اخر الاخبار

السبت , 20 ديسمبر , 2014




كتب أيمن إمام:

حكاية أبلة فضيلة

كنا فى الماضى و نحن اطفال نستمع الى حكايات ابله فضيله و من تلك الحكايات التى كانت تحكيها حدوته القاضى و السلطان و هذه حكايه شبيهه بها...
يحكى انه كان هناك حاكما ظالما فى بلاد كورا ستان نشر الفساد و الافساد و الرشوه و المجون فى البلاد و استعان بسفله القوم لمعاونته فى اداره التكيه التى ارادت الاقدار ان تجعله حاكما عليها لحكمه يعلمها الله وحده.
اجتمع الحاكم مع كبار معاونيه من المشهود لهم بالفسق و الفجور و العماله ليضع خطه محكمه للسيطره على البلاد و القضاء على كل من تسول له نفسه ان يعترض.
اشار عليه احد الخبثاء من حاشيته الى خطه محكمه لقمع شعب كورا ستان - قائلا له سيدى لو قمعت الشعب بالسجان و الجلاد لصرت حديث العالم بأسره و للوكت الالسن بقصص و حكايات عن الظلم الذى استشرى فى عهدك لذلك فأننى اقترح على سيادتكم ان تستخدم سلاح القضاء ليكون المطرقه الخفيه للبطش و كل ماعلينا هو ان نروج لفكره ان قضائنا من اعدل الانظمه القضائيه فى العالم و نحاكى بهم الامم بل و نضع مقارنات من نسج خيال بعض شيوخنا ليقارنوا بينهم و بين الانبياء و لا مانع ان يتفوق قضاتنا على هؤلاء الانبياء فى العدل.
اعجبت الفكره حاكم دوله كورا ستان و ان ابدى بعض الملاحظات عليها و صار يسأل معاونه الخبيث و لكن كيف سيكون الحال ان تمردوا على النظام - اسرع معاونه قائلا سيدى لن نتركه ليتمرد لاننا اولا سنسعى لاختيار اكثرهم فسادا ليكون رأسا للنظام و هو بالطبع سيختار حاشيته ممن هم على شاكلته و بهذا نضمن عدم تمردهم لانهم سيكونوا فاسدين و مفسدين و لن يفكروا و لو للحظه واحده فى التمرد لانك ربهم الاعلى و لانك من جئت بهم الى مقاعد لم يكونوا يحلمون بأن يجلسوا عليها للحظه واحده- و كل ماعليك يا سيدى هو ان تكثر من العطايا و الهبات لهم لتضمن ولائهم الى الابد لذلك فأننى اقترح على سيادتكم ان تصدر مرسوما بأن يقتصر التعيين فى الدرجات الدنيا من السلم الوظيفى على الابناء و الاقارب و الاصحاب و اهل العطاء و الرشوه و بذلك نضمن اجيالا تخضع لنا و لا تفكر فى التمرد علينا لانها تعلم اننا نعلم كيف وصلوا الى مقاعدهم و بهذه الطريقه نضمن صياغه الاحكام كما نشاء و ان فكر احد ان ينتقد حكما اذقناه الذل و الهوان بالقانون الذى سنضعه عن طريق مجلسنا النيابى الذى جئنا فيه بأسفل سفله القوم من تجار الاعراض و الاوطان و المخدرات - بهذا ياسيدى نضمن القمع دون ان نتصدر فى اجراءته و بذلك فأن الجميع سينظر فقط الى القاضى و لن يرانا و لن يعرف اننا ندير اصول اللعبه من خلف الستار.
- اعترض احد اعوان الحاكم على تلك الفكره نظرا لانها من شأن الاخذ بها نشر الفساد الى درجه قد تجعل الامور تخرج عن نطاقها بما يؤدى الى نتائج عكسيه ضد النظام – و لكن الاخر سارع الى تفنيد ذلك الرأى قائلا له يا ايها الساذج ان القاضى من هذه النوعيه سيكون طيعا فى ايدينا كجندى جاهل لا يعرف القراءه او الكتابه و كل له دور هذا يقمع بالاحكام و الاخر يقمع بالعصى و السياط.
قرر الحاكم ان يبدأ فى تنفيذ مقترح معاونه الخبيث و بعد ان اشار عليه الخبيث ببعض الاسماء ليستعين بها الحاكم فى تنفيذ المخطط جائه احد معاونيه بفكره جديده رأى انها مكمله للفكره الاولى و هى ان نعطى لهم مزايا و حسابات مفتوحه بغير حسيب و لا رقيب و بالفعل اصدر المجلس التشريعى قانون يعطى لهم تلك الميزه فى ثوان معدوده بعد ان اعلن رئيسه الموافقه بالاجماع و الانتقال الى جدول الاعمال.
عاث قضاه الحاكم فسادا و فاحت الرائحه التى تزكم الانوف و اصبح الحديث عن فسادهم و فساد النظام القضائى بأكمله و تبعيته للنظام خاصه بعد ان اصدر الحاكم تشريعا جديدا يجعل القضايا الخاصه بحمايه النظام من اختصاص محاكم بعينها تخضع فى رئاستها لرئيس وزرائه.
و جاء يوم الاستهزاء بشعب كوراستان و هو يوم انتخاب الحاكم ليخرج قضاته بنتيجه اعلنوا فيها انه قد تفوق على الجميع و حصل على نسبه 99% من الاصوات - رغم ان المولى عز و جل و قد ارسل موسى و عيسى و محمد عليهم الصلاه و السلام - الا ان اكثر من نصف سكان الارض ما زالوا كفارا لا يؤمنون بالله عز و جل- الا ان ذلك الحاكم قد حصل نسبه تفوق الجميع – و لم يكتفى بذلك بل امر كبير وزرائه بالقبض على من صوت ضده فانتشر العسس ليبحثوا عن من صوت ضد الحاكم و انتشر الخوف فى البلاد و صار كل من يريد القضاء على خصم له الا ان يروج لفريه انه من نسبه المعترضين.
حدث ذات يوم ان احتد احد السذج على ابن واحد من هؤلاء القضاه و كان ان سبق و تم تعيينه بمنصب قضائى بعد ان قرر والده ذلك - فجأه سجن الساذج و ظن زملائه انهم سينقذونه من ورطته التى وقع فيها و اشتعلت اتون الحرب بين الفريقين و لكن الفريق الاول الذى يدين بالولاء للسلطان كان يضحك ساخرا مما يحدث فالنظام لن يستطيع ان يتخلى عنه لانه سلاحه الذى يردع به من يشاء و بالفعل طال زمن السجن و زادت شراسه السجان و تبجحه – و هنا رجع الكثيرون الى كتب التاريخ ليجد نفس الاحداث تتكرر و بنفس المضمون مع اختلاف وحيد فقط فى الاسماء و الرتب الشرفيه التى كانت تمنح لمن يستطيع ان يأتى بعاهره جميله للسلطان الذى بدوره باع الاوطان من امد بعيد – و ذات يوم اراد الله ان يقلب الارض على من طغى و تكبر تماما كقوم لوط و قوم عاد و ثمود و جاء الى البلاد حاكم عادل و كان اول ما اقدم عليه هو سجن هؤلاء القضاه و شيوخ السلطان بل انه اغلق الازهر الشريف مده ليست بقصيره و استقدم شيوخا اشتهر عنهم العلم و العدل فأقاوموا العدل بين الناس و صارت الاحكام عنوانا للعدل بين الناس بعد ان فقههم الله فى دينه – و بذلك تمكن ذلك الحاكم من الانتصار على الصليبيين و استعاده المسجد الاقصى الا ان ابنائه لم يحافظوا على تلك المكاسب و الانتصارات و عادت الامور الى ما كانت عليه قبل ذلك الحاكم – و هو صلاح الدين الايوبى – و اعيد اختيار سفله القوم للحكم فى البلاد و توارثت الاجيال تلك السياسه حتى اصبحت منهجا للحكم فى كافه شئون اداره الدوله - بل ان التاريخ يؤكد ان نفس السياسه قد اتبعت فى بلاد عديده بخطط محكمه وضعها الغرب للافساد فكان المخطط فى كتاب تم تنفيذ فصوله بدقه و احكام و لعل اول فصل فيه هو القضاء و دوره فى حمايه الفساد و الافساد و فتح الطريق لتنفيذ المخططات الكبرى لكى يبقى الغرب غربا و الشرق شرقا.
و هكذا تتكرر الحكايه و تتكرر الاحداث و تتكرر الروايه و لا يبقى الا ان نقول خلصت الحدوته - حلوه و لا ملتوته.


