اخر الاخبار

السبت , 20 ديسمبر , 2014


بل هم العملاء…!
كتب طلعت عبد السلام الخطابى:

بسم الله الرحمن الرحيم

يمارس المحللون السياسيون دورًا بارزًا فى تفسير الأحداث و توجيهها بحسب رؤية المحلل و إنتمائه، و لخطورة هذا العمل تجد كثير منهم مأجورين من قبل جهات لها مصالح، أو لها مذهب معين تريد نشره بكل الوسائل، و من هذه الوسائل: وظيفة المحلل السياسى .
لا تختلف وظيفة المحلل السياسى عن وظيفة مفسر التاريخ، و تفسير التاريخ كما هو معلوم لدى المتخصصين أنه علم مستقل بذاته له أهله .. فوظيفة المحلل السياسى فى حقيقتها لا تختلف كثيرا عن وظيفة القائم بتفسير التاريخ، و إن كان مفسر التاريخ أرسخ قدما بالطبع لعدة إعتبارات ليس هنا محل ذكرها .. لكن بالجملة ما يقوم به المحلل السياسى هو تقريبا نفس عمل مفسر التاريخ .
هذه المقدمة ضرورية لمعرفة ما يمكن أن يفعله المحلل السياسى و ذلك بناء على معرفة طبيعة عمل المفسر للتاريخ .. فماذا يستطيع أن يفعل المفسر للتاريخ ؟!
يستطيع مفسر التاريخ و بالتالى المحلل السياسى .. أن يخدم مذهبه و توجهه أو يخدم مذهب الجهة التى إستأجرته عن طريق توجيه الأحداث حسب المذهب و الكيفية و المذاق الذى تريده الجهة المستأجرة أو حسب مذهب المحلل نفسه و هواه ..
فلو فرضنا مثلا أن المحلل أو المفسر ذو توجه شيوعى .. فسيكون التحليل و التفسير بحسب رؤية و مذهب الشيوعية للكون و للحياة و التاريخ .
و لو كان ليبراليًا فسيكون التحليل أو التفسير ليبراليا و لا شك …
و لو كان ديموقراطيا فسيكون التحليل أو التفسير خادما لهذا المذهب و لا شك ..
و لو كان نفعيا براجماتيا فسيكون التحليل أو التفسير خادما لنفعيته و براجماتيته …
هناك نماذج كثيرة موضحة لهذا الأمر .. فعلى سبيل المثال حادثة الإفك مع أمنا عائشة رضى الله عنها .. إنطلق النفر المحللون يومها .. يحللون الحدث بناء على خبر مكذوب أو إشاعة أطلقها أحد المنافقين المستنفعين ، و كان كثير من المحللين و المفسرين للحدث يومها يستخدمون تحليلهم فى محاولة لزعزعة دولة رسول الله صلى الله عليه و سلم، فكان تحليل المنافقين يصب فى مصالحهم .
و أيضا نموذج المستشرقين الذين فسروا أحداث التاريخ الإسلامى تفسيرا مشوها يخدم أغراضهم .. كقولهم عن النبى صلى الله عليه و سلم: أنه ساحر أو شهوانى، و أنه يدعو للإباحية الجنسية و الغدر و العنف، و أن الإسلام نفسه نوع من الهرطقة .. كل هذا بناء على مذاهبهم الإلحادية الكفرية فى تفسير الأحداث .
و من النماذج المعاصرة فى توظيف التحليل السياسى لأغراض خاصة .. إلصاق كل شاردة و واردة من المصائب بجماعة الإخوان المسلمين من قبل ثلة من المحللين و الإعلاميين المأجورين ..
و بالمقابل يمارس الإخوان المسلمين نفس الدور مع الجماعات الجهادية بتشويهها و نعتها بالعمالة .. باعتبار أن هذه الجماعات جاءت بطرح يخالف طرح الإخوان الديموقراطى الذى أثبت فشله، و لذلك سنجد المحللين الديموقراطيين أو التابعين لجماعة الإخوان أو المؤيدين لها .. يوظفون تحليلهم فى تشويه الجماعات الجهادية خدمة لمذهبهم الديموقراطى أو مذهبهم السلمى، و محاولة تشويه طرح الجهاديين بكل وسيلة .
إذا فهمنا ما سبق فإننا سندرك حقيقة هذه التحليلات و التفسيرات المناوئة للجماعات الجهادية .. ما هى أهدافها ؟، و ما هى طريقتها فى توظيف التحليل السياسى أو الآراء السياسية ؟ .
و فى سياق هذه الحرب الإعلامية الكلامية على الجماعات الجهادية كالدولة الإسلامية فى العراق و الشام، أو أنصار بيت المقدس، أو أجناد مصر، أو تنظيم القاعدة من قبل هذه الجماعات .. فإنى لا أجد غضاضة أبدا بتوجيه أصابع الإتهام إلى هؤلاء المحللين و إتهامهم بنفس التهمة التى يتهمون بها هذه الجماعات .. بإعتبار وجود قرائن تشكك فى هؤلاء المحللين، و هى أن هذه التحليلات تصب فى مصالح خصوم الإسلام .. فإذا كانت كل جماعة جهادية متهمة بالعمالة فلا يعنى هذا إلا تشويهها أو تخوينها أو تكفيرها، و بالتالى صرف أنظار المسلمين عنها، و بالتالى أيضا وضع السلاح مخافة الاتهام بالعمالة !
و هذا بعينه ما يريده طواغيت هذا العصر .. بل طواغيت كل عصر !
و من الناحية الشرعية فإن رد الظلم مباح بشرط عدم رد القذف بقذف، أو الكذب بكذب، و نحن هنا لا نقابلهم إلا بما هو قبيح فيهم .. فلا نقذف و لا نكذب بل هم عملاء مأجورون سواء بحسن نية أو بسوء نية، و سواء شعروا أو لم يشعروا هم عملاء الدرهم و الدينار، و عملاء للممولين الذين يدفعون لهم، و كذلك أيضا فإن تحليلاتهم تثير الشكوك مما يجعلهم غير جديرين بالثقة أو إحسان الظن بهم .. بل أمثال هؤلاء الذين يجرحون فى المجاهدين قوم سوء فساق، و الفاسق لا يحسن به الظن . و لذلك نقولها بالجملة: ( بل أنتم العملاء ) .. و لا نكذب فى هذا و لا نقذف كما تكذبون أنتم على المجاهدين، و لكن منكم بالفعل عملاء لأصحاب الأموال، و منكم عملاء للأمريكان رأسا، و منكم عملاء للطواغيت . فجميعكم قد اشترك فيكم وصف العمالة، و كل بحسبه .
و نؤكد على هذا التأصيل الشرعى – أى رد السب و الشتم – بهذا السؤال الموجه للشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – جاء فى فتاوى نور على الدرب .
السؤال بارك الله فيك فضيلة الشيخ يقول في سؤاله الأخير بأنه البعض من الأصدقاء يقومون بسبي و شتمي فهل أرد عليهم بالمثل أم ماذا أفعل؟
الجواب: الشيخ: انظر إلى المصلحة في ذلك فإن كانت المصلحة تقتضي تركهم و هجرهم و عدم مقابلتهم بمثل ما قالوا فإفعل و إن كانت المصلحة تقتضي خلاف ذلك فلك الحق أن تقابلهم بمثل ما قابلوك لقول الله تعالى ( وَ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ) و قوله ( وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ) ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) إلا إذا كنت صائماً فإن الأفضل ألا ترد عليهم لقول النبي عليه الصلاة و السلام (إن امرء شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم) فهذه تستثنى مما ذكرنا أولاً و يستثنى أيضاً إذا ما سب أباك فإنك لا تسب أباه لأن ذلك عدواناً على الأب أي على أبيه فإنه لم يسبك.


