عباءة الإخوان فذابت في مظاهراتهم وصياحهم في الشوارع ترفع شعار رابعة العدوية .
وانبثقت من الإخوان في فلسطين جماعة حماس فجرها إلى قتال اليهود بعض الأتباع متأثرين بمنهج المجاهد الإخواني عبد الله عزام وتنافسا مع الكفاح المسلح الذي كانت عليه منظمة التحرير فظهرت المقاومة المسلحة على كره منهم للقتال وإقبال على منهج التربية الإخواني ففرح الناس بأن الإسلام في فلسطين بدأ يستعيد دوره ولكن الغموض في غايات الجهاد ودوافعه كان سيد الموقف واستطاعت حماس ومن معها أن تنفرد بحكم غزة وانتظر الناس تحقق غاية الجهاد وهو إقامة الدولة الإسلامية والخلافة الراشدة وأن يظهر إلى حيز الوجود الحكم بشرع الله ولكن منهجية البنا في عدم الكفر بالطاغوت جعلتهم يتحاكمون إلى الشعب يخيرونه بينهم وبين القوى العلمانية المنافسة لحماس فاختار الشعب حماس الإخوانية فلما كانت السيادة عندهم للشعب يختار الإسلام أو غيره حكموهم بالديمقراطية وأحرموا الناس من الشريعة مع أنهم ما انتخبوهم إلا حسن ظن فيهم أنهم ظهروا من أجلها وانتهى أمرها إلى العودة إلى أحضان منظمة التحرير والتسليم بقيادتها للشعب الفلسطيني المسلم على مآس جرتها على الشعب الفلسطيني بدون طائل .
ومن حرب أفغانستان ومن بين الجماعات الإسلامية ظهرت القاعدة فأبلت بلاء حسنا في محاربة الطواغيت واشتد عليها الحرب منهم وتعاظمت ملاحقتهم لهم فعلم الله جهدهم وجهادهم وعلم ما بهم وما بالأمة من الحاجة إلى قيادة جهادية جديدة تواصل مشوار السابقين وتتجنب أخطاء الماضين وتكون أشد بأسا على الكافرين والمبتدعين والديمقراطيين فظهرت دولة الإسلام في العراق والشام فتقدمت بالجهاد خطوات إلى الأمام ثم في خطوة جريئة خطتها الدولة فأعلنت الحلقة التي كانت مفقودة في العمل الجهادي ألا وهي إعلان الخلافة على يد الخليفة الراشد المجاهد أبي بكر البغدادي فقامت ضدها تلك الجماعات كلها فمن تلك الجماعات من ادعت انه لم تؤخذ مشورتها في الخلافة ومنها من ادعت أنه ما هكذا تكون الدعوة لا بد من التدرج أولا في سلم التغيير مستخدمين النظام الديمقراطي وأن الديمقراطية والحرية أولا بعد أن كانوا رافعين شعار العقيدة أولا ومنها من ادعت على دولة الخلافة أنها بهذا الوضوح والشدة ورفض التعامل مع العالم بالحسنى والسلام واختيار السيف أنها ستجلب عداوة العالم على المسلمين وأنها ستصور الإسلام بأنه إرهاب فكان الأمر على ما قالوا ( ولكن كان هذا هو المطلوب حتى تولد الأمة من رحم الجاهلية وتخرج من حضن فرعون ) فاجتمع على هذه الخلافة عداوة الكافر الجنيب وحسد المنافس القريب وتحالف الطاغوت مع الصليب فأصرت الخلافة على المضي في الطريق الرحيب أو الاستشهاد في سبيل الحبيب فالحرب اليوم قائمة والتحالف على أشده والحاسدون كل يوم وهم في مؤتمر يتشاورون في كيفية القضاء على الإرهاب ( أي جهاد الكفار وتحكيم الشريعة ) (والعاقبة للمتقين) و( يأبى الله إلا أن يتم نوره )فإن قبلت نصيحة محب فعليك بهذه الدولة والخلافة فهي وما بعدها نهاية التاريخ ناصرها بما تقدر عليه وما تحسنه وليكن البغدادي قائدك ولتكن الخلافة دولتك والله ناصرك ومؤيدك .
الشيخ عبد المجيد بن محمود الهتاري الريمي