قصيدة للشاعر اليمني يحيى الحمادي
رَبِـيـبَةَ الـوَحـيِ.. يــا مَــن بـاسمِها نَـزَلَا
و رَسْـمِـهَـا, عَــنـكِ إنِّـــي قــائِـلٌ غَــزَلَا
.
قـلـبـي ذُكِـــرْتِ فَـأَمـسـى غــازِلًا دَمَــهُ
قَـصِـيـدةً لـيـسَ يُـحـنِي رَأسَـهـا خَـجَـلا
.
بـيـنـي و ذِكـــراكِ إرثٌ لـــم يــزل عَـبِـقًا
يَـــطــوي الــعُـصُـورَ, و آتٍ يَــقـطَـعُ الأزَلا
.
مِـن مَـهبطِ الـضَّادِ, مِـن (لامِـيَّةٍ) لَمَسَت
لامَ الــكَـلامِ.. إلـــى أنْ قَـطَّـرَت عَـسَـلا
.
و مِن (قِفَا نَبْكِ), مِن (بانَت سُعَادُ) و مِن
(أَحْــيَـا و أَيـسَـرُ مــا لَاقَـيـتُ مــا قَـتَـلَا(
.
و مِـن (يَقُولُونَ لَيلَى فِي العِرَاقِ), و مِن
)مـا أَصدَقَ السَّيفَ).. إنْ لَم أَقطَعِ المَثَلا
.
كَـــم أَزهَــرَ الـشِّـعرُ ضــادًا غَـيـرَ ذابـلـةٍ
و أَسـهَـرَ الـلَّـيلَ شَـدْوٌ بـالنَّدَى اغـتَسَلا
.
قَــلائِـدٌ مِـــن جُـمَـانٍ لا تَـشِـيخُ, و مِــن
وَلَائِــــــدٍ نَـــيِّـــرَاتٍ نُـــورُهـــا اكــتَــمَـلَا
.
شَـهِـيَّةٌ أَنــتِ.. أَشـهَـى مِـن فَـمِ امـرَأَةٍ
عَــزيــزةٍ لَــــم تُــعَــوِّدْ خِــلَّـهـا الــقُـبَـلا
.
نَـــدِيَّـــةٌ كـــارتِـــداءِ الـــطَّـــلِّ زَنــبَــقَـةً
تَـعَـطَّرَ الـفَـجرُ مِـنـها و الـدُّجَـى اكـتَـحَلا
.
قَـريـبةُ الـوَصـلِ.. لـكـنْ لا يَــرَاكِ سِــوى
مَـــن لِـلـهوى و الـتَّـلاقِي نَـفـسَهُ بَــذَلا
.
طَــيـفًـا يَــــرَاكِ شَـفِـيـفًا, دُونَ قَـبـضَـتِهِ
مــا كُــلُّ مَــن شَــمَّ شـيئًا كـالذي أَكَـلا
.
لا يَـــبــلُــغُ الــــضَّـــادَ إلَّا رَبُّ قـــافِــيــةٍ
تَـضَـاحَـكَ الـجُـرحُ فـيـها و الـفَـمُ انـدَمَـلا
.
أو عــاشِـقٌ ذُو شُـــرُودٍ مـــاتَ مُـنـتَـصِبًا
و بَــيــنَ جَـنْـبَـيـهِ هَـــمٌّ يُــبْـرِكُ الـجَـبَـلا
*****
رَبـيـبَـةَ الـشِّـعـرِ.. هَـــلَّا عُــدْتِ نـافِـضَةً
عَــنـهُ الـغُـبَـارَ.. و هَــلَّا عُــدْتِ إنْ رَحَــلَا
.
أَوجَـاعُـنـا الــيَـومَ فُـصـحـى, لا يُـطَـبِّـبُها
مُـجَهَّلٌ لَـم يُـفَرِّقْ بَـينَ (عَـن) و (عـلى)
.
كَــم مِــن دَعِــيٍّ يُـنادَى "شـاعِرًا" و لـهُ
قَـصـيـدةٌ لـيـس تَــدري مَــن بـهـا فَـعَـلا
.
كَــم مِــن مُـصَـابٍ أَصَــابَ الـيَـومَ قـافِـيةً
يـــا لَــيـتَ رَبَّ الـقَـوَافِي عَـجَّـلَ الأَجَــلا
.
هــل أَصـبَـحَ الـشِّعرُ سُـوقًا لا يُـفَرِّقُ مـا
بَـيـنَ الـمُـرَابي و بَـيـنَ الـلِّـصِّ إنْ دَخَـلا!
.
مَـــن حَــوَّلَ الـضَّـادَ وَكــرًا لِـلـهُراءِ و دِيـ
ـوانَ الــعُـرُوبَـةِ كَـهـفًـا يَـنـفُـثُ الـمـلَـلَا!
.
مَــن صَـفَّـدَ الـشِّـعرَ فِـيـنا و هْـوَ بَـوصَلةٌ
لِـلـتـائِـهِـينَ, جَــــوَابٌ لِــلــذي سَــــأَلا!
.
هـــذا الــزِّنَـادُ الـمُـوَلِّـي وَجــهَـهُ قِـبَـلِي
قَــــد يَـسـتَـحِيلُ كِـتـابًـا إنْ دَنَـــا و تَـــلَا
.
هـــذي الـتَّـنَـاهِيدُ قَـــد تَـخـضَـرُّ أُغـنِـيَةً
طَــرِيَّــةً, أَو سُــــرُورًا لَــيــسَ مُـفـتَـعَـلَا
.
بَـيـتٌ مِــن الـشِّـعرِ يَـكفِي كَـي يُـعانِقَهُ
مُــشَـرَّدٌ يــا بِــلادًا (سَـعـدُها) اشـتَـمَلا
.
بَـيـتٌ مِــن الـشِّـعرِ يَــروِي لَـثْـغَةً فَـمُـها
مــا بَـيـنَ سَـطرٍ و سَـطرٍ يَـمضَغُ الـجُمَلا
.
بَـيـتٌ مِــن الـشِّـعرِ يُــؤوي عـاطِـلًا يَـدُهُ
رَهْـنَ الـخَصَاصَةِ صـارَت تَـشتَرِي الـعَمَلَا
.
يـــا رَبَّـــةَ الــضَّـادِ.. مـــاذا أنـــتِ قـائِـلةٌ
لا أَنــتِ قُـلـتِ.. و لا هُـم يَـسكُتُونَ! و لا
.
و لا.. و عَــضَّـت يَـدَيـهـا و هــي بـاكـيةٌ:
اللهُ يَـشـهَـدُ أَنِّـــي لَـسـتُ مَــن خَــذَلا!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يحــــــــيى الحمـــــــادي17-12-2014