طلعت عبد السلام الخطابى
http://talaatabdeslam.blogspot.com/


القراء 1223

التعليقات


مقالات ذات صلة

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((( الأسد المركوب )))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((المطبخ))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الناس))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((مسوخ أرض عاميس))

حروف ممنوعة بقلم/ هشام حسن الببغاوات

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((قفا نبك من ذكرى آخر أسهمى))

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((عصا وأرجوز))

حروف ممنوعة _ هشام حسن الخوازيق

تعقيباً على لقاء أجناد مصر بقلم/ إحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((خووووووووود))

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

القرآن المهجور : بول الإبل بقلم ا.د محمد أبوزيد الفقى

دولة ‫‏الخلافة‬ لا يعاديها أحد إلا فضحه الله بقلم/ الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي

طواغيت، منافقون، عبيد بقلم/ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( السفينة ))

الإرهاب و السحر عند الفراعنة

ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ

بروتوكولات حكماء العرب البروتوكول الثاني

هجمات باريس وإرهاب الإسلام - حسن أبو هنيّة

هل حان الوقت لكي نفهم ؟ بقلم المستشار/ محمد يوسف عدس

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

الايدولوجيا و الدين و المسلمين و الحرث في الماء بقلم المهندس/ خالد غريب

تأملات في الواقع بقلم/ حسين بن محمود

النماذج الثلاثة

عبادة الرموز و تقديسها بقلم/ أيمن إمام

بروتوكولات حكماء العرب الجنس الثالث..!!.. البروتوكول الخامس د. محمد عباس

التعصب للجماعات يعمي البصيرة حتى و لو كانت الجماعة جماعة مجاهدة

جاءت الملاحم يامسلمون فتهيئوا لها

انتصارات الدولة الإسلامية وشعبيتها

غلام الجاهلية

انتهت مرحلة الردود على الشبهات بقلم أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن ((الرجل ذو الألف مسبحة))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( الفلاشة ))

طه عبد الرحمن، السياسة والترجمة: أي معنى للإبداع؟

سلسلة قبل الغروب عوامل السقوط الحضارة و التخلف

لماذا فشلت الثورات العربية؟ أحمد طه

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( ليلة التاسع من نوفمبر ))

تعليقاً على المصالحة المصرية القطرية.. أحمد طه

و إذا كان العرب أغبياء فلم نلوم الغير ؟

تعليقاً علي خبر القبض على شاب وفتاة بالمترو تحدثا بالإنجليزية



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net