القراء 1164

التعليقات


مقالات ذات صلة

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((( الأسد المركوب )))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((المطبخ))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الناس))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((مسوخ أرض عاميس))

حروف ممنوعة بقلم/ هشام حسن الببغاوات

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((قفا نبك من ذكرى آخر أسهمى))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((عصا وأرجوز))

حروف ممنوعة _ هشام حسن الخوازيق

تعقيباً على لقاء أجناد مصر بقلم/ إحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((خووووووووود))

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

دولة ‫‏الخلافة‬ لا يعاديها أحد إلا فضحه الله بقلم/ الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي

طواغيت، منافقون، عبيد بقلم/ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( السفينة ))

الإرهاب و السحر عند الفراعنة

ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ

بروتوكولات حكماء العرب البروتوكول الثاني

هجمات باريس وإرهاب الإسلام - حسن أبو هنيّة

هل حان الوقت لكي نفهم ؟ بقلم المستشار/ محمد يوسف عدس

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

تأملات في الواقع بقلم/ حسين بن محمود

النماذج الثلاثة

عبادة الرموز و تقديسها بقلم/ أيمن إمام

بروتوكولات حكماء العرب الجنس الثالث..!!.. البروتوكول الخامس د. محمد عباس

التعصب للجماعات يعمي البصيرة حتى و لو كانت الجماعة جماعة مجاهدة

جاءت الملاحم يامسلمون فتهيئوا لها

انتصارات الدولة الإسلامية وشعبيتها

غلام الجاهلية

انتهت مرحلة الردود على الشبهات بقلم أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((الرجل ذو الألف مسبحة))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الفلاشة ))

طه عبد الرحمن، السياسة والترجمة: أي معنى للإبداع؟

سلسلة قبل الغروب عوامل السقوط الحضارة و التخلف

لماذا فشلت الثورات العربية؟ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( ليلة التاسع من نوفمبر ))

تعليقاً على المصالحة المصرية القطرية.. أحمد طه

و إذا كان العرب أغبياء فلم نلوم الغير ؟

تعليقاً علي خبر القبض على شاب وفتاة بالمترو تحدثا بالإنجليزية



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net